مقالات

ليلة النيجر ،بارحة اليمن :أسئلة استعادة الشرعية ومآلاتها بقلم : عبدالله رزق أبوسيمازه

بقلم : عبدالله رزق أبوسيمازه

ليلة النيجر ،بارحة اليمن :أسئلة استعادة الشرعية ومآلاتها
بقلم : عبدالله رزق أبوسيمازه
منحت المجموعة الاقتصادية لبلدان غربي إفريقيا، ايكواس، انقلابيي النيجر مهلة اسبوع (تنتهي غدا الأحد،6 يوليو )لعودة الشرعية ،وهددت المجموعة التي عقدت اجتماع قمة في أبوجا ،الأسبوع الماضي،لهذا الغرض، باستخدام القوة،بينما أمهلهم الاتحاد الإفريقي أسبوعين. ولحين إكتمال تجهيز القوة العسكرية،سيبقى التلويح باستخدام القوة في حيز التهديد، مما يفسح المجال أمام الجهود السياسية والدبلوماسية لاحتواء الأزمة ،لا سيما وان الانقلاب قد وجه منذ البداية برفض واسع من جبهة عالمية عريضة تضم الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية،بجانب المجموعة الاقتصادية لبلدان غرب إفريقيا(ايكواس). ويصبح التنسيق مع هذه الجبهة، حول مختلف خيارات التعامل مع الانقلاب،أمرا لا غنى عنه.ولتوجيه رسالة قوية للانقلابيين في القارة عامة ، وفي النيجر ومالي وبوركينا فاسو وغينيا كوناكري والسودان، خاصة،مفادها أن المجتمع الدولي لن يتسامح مع تقويض أنظمة الحكم المدني الشرعية ومصادرة الحريات الديموقراطية.
وفي حين بدت فرنسا متحمسة للخيار الحربي، فإنه لا يبدو منطقيا أن تكون (فرنسا) قد خرجت، توا، من الحرب في مالي، على طريقة خروج أمريكا من حربها في أفغانستان، لتعود إليها عبر النيجر، وسط مناخ إقليمي معاد. وكما في مالي ،فإن تجربة التدخل الفرنسي في ليبيا المجاورة، للإطاحة بالقذافي وبجماهيريته العظمى، الذي لازالت آثاره الكارثية ماثلة للعيان،لا يشجع على المزيد.
( لعل في سابقة التدخل الإقليمي غير العنيف، في جمهورية إفريقيا الوسطى ،عام 2013، لاجبار ميشال جوتوديا ،زعيم انقلاب سيليكا،المدعوم من الجنجويد والإسلاميين،على التنحي عن السلطة، ووقف الحرب الأهلية،الذي لا يخلو من مغزى لراهن النيجر، ما يجدر بالتنويه.)
قد يحتاج خيار المواجهة العسكرية مع الانقلاب في نيامي، للمزيد من إعادة النظر. فالخيار الذي طرح في إيغاد IGAD لمواجهة الوضع في السودان، وفي ايكواس ECWAS بشأن النيجر، والذي يرهص بتحوله إلى خيار قاري،مع تزايد الانقلابات العسكرية وتنامي الوعي الديموقراطي وسط الشعوب الإفريقية،بالمقابل،لابد عند وضعه موضع التنفيذ، من الأخذ في الاعتبار ، هشاشة الأوضاع الأمنية في الإقليم.فالنيجر ،شأنها شأن بقية مجموعة الخمسة الساحلية : مالي وتشاد وموريتانيا وبوركينا فاسو ،تعيش في حالة حرب ضد الإرهاب، منذ ست سنوات .ومن شأن أي حرب جديدة أن تضيف تعقيدات جديدة لمجرى الحرب ،وتضعف قدرات تلك البلدان على المواجهة مع الحركات الجهادية التي تسيطر على أجزاء واسعة من أراضيها،خاصة ،مالي وبوركينا فاسو.وهو ما حدا بالرئيس النايجيري الأسبق ،غودلاك جوناثان ،للقول بأن على العساكر أن يهتموا بأمن وسلامة بلدانهم بدلا من السعي لحيازة السلطة. ربما يكون مفيدا على عتبة تجربة رائدة ، للدفاع عن الشرعية والحكم المدني الديموقراطي،تأمل مآلات عملية استعادة الشرعية في اليمن وتعثرها وتحولها إلى حرب مزمنة لا منتصر فيها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب