مقالات

مطلوبات إيقاف الحرب كتب: أكرم عبد الوهاب

كتب: أكرم عبد الوهاب

مطلوبات إيقاف الحرب
كتب: أكرم عبد الوهاب
#الهدف_آراء_حرة
تشخيصي لما يحصل اليوم هو أنه مرحلة من مراحل الانتفاضة الثورية والتي أطلقت عليها مرحلة “المخاض”، وهي المرحلة الأصعب والتي تسبق الولادة للجنين حيث تتعرض الأم لآلام فظيعة.
الحرب الدائرة اليوم حرب مؤجلة منذ انحناء اللجنة الأمنية للمد الجماهيري ومحاولة التضحية برأس النظام مقابل بقاء ركائزة.
فتتبعنا للمشهد منذ تلك المرحلة يوصلنا إلى حقيقة أن هنالك قوتان عسكريتان أساسيتان في المشهد السياسي والعسكري والاقتصادي “القوات المسلحة وقوات الدعم السريع”، وأن لقيادة كل منهما تطلعات وأطمأع للسلطة والنفوذ بعد إزاحة رأس النظام عمر البشير.
إضافةً لما سبق فإن المرحلة التي تلت إسقاط رأس النظام سار التوجه والمزاج الثوري نحو استلام السلطة من العسكر قبل تكوين مجلس عسكري انتقالي، فتكوين المجلس العسكري الانتقالي كان هدفه الأساسي إفراغ الانتفاضة الثورية من محتواها ومضامينها الثورية والإبقاء على ركائز سلطة الإنقاذ.
سوء تقدير بعض القوى السياسية والاجتماعية الثوريه في الجلوس مع المجلس العسكري الانتقالي واعتباره طرفاً في المعادلة ويجب التفاوض معه وإشراكه في السلطة كان قاصمة الظهر لمسار الانتفاضة الثورية واختراق كبير لقوى النظام الملفوظ شعبياً للمشهد من جديد.
أغفل سوء التقدير هذا الزخم الثوري والاستعداد العالي للجماهير لمواصلة ضغطها لاستلام السلطة، ومن هنا بدأت متاريس ومطبات وتكتيكات العسكر لإفراغ الانتفاضة الثورية من مضمونها واتبعوا عدة تكتيكات نجحت جميعها، أولها تشتيت وحدة قوى الثورة بخلق التناغضات بينها واستمالة جزء منها وخلق فجوة بينها والجماهير من خلال الغرف المغلقة … إلخ، هذه التكتيات وصلت ذروتها ونضجت في “25 أكتوبر 2021م” حيث تخلص المجلس العسكري من كل قوى الثورة المتصدرة للمشهد السياسي بالانقلاب عليها وحقق غرضه.
قوى الانقلاب تحمل في داخلها تناقضات كبيرة وتعتمد قيادتها على رأسين كل منهما طامع في الاستئثار السلطة والثروة “البرهان/ حميدتي” وكلاهما له حلفاؤه المحليين والإقليميين والعالميين ولتحقيق تطلعات أحد الفريقين كان لابد أن يزيح أحدهما الآخر من المشهد ولا توجد آلية غير الحرب لبلوغ هذا التطلع..
فاندلعت الحرب المؤجلة كما ذكرنا في بداية المقال وانعكست نتائجها على مجمل الوطن والمواطنين لكن القارئ للمشهد يرى أن هذه الحرب مرفوضة من قطاع واسع من الشعب وليس لديها أي سند جماهيري، كما أن المحيط الإقليمي والدولي رغم أن هذه الحرب تحقق أغراضه في إضعاف السودان وتوقف عجلة تقدمه ورقيه، وتفكك لحمته الوطنية، إلا أنه يعرف أن كلفة ذلك وخيمة عليه أيضاً كمحيط إقليمي ودولي..
ومن المؤكد أن التوجه العام الشعبي رافض للحرب ومع إيقافها وتدارك آثارها من نزوح وقتل وإصابات ودمار واغتصابات ونهب وسرقة وانتشار واسع للسلاح وتشكل عصابات منظمة، كما أن استمرارها مهدد جدي لوحدة السودان..
السؤال الذي يجب الإجابة عليه ماهي مطلوبات إيقاف الحرب للسير في طريق أهداف الانتفاضة الثورية؟
الإجابة على هذا السؤال هي مفتاح نجاح مستقبل الانتفاضة الثورية.
وحسبما أعتقد وأقترح فإن أهم مطلوبات إيقاف الحرب هي:
# تشكيل جبهة مدنية واسعة ببرنامج وأهداف واضحه لا لبس فيها، ويكون أساس هذا البرنامج:
1/ تسريح ودمج جميع التشكيلات الغير نظامية المسلحة داخل القوات النظامية.
2/ تكوين سلطة مدنية كاملة تخضع لها جميع المؤسسات في الدولة.
3/ الفترة الزمنية لهذه السلطة المدنية الانتقالية عام واحد فقط تحقق من خلاله:
أ/ تفكيك بنية التمكين في أجهزة الدولة.
ب/ برنامج اسعافي اقتصادي مبني على القدرات الذاتية.
ج/ التوافق على قانون انتخابات ومتطلباتها للتنافس العادل الإيجابي والنزاهه والمراقبة بما يحقق التعددية السياسية والفكرية بأوسع قاعدة مشاركة شعبية.
د/ وضع خطة وبرنامج جمعي توافقي للسلطة المنتخبة هدفه توطين الديمقراطية وضمان استمرارها لتطورها..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب