الصحافه

صحيفة إسرائيلية.. لـ “الأونروا”: أوقفي دعمك للإرهاب.. لا وجود لما تصفينه بـ “اللاجئ الفلسطيني”

صحيفة إسرائيلية.. لـ “الأونروا”: أوقفي دعمك للإرهاب.. لا وجود لما تصفينه بـ “اللاجئ الفلسطيني”

الضرر الذي لحق بمخيم اللاجئين في جنين من قبل الجيش الإسرائيلي، والتجند الدولي لترميم البنى التحتية التي تضررت في المخيم، هما فرصة ممتازة للإعلان عن التفكيك الرسمي للمخيم، وإخراج وكالة الغوث من المعادلة وإعلانه أحد أحياء مدينة جنين، بل هذا هو الوضع عملياً منذ سنوات طويلة. ليس في جنين “لاجئون”. يدور الحديث عن فلسطينيين ولدوا في جنين (باستثناء أقلية صغيرة من أبناء 75 فما فوق) وعاشوا كل حياتهم في جنين. لم يطردوا أو يتركوا بيوتهم. هم يعتبرون جنين جزءاً من وطنهم الفلسطيني، وكذا بعض أمم العالم الذين يعترفون بدولة “فلسطين”. إسرائيل هي الأخرى غير معنية بأن تعود لتحكم في المناطق “أ”، والتي تعد مدينة جنين جزءاً منها. والشرط الأكثر أساسية لتعريف الإنسان كلاجئ هو وجوده خارج بلاده. فكيف إذن يمكن تعريف سكان جنين كلاجئين؟ وكيف يحتمل وجود لاجئ من فلسطين هو أصلاً في فلسطين؟
هذا عبث بعيد السنين لا يوجد إلا في حالة النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني، الذي يمنع أي احتمال للمصالحة بين الطرفين منذ أكثر من 70 سنة. ما دام الفلسطينيون في “مخيمات لاجئين”، في الغالبية الساحقة من الحالات هي ببساطة أحياء عادية داخل المدن، ويعتقدون بأن سيعودون إلى أراضي دولة إسرائيل ذات يوم، فلا احتمال إذن للوصول إلى سلام معهم. وما داموا يؤمنون بأن وجود إسرائيل مسألة مؤقتة مثل وجودهم الآني في مخيمات اللاجئين، فسيستمر دافعهم لمواظبة القتال ضدها.
ليس صدفة أن يكون مصدر العنف الأقسى الموجه لإسرائيل على مدى عشرات السنين، منطلقاً من مخيمات اللاجئين. هكذا في غزة، وهكذا في لبنان، وهكذا أيضاً في “يهودا والسامرة”. والسبب ليس الوضع الاقتصادي الصعب أو المشاكل اليومية، بل وعي عميق وغير مساوم بانعدام العدالة العظيمة التي أدت إلى هزيمة الفلسطينيين بحرب بدأوها ضد دولة إسرائيل في 1948.
مخيمات اللاجئين هي عملياً باب وعي للفلسطيني، الذي بموجبه الحل الوحيد لانعدام العدالة هذه هو عودة اللاجئين إلى نطاق دولة إسرائيل وتحولها عملياً إلى دولة عربية بالفعل.
تخطئ الأسرة الدولية حين تسعى لإعادة الوضع في المخيم إلى عهد ما قبل الحملة، وأن تفعل هذا من خلال وكالة الغوث – الأونروا.
هذه الوكالة جزء من المشكلة، وليست جزءاً من الحل. فهي تبقي لدى الفلسطينيين وعي اللجوء المصطنع وتمنحهم إحساساً بأن العالم كله يؤيد مطلبهم في “العودة” إلى إسرائيل، وعملياً، تخريبها.
هذا لا يعني أن الوعي سيختفي في يوم واحد بدون الوكالة، لكن وقت المساعدة الدولية للوكالة سيؤشر للفلسطينيين بأن العالم مستعد لمساعدتهم إذا كان في نيتهم العيش بسلام إلى جانب إسرائيل وليس في مكانها.
إن الخوف من تحويل الأموال مباشرة إلى السلطة الفلسطينية لترميم جنين بسبب الفساد المستشري فيها مفهوم، ولكن هناك ما يكفي من المنظمات الغربية والدولية منذ الـ USAID، التي تعمل في المنطقة ومستعدة لتنفيذ العمل. في السطر الأخيرة: ترميم – نعم؛ وكالة الغوث – لا.
عدي شفارتس
إسرائيل اليوم 12/7/2023

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب