مقالات

التوافق الوطني عبر أوسع إطار شعبي الهدف-الردة مستحيلة بقلم أكرم عبدالوهاب

بقلم أكرم عبدالوهاب

التوافق الوطني عبر أوسع إطار شعبي
الهدف-الردة مستحيلة
 أكرم عبدالوهاب

التشخيص الصحيح للواقع يوصلك لقراءة صحيحه للمرحلة ومطلوباتها وآلية تحركها .

أعتقد أن المرحلة الحالية هي امتداد لتشبث قوى الاستبداد والديكتاتورية بالسلطة ويتمثل في طموح البرهان ومن خلفه القيادة العسكرية وحاضنتهم التي صنعوها وأعادوها للحياة فلول النظام الساقط شعبيا وكل من تضررت مصالحه من الانتفاضة الثورية من شخصيات وإكسسوارات السلطة من الرأسمالية الطفيلية وبين آخر طامح للسلطة والنفوذ بدعم إقليمي ودولي حميدتي لتحقيق أطماع الراسمالية العالمية هذا صراع من جهه وهذا الصراع ومكوناته مجتمعة تمثله قوى النظام الساقط شعبيا أي صراع لورثة تركة الإنقاذ وطموح شخصي للسلطة والمحافظة على مكتسباتهم السابقة تحت عناوين مختلفة ومنها الديمقراطية واستئصال الكيزان “حميدتي” والمحافظة على البلد من الانهيار والتفكك والحرب الأهلية “برهان”
أما الصراع الآخر بين المكونات أعلاه مجتمعة وقوى الثورة المشتته إلى كنتونات بفعل وتكتيك البرهان/ حميدتي سابقا والمخابرات الإقليمية والدولية التي تتحقق مصلحتها بإفراغ الانتفاضة الثورية من مضامينها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والحفاظ على وحدة وسيادة السودان والنهوض به للتفاعل في المحيط الإقليمي والدولي فنهوض السودان وتجذر الديمقراطية يعني حالة إشعاع للمنطقة مما يشكل خطرا على المصالح الاستثمارية القديمة المتجددة .
إن هذة المرحلة تتطلب
أوسع توافق وطني لاستعادة مسار التحول المدني الديمقراطي فالوصف الحقيقي لحالة السودان، انتفاضة ثورية بأوسع قطاع شعبي وبمشاركة جل مدن وأرياف السودان أي بمشاركة جميع أطياف الشعب بمختلف تكويناته مما أدى إلى عدم فرز القيادة الثورية رغم أهدافها الثورية وفي إعتقادي أن هذة الإنتفاضة الثورية من أعظم الانتفاضات الشعبية فلا يمكن تطورها لثورة بمفهومها ومضمونها للمشاركة الواسعة. لذلك المرحلة هي مرحلة انتقال ديمقراطي وليس انتقال ثوري أي أن التغيير سيتدرج إلى مراحل ولا يمكن القفز فوق هذة المراحل لابد للقوى الثورية أن تعي أنه لا يمكن تجاوز القوي التقليدية والوسطية والبرامجية من المشهد لتحقيق القيادة الثورية .
لذلك لا بد من أوسع توافق وطني للانتقال ببرنامج واضح وأهداف متمثلة في الاتي :-
اولا:-
إيقاف الحرب
ثانيا:-
دمج وتسريح جميع التشكيلات الغير نظامية في القوات النظامية للوصول لقوات نظامية وطنية مهنية تؤدي واجبها الذي قامت من أجله ومن بينها قوات شعب مسلحة واحدة
ثالثا:-
إعمار ما دمرته الحرب
رابعا برنامج اقتصادي ينعش الاقتصاد الحالي وينهض به
خامسا:-
تفكيك بنية النظام السابق وانقلاب البرهان / حميدتي
سادسا:-
تحقيق السلام باستصحاب أصحاب الشأن في صياغة مشروعه وتشخيص مسبباته وعلاجها.
سابعا:-
الإعداد لانتخابات حرة ونزيهة بتوفير متطلباتها.
هذا في إعتقادي أهم ملامح برنامج القوى الديمقراطية والتحول المدني المشتركة ، لابد من إطار لهذه القوى على أن يحسم كيفية تشييد المشهد الحالي وفي إعتقادي أن العمل السلمي الجماهيري هو الطريق والآلية الصحيحة لفرض الإرادة الشعبية كما على هذة القوى أن تحسم كيفية تشكيل السلطة الانتقالية ومدتها التي أعتقد ان أطول فترة ممكنة يجب أن لا تتجاوز العام لاختلاف طبيعة القوى الديمقراطية واختلاف قدراتها وبرامجها وما تعبر عنه من أفكار مما ينعكس على طبيعة الإطار الواسع من ثقوب وتفكك والتجارب ماثلة أمامنا. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب