مقالات
بايدن والصين بقلم د. حسن الطوالبة
بقلم د. حسن الطوالبة -الاردن -المنبر الثقافي العربي والدولي

بايدن والصين
د. حسن الطوالبة
التوتر يسود علاقات امريكا والصين ولا سيَما بعد اسقاط المنطاد الصيني قبل اشهر، اذ تقول امريكا ان الصين تتجسس علينا، في حين ان الصين تقول ان المنطاد كان للبحث العلمي.
كما ان العقوبات الامريكية على الصين وخاصة منع تصدير الرقائق الى الصين، ومن المعروف ان اكبر مصنع للرقائق في تايون يعمل لحساب امريكا، وتنوي الولايات المتحدة نقل هذا المصنع الى احدى الولايات المتحده، خوفا عليه مَن التدمير اذا وقعت حرب لاسترجاع تايون الى حضن الام الصين الموحده.
تريد الولايات المتحدة التهدئة َمع الصين لاكثر َمن سبب،،،
١. انشغال الولايات المتحدة بالحرب الدائرة في اوكرانيا، اذ تسعى ادارة بايدن ايذاء روسيا، وايصالها الى حالة التقسيم، وان لم تحقق هذا الهدف، فعلى الاقل اضعاف روسيا اقتصاديا، الامر الذي يؤثر على الصناعات العسكريه.
٢. يعتزم بايدن الترشح لرئاسة ثانية العام المقبل ٢٠٢٤.ولا يريد ان يشعل جبهة مباشرة مع الصين.
٣. كما ستجري انتخابات في تايون العام المقبل ايضا. فمن المنطق تهدئة العلاقة مع الصين.
٤. مرت الادارة الامريكية قبل شهر في ازمة مالية حادة متعلقة بالدين الواجب على الخزانة الامريكية، ورغم تعاون الكونغرس مع البيت الابيض، الا ان الوضع المالي ما زال صعبا. وتريد الادارة الامريكية ابقاء التعاون مع الصين بما يحقق مصالحها.
وعليه فقد ارسلت ادارة بايدن وزيري الخارجية والخزانة الى الصين خلال اقل من شهر. ولكن الصين التي تتربع على اعلى اقتصاد في العالم يوازي اقتصاد امريكا ان لم يتفوق عليه في المدى المنظور.
الصين ساعية الى ايجاد نظام مالي عالمي يلغي هيمنة القطب الواحد، وهذا المسعى هو ما تسعى اليه روسيا والهند وباكستان والبرازيل، وايران والسعودية والامارات العربيه، وهذه الدول تشكل اكثر من نصف العالم من حيث السكان، واكبر اقتصاد في العالم،
لقد بدأت خطوات قريبة من هذا التوجه، من قبل الدول الغربيه، وفي مقدمتها فرنسا، وقد شكلت تصريحات ماكرون اثناء زيارته الى الصين، ودعوته الى التحرر من الهيمنة الامريكيه، كما جاءت زيارة المستشار الالماني الى الصين لتصب في هذا الاتجاه، اي اقامة نظام مالي عالمي جديد، ينهي الهيمنة الامريكيه.
فهل نشهد هذا المسعى قريبا….