«العرب الدروز 48 وحجارة الرحى».. كتاب جديد عن خصوصية واقع حياة العرب من بني معروف

«العرب الدروز 48 وحجارة الرحى».. كتاب جديد عن خصوصية واقع حياة العرب من بني معروف
الناصرة-
«العرب الدروز 48 وحجارة الرحى»، كتاب جديد للكاتب المحامي سعيد نفاع، من سلسلة كتبه الأدبية والدراسية والبحثية، وفي مقدمته يتساءل: «لماذا الدروز؟!». وعن ذلك يقول نفاع وهو ابن بلدة بيت جن العربية المعروفية في الجليل (القرية الأكثر ارتفاعا في فلسطين بين البحر والنهر) إن المسيرة الحياتية لأي شعب في صيرورتها وسيرورتها وبأوجهها؛ الإنسانية والقومية والوطنية والسياسية والاجتماعية، هي لمجموع أبناء الشعب، مهما اختلفت انتماءاتهم الثانوية عقائدياً، اجتماعياً، طائفياً ومذهبياً. ويقول نفاع ويتساءل أيضاً في تمهيده للكتاب إنه قلّما يُشار في الأدبيات إلى حال شريحة من الشرائح بمعزل عن المسيرة الكلية، إلا إذا حتمت ذلك دواع موضوعية، فهل هي موجودة في سياقنا؟! ويرى نفاع، الذي شغل عضوية الكنيست عن حزب “التجمع الوطني الديموقراطي” لعدة سنوات سابقاً، أن العرب الدروز الفلسطينيين من أبناء شعبنا صاروا أو صُيّروا حالةً خاصة من حالة خاصة؛ حالة الأقلية العربية الفلسطينية ما بعد وعلى ضوء نكبة 1948 وقيام إسرائيل.
ويعتبر أن “هذه حالة تحتم تناولها بحلوها ومرها، ولكن من خلال ترابط لا ينفصم مع فضائهم الكينوني الأوسع، أمتهم وشعبهم، ومن خلال إدراك الإشكالية خصوصاً القومية منها، وأنا المُدعي: القومية فكراً على الأقل في فترة تناول وجهات النظر الدراسية هذه”.
ويوضح نفاع أنه حاول، في مقالات دراسية منتشرة بين دفتي هذا الكتاب، أن يطرح جملة من القضايا تتناول جوانب مختلفة من حياة هذه الشريحة، ولعل القارئ سيجد بين سطورها تلك الدواعي التي حتمت، بحسبه، الخروج على القاعدة، «فقد وجد العرب الدروز داخل أراضي 48 أنفسهم بين حجارة رحىً غريبة وقريبة تُحرّكُها أيادٍ خارجية وداخلية، تطحن دون هوادة، ومن هنا جاء عنوان الكتاب”.
ويعلل الكاتب كلامه هذا بالقول: «أما ما جاء فيه فهو، وكما أدّعي، جاء من باب الحفاظ على مواطن قوة وجودنا الحياتي وأولها؛ وحدتنا الوطنية، التي لن تتم إلا إذا صُنّا البيت، ومنّا، قبل أن نصونه من أعدائه. ولعلّي في مقالاتي الدراسية الاجتهادية هذه أصبت، وإن أخطأت فأجر واحد يكفيني».
وأما في الإهداء، فجاء: «إن أقصر الطرق لاستعباد أي شعب أو أية مجموعة بشرية هو بقطع جذورها الحضارية، وتشويه أصولها التاريخية، وجعل لقمة عيشها رهناً في يد المستعبد، وإتخام المستعبد الأدوات من بين ظهرانيها. وأقصر الطرق للحرية الفكرية والحياتية هو التحدي وترسيخ الجذور، وتثبيت الانتماء للأصول التاريخية، واقتلاع الشوائب المُتخمة. عندها سينبت حتماً الرقي والعزة والرفْعة الحياتية. إلى كل أولئك التواقين إلى الحرية. التواقين إلى الرفعة الوطنية. التوّاقين إلى العزة الحياتية. إلى الذين قرروا: إن العين، وليس فقط الكف، تلاطم المخرز!»
“القدس العربي”: