عربي دوليمقالات

الظاهرة الصوتية لداعمي الجيش: قراءة في خطاب الظلاميين بقلم أحمد محمود أحمد

بقلم أحمد محمود أحمد -السودان -الهدف

الظاهرة الصوتية لداعمي الجيش: قراءة في خطاب الظلاميين
أحمد محمود أحمد
تبدت الظاهرة الصوتية وفي الثقافة العربية عبر حرب العام 1967م بين العرب والكيان الصهيوني، حيث خدع الإعلام العربي الجماهير العربية عبر هذه الظاهرة الصوتية، وأوهامها بالنصر عبر خطاب منفصل عن واقع الحرب وما كان يجري فعليا، إذ أنه وفي الساعات التي كان فيها العدو يدك الطيران المصري في مطاراته ويدمر المعدات الحربية، كانت الظاهرة الصوتية العالية وعبر صوت العرب تقول شيئا مختلفا وتبشر الجماهير بالنصر المبين حتى تبينت الجماهير العربية لاحقا أن كل ما قيل كان مجرد أكاذيب وتلى ذلك ما عرف في الأدبيات العربية بالنكسة….هذه الظاهرة تتجدد اليوم في الواقع السوداني عبر فئات جديدة مهووسة التفكير والرؤى وتقيم الدنيا ولا تقعدها وهي تقف وراء جيش مهزوم الفكرة والاستراتيجية وتنصب حوله الانتصارات الزائفة دون التفيكر في طبيعة هذه الحرب ومنطلقاتها..وقبل الذهاب وبشكل أعمق حول هذه الظاهرة والظواهر التي حولها يجب توضيح الحقائق التالية:
١- هذا الجيش والذي تتم حوله الظاهرة الصوتية لا يخوض حربا ضد الأعداء الخارجيين، ولا يدافع عن حدود البلد، إنما يخوض حربا فوق المدن وعبر الطيران ويدمر هذه المدن ومعها المواطن..
ثانيا: هذا الجيش يرتبط بتنظيم الإخوان المسلمين ويخوض حربا ضد قوات ميليشيا أسس لها هذا التنظيم ومنحها كل الإمتيازات وقد قبل هذا الجيش بوجودها وقام بتدريبها وتطوير قدراتها منذ البداية حتي فاقت قدراتها قدرات الجيش نفسه..
ثالثا: هذا الجيش الذي شن هذه الحرب العبثية كما أطلق عليها ذلك رأس الحية البرهان، هو ذات الجيش الذي انقلب علي ثورة ديسمبر وحكومتها الانتقالية وهو ذات الجيش الذي عطل الحياة المدنية والديمقراطية لأكثر من أربعة عقود، وبكل هذه الصفات فنحن هنا أمام ظاهرة جديدة عبر تجربة الجيوش الحديثة، إذ أنه ومنذ الأستقلال لم يخض هذا الجيش اية حروب خارجية حتي يتدرب علي قيمة الوطن ولكنه قد أفرغ كل قوته في هذه الانقلابات والتاَمر على ثورات الشعب، والأسوأ وضمن حالة الموازانات والمصالح فقد احتضن قبل هذه الحرب ميليشيا الدعم السريع، مما يؤكد أن قيادات هذا الجيش قد أفسدها تنظيم الإخوان المسلمين وبالتالي إفراغ هذا الجيش من بعده الوطني وتجييره لصالح التنظيم ومن ثم ربطه بالمصالح الاقتصادية والمرتبطة بنهج الرأسمالية الطفيلية التي مثلها الإخوان المسلمون عبر حكمهم..ولهذا كله ونتيجة لأفتقاد هذا الجيش المسؤولية الوطنية كان لابد من ظهور أبواق صوتية تمنحه صكوك هذه الوطنية، ولهذا فقد سارت سردية الظاهرة الصوتية كالآتي: هذا الجيش هو جيش وطني وهو يخوض حربا ضد متمردين وهذا يتطلب وقوف الشعب معه، دون سؤال عن طبيعة هؤلاء (المتمردين) وعلاقتهم السابقة مع المؤسسة العسكرية ، وتتصاعد السردية بأن هذا الجيش هو جيش الشعب وبالتالي لا غرابة أن نسمع وعبر هذه الظاهرة الصوتية شعار (شعب واحد وجيش واحد)، ولأن الطرف الذي يحارب الجيش هو طرف سوداني فكان لا بد من إخراجه من دائرة شعب واحد لتتحول قوات الدعم السريع ووفق هذه السردية إلى قوات أجنبية قادمة من النيجر أو تشاد أو أفريقيا الوسطي، وهكذا يبحث هذا الخطاب عن اتساقه عبر جدلية الكذب والتبني فهو يكذب علي النفس من أجل تبني رؤية غير حقيقية من أجل تبرير موقفه المهزوم والمهزوز… ويذهب هذا الخطاب إلى ما هو أعمق في هذه السردية لتصوير هذا الجيش بكونه هو الجيش المنتصر والذي قد هزم قوات الدعم السريع وأن حميدتي قد قتل وقد أطلق عليه هذا الخطاب البعاتي، وعندما يظهر هذا (البعاتي) بالصوت والصورة تظهر نظرية الذكاء الاصطناعي ويبدو ضروريا لدي هذه الظاهرة الصوتية قتل حميدتي عبر التصورات من أجل استمرار انتصار الجيش المتوهم في عقلية هؤلاء دون الانتباه للواقع والذي يسيطر فيه حميدتي علي غالبية مواقع الجيش في العاصمة وتدخل قيادة هذا الجيش إلى تحت الأرض خوفا من سطوة حميدتي…و هنا يمكن أن نتحدث عن خطاب استمد قاعدته عن دولة (المشروع الحضاري) بشعاراتها الزائفة مثل أمريكا وروسيا قد دنا عذابهما ونحن حفدة خالد بن الوليد وأبو عبيدة بن الجراح عند احتدام المعارك و بلا معارك حقيقية، وهكذا يلتقي هذا الخطاب مع خطاب الكيزان المنفصل عن الواقع دوما والمرتبط بالتهويمات وهو خطاب نرجسي متعالي يضر بكل من يقف معه وينكر الواقع ويتعلق بالمثال..من هنا يجب طرح سؤال: من هم أنصار هذا الخطاب؟ والجواب إن أنصار هذا الخطاب متعددون ولكنهم يتفقون حول مفهوم الذهن الغيبي والغائب عن الحقيقة، فهم كيزان وبقايا كيزان ومتساقطون من أحزابهم وفنانات وإعلاميات ذات إمكانيات متواضعة وصحفيون وصحافيات تخرجوا من مدرسة الكيزان العرجاء و غيرهم، وهؤلاء يمثلون العقل المستقيل في الثقافة السودانية والذي يؤدي إلى النتائج التي أوصلنا إليها الكيزان وهي السير فوق الشعارات من أجل الوصول للهاوية..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب