أهمية ترسيخ نظرية الأمن القومي العربي ضمن استراتجيه عربيه لتحقيق وحدة الأقطار العربية

أهمية ترسيخ نظرية الأمن القومي العربي ضمن استراتجيه عربيه لتحقيق وحدة الأقطار العربية
بقلم رئيس التحرير
في بداية الأمر يجب التأكيد على أن مفهوم الأمن القومي هو مفهوم شديد التركيب والتعقيد نظراً لأبعاده المتعددة والتي تتداخل مع بعضها البعض حتى تكون وحدة واحدة هي وحدة الأمن القومي، فعلى سبيل المثال البعد السياسي يتداخل مع البعد العسكري التقليدي، فتقوية الجيش وتطويره ووضعه على أهبة الاستعداد تتطلب إرادة سياسية راغبة في ذلك وقادرة على تسخير قدرات الدولة للقيام بهذا الأمر مع قدرتها على حفظ الجبهة الداخلية وامتلاك علاقات جيدة بالدول الممكن شراء الأسلحة منها، ويمكن تطبيق الأمر ذاته على البعدين العسكري والاقتصادي، فتقوية القوات المسلحة تحتاج إلى موارد اقتصادية تأتي من قدرة الدولة على تعبئتها وهي جزء من الأمن الاقتصادي للدولة، ومن ثم فإنه لا يمكن تحقيق الأمن العسكري في ظل جبهة داخلية منقسمة تستنزف قدرات الدولة، ولا يمكن تقوية الأمن العسكري بكل ابعاده التقليدية والتكنولوجية بدون وجود قدرات اقتصادية وعلاقات سياسية وقوة ناعمة تمكن الدولة من تحقيق ذلك.
أما من ناحية دراسة الأمن القومي فإن الأمر يتطلب أولاً تحديد مشكلات الأمن القومي؛ فقبل دراسة الأمن القومي يتعين تحديد مشكلات الأمن القومي أولاً؛ فبالنظر لحالة الأمن القومي العربي تكمن المشكلة الرئيسية كما ذكرنا في عدم توافق معطيات الواقع العربي مع متطلبات الأمن القومي العربي؛ حيث هناك غياب لإرادة عربية مشتركة راغبه في صهر الإمكانات العربية كلها في بوتقة واحدة للوقوف أمام الأخطار الخارجية والداخلية التي تتهددهم.
بعد أن يتم تحديد مشكلات الأمن القومي الداخلية والخارجية، يتم الانتقال إلى تعامل الدولة مع تلك المشكلات وترتيبها وفقاً لأولويتها بالنسبة لها فهناك أخطار عالية التهديد وأخرى منخفضة هكذا ومن ثم فإن تعامل الدولة مع المشكلة لابد أن يكون وفقاً لدرجة خطورتها على أمنها القومي، ويمكن تقسيم الأمن القومي إلى دوائر مختلفة مثل دائرة الأمن الداخلي، الأمن الإقليمي، الأمن العالمي، ويمكن أن تتناول كل دائرة الأبعاد المختلفة للأمن القومي والتي ذكرناها سابقاً على سبيل المثال، ووفقاً لهذا التقسيم يمكن تحديد احتياجات الأمن القومي وأوجه القصور لمواجهتها لتقوية الأمن القومي للدولة حتى تستطيع حماية قيمها الجوهرية وحماية بقائها ومصالحها مع العالم الخارجي.
وفي الختام نستطيع أن نقول إن الأمن القومي العربي غير متحقق على أرض الواقع العربية؛ فالواقع العربي مخالف لمتطلبات الأمن القومي العربي، بسبب حالة التفكك التي تعانيها الدول العربية حاليا إلى جانب عدم وجود إرادة عربية مشتركة حقيقية راغبة في تحقيق تقدم في موضوع الوحدة العربية يمكن أن يسهم في تحقق الأمن القومي العربي مستقبلاً، فضلاً عن أن الأمن القومي لكل دولة عربية مهدد بشده كما أوضحنا ما يحول دون تحقق الهدف المنشود، لكن على أية حال يجب التنويه على أنه ليس بمقدور أي دولة أن تحمي أمنها القومي بنسبة ١٠٠٪، وإنما هي وحاولت زيادة أمنها القومي بتقليل احتمالات تهديده من الداخل والخارج بحشد كافة الامكانات المتاحة.
وحقيقة نسعى عبر منتدى القوميين العرب إلى استنهاض مكامن القوه العربية وتحقيق التعاون والاتحاد بين الأقطار العربية ضمن مجهود يهدف لتوحيد مكامن القوه من البناء الاقتصادي والسوق العربية المشتركة ووحدة العملة وفتح الحدود من خلال اتحاد عربي فيدرالي واستيعاب وتشغيل الأيدي العربية واستغلال المهارات العربية من خلال منع هجرة الادمغه والعقول وهذا لا يتحقق إلا من خلال التكامل والتعاون الذي يوصلنا لتحقيق مفهوم الامن القومي العربي والتخلص من التبعية والحفاظ على القرار العربي السيادي الذي يصب في صالح تحقيق الوحدة العربية