
هل سيعود السودان وطناً في حضن شعبه
كتب: علي الدوش
كتبت المقال أدناه في يوم “25” فبراير الماضي، أي قبل بداية الحرب والمحرقة بخمسين يوماً والآن نعيش تفاصيل كل ماورد فيه من العبارات والمحاذير التي حذرنا وآخرون منها، لسنا بمنجمون ولا قارئي فنجان ولا نعلم الغيب لكننا نملك منهجاً يمكننا بالنظر الثاقب لمجريات مايدور حولنا في الواقع والمستقبل، فقد أشرنا إلى معركة رابحها خسران بطول أمدها دون تحقيق إنتصار، وتخوفنا من النزوح واللجوء، فنزحنا داخل الوطن ولجأنا خارجه بحثاً عن الأمن والأمان والعيش الحر الكريم، دونما جدوى أو حتى من يسمع ويتعظ، والآن بعد كل هذا الشتات في الأمر وفقد الأنفس والممتلكات وما أريق من دماء طاهرة كل الآمال تتعلق بوجود من يوصف بالرشد ليهديه رشده إلى التفاوض كآخر منعطف لحقن الدماء والحفاظ على ماتبقى من وطن ومواطنين..
وأقتطف من مقالي السابق التالي:
إنما يجري من أحداث في الساحة السودانية بصورتها المتسارعة والمتعددة في تقاطعاتها تؤكد القراءات السليمة لمجرياتها أنها مخطط مرسوم له بعناية فائقة تضافرت فيه الجهود المحلية والإقليمية والدولية معاً لأخفاء معطيات ثورة ديسمبر المجيدة تلك الثورة التي بصم المجتمع الدولي على وصفها بأنها عروس الثورات في التاريخ الحديث حيث أنها انتهجت المسلك السلمي وتمسكت به أمام كل المحاولات التي رمت إلى انحرافها من جادة السلمية لتشابه سابقاتها من ثورات الربيع العربي في محصلتها الصفرية، ومع مضاعفات حالات في أفق البلاد على خلفية قرارات انقلاب “25 أكتوبر 2021م” التي وأدت الثورة بالردة الممرحلة التي أدخلت الوطن في مأزق تاريخي جعله ساحة للتجاذبات الدولية لموقعه الجيوسياسي ونظراً لموارده الاستراتيجية في باطنه وفوق سطحه فأصبح مع إشراقة شمس جديدة يحتمي وطيس النفوذ الدولي على الساحة السودانية لحيازة جزء منه على أسوأ الفرضيات دون اكتراث لمتطلبات الشعب الذي يعيش على هذه الرقعة الجغرافية التي ميزها المولي عزَّ وجل بالعديد من مقومات التطور والنماء، فإن لم تتفق مكونات هذا الوطن على برنامج تحتفظ به على رقعتها التي تعيش فيها ستعض على أناملها ندماً على فرص متاحة أمامها لليوم، ولن تسمح لها الظروف في مقبل الأيام، فلنتداعى إلى تشكيل جسم نستطيع من خلاله الحفاظ على شعبنا فوق أرضه المعطاءة، فما أصعب التشتت وطلب المعيشة في دول الجوار..
“انتهى”..
ولا يزال النداء موجهاً للجميع والأمل معقود بالله ثم بفعلنا الجمعي كقوى وطنية في أن نحتكم لصوت العقل والرشد ونحقن دماءنا ونبني ما دمرناه بأيدينا وننهض بوطننا من جديد..