مقالات

في الثقافة بقلم الدكتور عزالدين دياب

بقلم الدكتور عزالدين دياب

في الثقافة
بقلم الدكتور عزالدين دياب
عرفت الثقافةتعر يفات متنوعة ومختلفةفي المضامين،والاختلاف والتباين في تلك التعريفات يعود لاختلاف التيارات والمدارس الانثروبولوجية والاتجاهات الفكرية،لكن في أغلبها ترى أن الثقافة :هي ذلك الكل الذي يمثل العادات والتقاليد والأعراف والنتاج المادي والحضاري.
ويرى رواد الانثروبولوجيا أن ذ لك التعريف يعود للانثروبولوجي (تايلور).
والقصد من القول السابق في تعريف الانثروبولوجيا أن نصل وباختصار إلى مفهوم المثقف،حيث يمكن القول إن المثقف هو الذي يحيط بكل جوانب الثقافة إحاطة تمكنه من معرفة الكيفية التي يتعامل بها مع تلك الجوانب حتى لايقول فيها رأيا مخالفا لحقائق تلك الجوانب وتعيناتها في الحياة،أوقل في البناء الاجتماعي.
إذا ؛ المثقف هو الإنسان الذي يعي حياته الاجتماعية والثقافية والفكرية بالقدرالذي يمكنه من إبداء رأيه في الظاهرة أو الحدث أو الواقعة على اختلاف مضامينها،بما يتفق وحقائق الظاهرة والحدث..إلخ
وهناك من يخلط بين المثقف والمتعلم وحامل الشهادة الجامعية،ويطلقون على كل هؤلاء ب”المثقف”.
قد ترى خريجا جامعيا في الجغرافيا يملك معرفة واسعة بشأن الجغرافيا ومدارسها واتجاهاتها وموضوعاتها،وقل ذلك في سائر الاختصاصات ومعارفها.وإذا أخرجت ذلك الجغرافي من موضرعه وتخصصه وتكلمت معه في الشأن السياسي فتجده لايجيد القول الصحيح.
ولا أعني بالمثقف في هذه الحالة الكيميائي والفيزيائي والمؤرخ و…إلخ وإنما أعني به الذي يعرف معرفة واعية كيف يتعامل مع معطيات الحياة بكل عناصرها المادية والروحية والاجتماعية معرفة تضمن له التعامل السليم مع وقائع الحياة اليومية.
وهنا يجب أن نفرق بين المثقف والحكواتي العلاك.
وقد سادت في الأحزاب العربية خلال عقد الأربعينات والخمسينات من الألفية الثانية ظاهرة المثقف وظاهرة الحكواتي جنبا إلى جنب.
وللأسف الشديد في بعض الأحزاب العربية،أو قل في أغلبها كانت الغلبة للحكواتي والشاطر والفهلوي والنطاط،ومساح الجوخ،كما يقول الناس في بلاد الشام.
مناسبة هذا القول أو الكتابة في شأن المثقف ومعانيه في بلادنا العربية،لاحظت قريبا لي في سن الشباب ويحمل شهادة جامعية يقرأ القراَن ليل نهار .والأصح في كل أوقات فراغه.وإذا تحدث في السياسة يخلط: (عباس بدباس).
فنصحته أن ينوع قراءاته تنويعا يساهم في تعميق وعيه ومعرفته،وأن يعطي قراءة القراَن الوقت الذي يمكنه من المحافظة على تواصله مع قضايا الدين الاسلامي التي تمكنه من طاعة الله.
استنكر قولي وقال عني العلماني الكافر رغم معرفته بأنني أرافقه إلى الصلاة وأقرأ القراَن.
سؤالي عن عقلية وتفكير قريبي…سواءكانت القربة في الحزب والحي والعمل،هل تتفق هذه العقلية مع القول: اطلبو ا العلم من المهد إلى اللحد. اطلبوا العلم ولو في الصين ،وقول رب العالمين:اقرأ.هل طلب العلم يقتصر على علوم الدين،وهل أمر الله :اقرأ للقراَن فقط؟
قصدي من الاجابة أن نحرر تلك العقول من أميتها.
لذلك قلت في إحدى محاضراتي أوجلساتي:إن الأمية الفكريةتنتشر بين المنتسبين إلى الأحزاب العربية في فكر تلك الأحزاب.
وهذه الفكرة/الرأي استخلصتها من دراسة حقلية قمت بها بطريقة الاتصال بالعينة المختارةو المعاشه.
تحياتي عزالدين دياب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب