مقالات

الحيوية النضالية،والقدرة على التعبئة السياسية بقلم د- عزالدين حسن دياب

بقلم د- عزالدين حسن دياب

الحيوية النضالية،والقدرة على التعبئة السياسية
بقلم د- عزالدين حسن دياب
متى يمكن للتيار العربي الوحدوي فرض نفسه على حركة الشارع العربي،وقيادة حراكه الشعبي،وتفعيل إرادته المدنية الطامحة للظفر بحقوقها ومطالبها المشروعة،وفي مقدمتها قضية فلسطين،بوصفها قضية الأمة العربية المصيرية،ووقف هرولة الأنظمة العربية للتطبيع مع الكيان الصهيوني،ومساندة الانتفاضات الشعبية التي جرت وتجري في أكثر من قطر عربي،وبلوغ حقها في الحرية والعدل الاجتماعي،ودولة مدنية محروسة بارادة مدنية شعبية،ودولة مواطنة مسكونة با الأمن الاجتماعي المستند إلى حقوق المواطنة غير المنقوصة إطلاقاً؟
أسئلة المقاربة هذه يطرحها الواقع العربي الراهن،وهموم المواطن العربي التي تتكاثر بفعل توغل الدولة القمعية،وعدم تواجد وحضور التيار القومي القادر على فرض هيبته وإرادته على الأنظمة العربيةالتي تتباعد المسافات بينها،وبين الجماهير العربية.
إذاً؛ مالعمل،وماهو المطلوب من التيار القومي العربي،وهو يرى أنَّ معركة المصير العربي الواحد،أخذت مشروعيتها القومية الوحدوية تتآكل بفعل فاعل،الأنظمة العربية من جانب،والعدوانية الغربية بقيادة الإمبريالية الأمريكية/الصهيونية من جانب آخر.
الخروج من حالة التردي العربي هذه،توجب على فصائل التيار القومي العربي،مساءلة نفسها أولاً،ومعاينة الواقع العربي الراهن،بحثاً عن الصعوبات والتحديات التي تطرحها عوامله الموضوعية والذاتية.
هل لنا في هذه المقاربة،ونحن في حالة سؤال التيار القومي العربي عن حاله وحال أمته العربية،ومايجمعهما من ضعف، وتخلف عن حركة الشارع العربي،ومطالبه المشروعة،ووازعه القومي في دولة عربية،هي دولة الأمة بامتياز.متجاوزة دولة القبيلة والمذهب،والدولة القطرية،في نزوعها الانفصالي.
نقول هل لنا أن ننظر باحثين ومحللين،نزعة الانقسام داخل هذه الفصائل،ومن ثم تشر ذمها إلى وحدات وتجمعات عدائية متحاربة،تعلو فيها الخصومة على القوى المعادية للأمة العربية،في مشروعها الوحدوي،وهل لنا أن نكمل السؤال عن ظاهرة الانقسام والانقسامات،عن بنية الشخصية العربية،ومافيها من موروثات ثقافية تشكل شروطا ومحددات للنزعة الانقسامية،في خلفيات قبلية،ووازع طائفي وجهوي/مناطقي،وطموحات شخصية فردية تشكل الأنا،ومالها من نرجسية،وعشق للذات وعبادة للفردية.
تقول المقاربة،مجيبة عن أسئلتها أنّ التيار القومي العربي،إذاً تمكن من القول الصحيح والسليم في إجابته على أسئلتها،التي هي في واقعها ومحتواها ومؤشراتها أسئلته هو عن نفسه وواقعه العربي الموضوعي في أبعاده المحلية/المناطقية،والوطنية والقومية،إذا امتلك القدرة على مواجهة تحدياته وهمومه،وبعده عن الشارع العربي،وحراكه الجماهيري الشعبي،يستطيع امتلاك الحيوية النضالية،الحيوية التي تعيده إلى المواقع التي يجب أن يكون فيها،في مقدمة الحراك المجتمعي،وقيادته باتجاه بلوغ أهدافه ،والظفر بحقوقه المشروعة،وفي مقدمتها المواطنة.
قال لي صديقي:في عقد الخمسينات من القرن المنصرم،يوم كان الشارع العربي،في حالة انتفاضة دائمة أراد دين راسك،وزير خارجية امريكا، عبور الأجواء السورية من الأردن،إلى يغداد،عاصمة حلف بغداد انذاك،فخرجت المظاهرات من دمشق،وعلى الفور تجاًبت معها بيروت،ثم عمان فبغداد.واليوم الطائرة الصهيونية تمر من فوق الأراضي العربية،دولة وراء دولة،وكأنَّ شيئاً لم يكن،في تلك الأيام كانت مواقع التواصل الاجتماعي،ممثلة باليقظة الجماهيرية،التي كان يتقدمها التيار القومي العربي،واليوم ياصديقي كل وسائل الاجتماعي موجودة.
ياصديقي اليس من حقي، وأنا ابن هذا التيار،ًعمري فيه نصف قرن ونيف أين التيار القومي العربي،وأين هو من الحيوية النضالية التي تعيده إلى مواقعه في مقدمة الانتفاضات الشعبية،والحراك المجتمعي ؟
رحم الله رفيقنا مسعود الشابي يوم أطلق على البعض”مناضلي المنح الدراسية”من أهل الياقات البيضاء النظيفة،وربطة عنق حريرية،وفنادق خمس نجوم.هل يعرف هؤلاء ماهي الحيوية النضالية ممارسة ؟
أسأل،وتوكلي على الله.
د- عزالدين حسن دياب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب