مقالات

وجهة نظر بشأن ثورة 14 تموز بقلم الاستاذ الدكتور علي عطية عبد الله اكاديمي جامعي

بقلم الاستاذ الدكتور علي عطية عبد الله اكاديمي جامعي -العراق

وجهة نظر بشأن ثورة 14 تموز-1958 

بقلم الاستاذ الدكتور علي  عطية عبدالله 

مقدمة:  كلما حاولت تجاوز ذكرى ١٤ تموز١٩٥٨م ،اهدافها واحداثها، تتفاعل في ذهني كاني ارى احداثها امامي الان، ومن لا يدري موقفي وطنيا قوميا سيستغرب مع وصف يعتمد على حقيقة تفكيره وعلاقته باحداث العراق والعرب١٩٥٤-١٩٥٨. وهذا شانه، فلا يستغرب من واقع الاخرين… كما اذكر في مناسبات عديدة مرت اني منذ المتوسطة ١٤ عاما من العمر ، تاثرت بواقع وطن والامة ، دون تاثري باي حزب على الساحة العراقية، رغم كان احد القوميين ( ظهر بعثيا) كان في دار المعلمين الريفية في بعقوبة( المرحوم معاذ عبد الرحيم) ، يتحدث معنا يوم كنا طلاب متوسطة نجلس في مقهى مقابل ثانوية بعقوبة،حول سوء سلوك الحكومة والاقطاع ووحدة الامة، كلام عام، دون مصارحة للانتماء لحزب ما. لكن استلام ناصر لقيادة ثورة ٢٣ تموز ١٩٥٢ في مصر عام ١٩٥٤م، ووضوح الاهداف الوطنية والقومية والاسلامية والافريقية في كتيب( ٦٠ صفحة)، ونشاط صوت العرب، اصبح اهتماننا قوميا اكثر التصاقا ووضوحا. وجاء تاميم قناة السويس في تشرين ١٩٥٦م، وما تبعه من عدوان انكليزي فرنسي صهيوني على مصر ليؤجج الموقف القومي العربي بقيادة البعث والقوميين العرب، وقتها، وسوء موقف النظام العراقي الملكي بقيادة نوري السعيد وحلف بغداد الذي اسس عام ١٩٥٥م بدور المعسكر الراسمالي باشراف انكلترا ، حيث ثبت ان نوري السعيد شجع ايدن رئيس وزراء بريطانيا على اسقاط التأميم وناصر لأنه يشكل خطرا على المنطقة( مذكرات ليدن ). تلك احداث دفعت بعض ضباط الجيش لتأسيس لجنة تعمل على تغيير النظام في العراق.باسم الضباط الاحرار. اي متأثرين بفشل الحرب ١٩٤٨م في فلسطين بسبب انظمة تابعة لبريطانيا. وتحرك الموقف القومي شعبيا نحو وحدة مصر وسورية ١٩٥٧م بقيادة البعث والقوميين العرب توج بولادة الجمهورية العربية المتحدة ٢٢شباط ١٩٥٨م… هنا وقف الاعداء ضدها مستخدمين نظام لبنان والنظام العراقي والاردني . تلك ظروف ادت الى تاسيس جبهة اتحاد وطني في العراق من البعث والوطني والاستقلال والشيوعي، تنسق مع الضباط الاحرار لتغيير الوضع في العراق لأنه وضع تابع لانكلترا يعمل لمصلحة المعسكر الرأسمالي ضد اي عمل قومي يسعى لوحدة الامة… ثورة ١٤ تموز ١٩٥٨ .************** في ضوء واقع النظام الملكي كما ذكر اعلاه باختصار شديد قرر الضباط الاحرار العمل على تغيير النظام الملكي في اي فرصة تتاح. فتقرر اي لواء من الجيش العراقي تتاح له فرصة السيطرة على بغداد يقوم بالثورة. فحدث ان اللواء العشرون قد حركه النظام الى الاردن ضمن خطط التامر على سورية، وكان امره مستقل ومساعده عبد السلام عارف عضو لجنة الضباط الاحرار كان مقره في جلولاء – ديالى. وكان اللواء التاسع عشر بقيادة قاسم في ناحية المنصورية- ديالى.ايضا. وقاسم ضمه ناجي طالب للجنة الضباط الاحرار التي اليها ينتمي، وعارف كان تحت امرة قاسم في حرب فلسطين ١٩٤٨م. فتقرر قيام عارف بالسيطرة على بغداد حيث امر اللواء كان في الرمادي ينتظر( بنصيحة عارف له بحسب الخطة)، فاذا فشلت يتحرك قاسم ضدها شكليا، واذا نجحت يدخل قاسم دعما لها وهكذا تحرك اللواء العشرون بدون عتاد فزوده البعث بعتاد في احد البساتين بعد ناحية خان بني سعد، وهكذا تمت السيطرة على بغداد الساعة ٦ صباحا ١٤ تموز ١٩٥٨م ، ومن الصدف اني قد فتحت الراديو ٦ صباحا فسمعت البيان بصوت عارف، وأهداف الثورة الوطنية والقومية بوضوح،وأسبابها. فهي وطنية قومية لها مبرراتها وطنيا وقوميا. فهي ثورة ، اي تغيير جذري. فأعلن عارف قاسم قائدا عام ورئيس وزراء وهو النائب. مخالفا تشكيل مجلس قيادة ثورة، فشكلوا مجلس سيادة من ثلاث اشخاص الربيعي رئيسا والنقشبندي عضوا كرديا ومهدي كبه وهو مجلس دون دور قيادي حقا. تلك هي ثورة ١٤ تموز ١٩٥٨م تغيير جذري بأهداف واضحة وبمبررات واضحة. احداث بعد ١٤ تموز ١٩٥٨ * . .****************** الخطاة الاولى تجاوز عارف تشكيل مجلس قيادة الثورة وإصراره على ان قاسم القائد العام ورئيس الوزراء. بعدها تحرك عارف قوميا دون تخطيط حتى ناصر نبهه بشان تحركه عاطفيا. استغل قاسم تصرف عارف وبدعم شيوعي اقال عارف ٢٨ ايلول ١٩٥٨م وعينه سفيرا وحدثت مناوشات ومواقف افتعلها قاسم ليحكم على عارف بالإعدام. وبدات مرحلة انحراف الثورة كما خطط لها الانكليز لتكون معادية لأي توجه قومي. يدعمه موقف الشيوعيين المعادي لوحدة الامة في خدمة الشيوعية الاممية. وكانوا ضد وحدة مصر وسورية علنا. هدفهم اممي. والمشكلة الاساسية التي خفيت على الضباط الاحرار وعارف ان قاسم كان خلفه الانكليز بديلا للنظام الملكي لعجزه عن مجابهة ناصر والحركة القومية. فقاسم جهز لهكذا احتمال من خلال وجوده في لندن يوما( كلام سفير بريطانيا في بغداد صبيحة ١٤ تموز ١٩٥٨ ، د. عبد الله النفيسي) . فهو ثوري!! بديل لنظام اصبح لا يستطيع مجابهة ناصر ، وثوري ينفذ خطتهم بإفشال اي عمل نحو وحدة العراق مع الجمهورية العربية المتحدة. ومما يؤكد تلك الفكرة هو موقف بريطانيا تجاه ١٤ تموز الهاديء، وهي من اسقط حركة ١٩٤١م عسكريا. فإذن ١٤ تموز جوبهت بتخطيط انكليزي وعداء شيوعي لأهدافها القومية وسذاجة عارفية، وتحرك قومي عاطفي دون تخطيط واقعي. .ورغم بعض انجازات لا تنكر لكنها ذهبت ضحية جهل سياسي عراقي وتدخل انكليزي . ولا اريد ادخل بالتفاصيل لأنها تحتاج كتابا. انما تلك خلاصة موجزة جدا. فكل ما هو سيء سببه سياسة منحرفة وبشر سيء النيات. تحية للشهداء

. ابو ليث

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب