
|
|
قراءة في كتاب تهافت الأصوليات الإمبراطورية وشروق العصر القومي الجزء الثاني
بقلم حسن غريب 24-08-2023
الحل في المفهوم القومي والدولة القومية المدنية
الذي افترض فيه الباحث أن الحل لا بدَّ من أن يكون عبر المشروع القومي العربي. ولهذا خصص الباحث لها ثلاثة فصول، الخامس والسادس والسابع. وتوَّج البحث بخاتمة تسهم في تأسيس أفكار ومشاريع تصب في خدمة الحل القومي العربي.قبل ردم المسافة بين الديني السياسي وبين القومي، التباسات للمعالجة: يستهل الباحث هذا الفصل بتحديد العلاقة بين الطبقات الاجتماعية والتيارات السياسية، بمن فيها التيارات الدينية والقومية، بالإضاءة على أهمية عوامل التعاون بينها في معارك الاستقلال الوطني، التي من دون الحصول عليه، فلا معنى للعمل من أجل تجميل الدولة ورأسها مهدَّد بالقطع. ويصل إلى البرهان أنه بالإمكان توحيد الجهود على تلك المستويات من خلال ثورات التحرر الوطني في أكثر من قطر عربي. وأما السبب فلأنه (حيثما تشارك الديني والوطني في معارك الاستقلال السياسي كانت تذوب المشاعر الدينية لصالح المشاعر الوطنية، لكنه عندما تعجز السلطة الوطنية عن الغاء هواجس الخوف المتبادل بين الإثنيات الدينية، أو عن إحداث مصالحة بينها، أو بالتالي عندما تعجز عن توفير العدالة والمساواة الطبقية، فإنها كانت تترك مساحة فراغ يتسلل إليها أي اتجاه معادي ويعمل على ملئها وتعميقها). و من أجل ردم الهوة بين التيارات القومية والدينية يقول: (وكما أن التأسيس للمجتمع القطري يتمُّ عبر استبدال نخب المجتمع بالمجتمع النخبة، كذلك يتم الانتقال من المرحلة القطرية إلى المرحلة القومية، في العمل على توليد المجتمع القومي الواعي الذي يجد، نظرياً على الأقل، أن المرحلة القومية هي حاجة ضرورية لحماية المكتسبات القطرية وليست عبئاً عليها أو مصدراً لخوفها). كما ويتطلب تفعيل التعاون والانسجام والتنسيق الايجابي بين فئتين من العرب: الأولى: فئة ابناء الامة المسلمين: تشعر بأن التاريخ العربي الإسلامي هو تاريخها، والأمجاد أمجادها، فارتبط عندها العقائدي- الديني بالتاريخي- السياسي. أما الثانية وهي فئة العرب غير المسلمين التي يشعر بعض افرادها أنها تقف على حافة ذلك التاريخ، كما أنها تتطلع إلى المشاركة والمساهمة في صنعه؛ وهي لا تملك خياراً آخر، بحكم ارتباطها القومي باللغة والجغرافيا، وهذه الفئة من الذين يشعرون بالانفصام بين العقائدي الديني، والتاريخي السياسي.ولهذا (كانت المؤثرات العرقية والطبقية والمذهبية، حجر الأساس في تنمية الاتجاهات الانفصالية)، وعن هذا يؤكد الباحث على أن التطمين الداخلي، عامل أساسي يساعد تلك الإثنيات للاتجاه نحو الوحدوية الداخلية؛ لهذا يرى أن الانتقال من الانفصالية إلى الوحدوية له علاقة بالتفاعل بين النظام الفكري/ الثقافي للانفصالية القطرية، وبين النظام الفكري/ الثقافي للوحدوية القومية. وإنه بالقدر الذي تكون فيه تلك المضامين ومكوناتها واضحة، تضمن بدقة مصلحة الإثنيات المتعددة، تتسارع إمكانيات الانتقال بسهولة؛ عبر عملية تربوية نفسية وفكرية سياسية مستمرة وطويلة الأمد. ومن أجل رؤية واقعية للإشكاليات المطلوب دراستها، ووضع حلول لها، يُفرد الباحث جزء مهم، لدراسة التجربة العراقية بعد الاحتلال. التجربة العراقية بعد الاحتلال لقد احتلَّت القضية العراقية بعد الاحتلال مساحة واسعة من الاهتمام العربي والعالمي، بما أظهرته من إشكاليات والتباسات كان لا بُدَّ من التوسع في دراستها، ولهذا يرى الباحث أن الإشكالية العامة في دراستها، تتمظهر في منطقين ومعادلتين: -المعادلة الأولى: بما أن الحق خاضع لمنطق الأقوى على الأضعف أن يأخذ من حقه ما يجود به القوي، ويتهم أصحاب تلك المعادلة الآخرين، إذا ما ناضلوا لاستعادة الحق كاملاً، بالرومانسية تارة، وبالسوريالية تارة أخرى. -أما المعادلة الثانية، فتربط منطق الحق مع السيادة بالحق في تقرير المصير الوطني، وبالتالي له ارتباط بمفهوم الكرامة الوطنية والقومية. منطلقين من موقفهم السياسي السلبي من النظام الوطني في العراق، أعلن بعض المثقفين والمفكرين العرب، تأييدهم لمنطق الاحتلال، واستندوا في إعلانهم، إلى شهادات ما سمي ب”المعارضة العراقية”. ولما كان على العقل الموضوعي أن يستند إلى شهادات موثوقة، فقد سقطت مصداقية النتائج التي توصل إليها هؤلاء المفكرون والمثقفون بعد أن تأكدت لا وطنية أطراف تلك المعارضة. وتمظهرت تلك اللاوطنية بأنها استقوت بالقوى المعتدية على الأمة العربية وعلى العراق أولاً، وبأنها عادت إلى وطنها العراق على دبابة الاحتلال الأجنبي ثانياً، وأنها أتمرت بأوامر قوى الاحتلال ثالثاً. • وأما عن النوع الثاني، 1. في عصر مبادئ حرية الشعوب بتقرير مصيرها، تستحيل العودة إلى مرحلة الدولة الدينية المفتوحة الحدود. وينهي الباحث الفصل بخاتمة تحمل العنوان: |