
المواطنة من منظور الفكر العربي الوحدوي
د-عزالدين حسن الدياب —-1-8- 2023
المواطنة العربية تجمعنا
أعددت ورقة لأقدمها الى المؤتمر القومي العربي،في بداية انتسابي لهذا الموتمر،ولكن الظروف التي رافقت التحولات التي جرت في مواقفه،جعلتني أتردد في تقديمها.
وكنت ولا آزال اهتم بمسالة المواطنة في الوطن العربي،مدفوعا بالتحولات التي يمر فيها الوطن العربي،في أعقاب العدوان الهمجي الأطلسي الذي تم على العراق،وفي مقدمة هذه التحولات،المجانية النضالية التي يعيشها التيار القومي العربي،بكل فصائله واتجاهاته وتوجهاته،وهجمة بعض الأنظمة العربية باتجاه التطبيع مع الكيان الصهيوني،والخضوع للتوجهات السياسية الامريكية،وغياب الدور المصري العربي.
وفي مرحلة من عمري أردت تشكيل جمعية عربية،تهتم بمسألة المواطنة،وسميتها، حينذاك”المواطنة العربية تجمعنا”وبعد مشاورات حول إمكانية تأسيس هذه الجمعية أحلت هذا المشروع إلى أجل مسمى لأن الظروف لاتساعدني في بلوغ هذه المهمة الواجب النضالي.
وحتى إمكانية الوصول إلى هذه الورقة،التي تتضمن مقدمة فيها الجواب عن السؤال القومي العربي،لماذا المواطنة في هذه اللحظة التاريخية من حياتنا العربية المعاصرة،وماهي دواعيها وموجباتها الوطنية والقومية ؟
سأحاول تقديم النقاط الرئيسة التي تضمنتها هذه الورقة،في زمن عربي نحن بامس الحاجة إلى القول الصحيح والسليم في المواطنة العربية،وقد داهمتنا المفاهيم والدعاوى الطائفية والجهوية،والقبلية والعائلية،وكأن الولاءات والانتماءات البدوية وحدت من يتبناها ويشجع على الأخذ بها فيسلوكنا الاجتماعي والسياسي اليومي،وكأنها آخر جدار نحتمي به،وتساءل بظله.
لمحة عن مفهوم المواطنة ودواعيه،ومحدداته الثقافية في الفكر الاجتماعي العربي،تعريف المواطنة وأرضيتها الفكرية والثقافية.
مفهوم المواطنة في الفكر القومي،انطلاقًا من مفهوم الإنسان العربي،اعتمادا على محدداته التي أراها في مفهوم الجيل العربي الجديد،وماحمل من قيم ومواصفات وشروط،وواجبات،تجعل في مفهوم الإنسان العربي،تتجلى المواطنة العربية بكل مفرداتها وحقوقها وواجباتها، بداية من مفهوم قومي،هو أشبه بما يمكن تسميته:القانون القومي:”الشعب المصري هومصري بقدر ماهو عربي،وهوعربي بقدر ماهو مصري “الوطنية السودانية هي العروبة،والعروبة السودانية هي الإسلام”-في سبيل البعث -ج3- ص292.وهذا معناه إننا أمام إنسان عربي جديد،يتجاوز ولاءاته وانتماءاته التي تتناقض مع مواطنيته العربية.
وعلى أساس مفهوم الإنسان بما له من حقوق
وواجباته وحرية ،وبمفهوم الإنسان العربي العربي الجديد نصل إلى المواطنة التي لاتلغي محليته ووطنيته،وإنما تنهض بولاءاته ليكون الولاء من العائلة والمحلية والقبيلة والطائفية في خدمة الولاء للوطن،وبالولاء للوطن يكون الولاء للأمة ، لانني بقر ما اكون فلسطينيا وسوريا ولبنانيًا وخليجياً أكون عربياً،وبهذه الحالة تنهي وترتقي في آن واحد،المواطنة العربية،كل الولاءات التي تتناقض مع عروبته ووطنيته العربية.فتكون الوطنية لأي قطر من الأقطار العربية،هي العروبة،وهذا يشترط على كل الولاءات أن تتماهى مع الولاء للعروبة،لأن العروبة هي السكن الشرعي للولاءات والانتماءات التي تدخل في سياق مفهوم المواطنة العربية،فهو ينهض بها ولايلغيها،وهو يعطيها شرعيتها المحلية والوطنية والعربية.
آمل أن تكون هذه النقاط مالكة للقدرة التي تسلط فيها الضوء على مفهوم المواطنية العربية الجديدة ومستحقاتها وشروطها،ومحدداتها النابعة من ثقافتنا العربية الجديدة.
د-عزالدين حسن الدياب —-1-8- 2023