
رسائل الأسير أسامة الأشقر.. كسرت القيد!
بقلم يوسف الشايب
“من يقرأ رسائل أسامة، وردود المثقفين عليها، يدرك إلى أي حد تفاعل هؤلاء مع الرسائل، ما جعل أسامة يُمارس حريّته حتى وهو محتجز داخل زنزانته، بل إنه كما وصفه كثيرون ممّن راسلهم، هو الحر الطليق القادر بوعية وإرادته على أن يصوغ حياته على النحو الذي يريده، لا كما يريد السجّانون”.
كانت هذه الكلمات من مقدمة الأديب محمود شقير لكتاب الأسير الفلسطيني أسامة الأشقر “رسائل كسرت القيد”، الذي أطلق في قاعة الجليل بمتحف محمود درويش في مدينة رام الله، مؤخراً، بإدارة رئيس المكتبة الوطنية عيسى قراقع، ومشاركة رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، والشاعر المتوكل طه، وخطيبة الأشقر، منار خلاوي، التي كان لها دور كبير في خروج هذا الكتاب برسائله إلى العلن.
وفي كلمته التي ألقتها خطيبته نيابة عنه، قال الأشقر إن كتابه هذا، وهو الثاني له، يأتي انتصاراً لرسالة الحرية التي بذل في سبيلها الشهيد خضر عدنان روحه، وكل شهداء فلسطين، لافتاً إلى أنه اختار إطلاق كتابه “رسائل كسرت القيد” في الثالث من أيار بالتزامن مع ذكرى ميلاد شريكته منار، التي “لولاها ما استطعنا إيصال صوتنا بهذا الشكل المشرف لكل أنحاء العالم”، ملخصاً أهمية كتابه في تعميم رسائل لأدباء ومثقفين وقادة رأي وغيرهم وردودهم عليه، خاصة أن الأسير يصارع السجن والزمن والوقت البطيء، وعليه يأتي إنجاز العمل الإبداعي للحيلولة دون اندثار روحه.
وقال الأشقر: وضعت منذ العام 2009 هدفاً، أن أغادر السجن وقضبانه، ولعل الكتابة هي الفعل الذي قد يمكنني من ذلك، وخاصة عبر رسائلي هذه، باعتبار الكتابة بالنسبة لي فعل تحرّر رغم المؤبدات الثمانية وقبضة السجّان المحيطة بكل تفاصيل حياتنا، علاوة على كونها، في حالتنا نحن الأسرى في زنازين الاحتلال، تشكل فعلاً نضاليّاً مُقاوماً بأساليب مختلفة وإبداعية، فكان الكتاب الذي ضمّ جزءاً من الرسائل المكتوبة والمهربة بطرق لا تخطر على بال بشر، وذلك للتأكيد على أن فلسطين ستبقى قضية المثقف العربي الأولى.
ويبدأ الكتاب ما بعد تقديم شقير، برسالة “القائد مروان البرغوثي لأسامة ومنار”، فالجزء الأول الذي يراسل فيه أفراد أسرته المقرّبين، ورسائل عامة كما في رسائله إلى البحر، وإلى سنبلة أو سوسنة، وإلى الشمس، أو إلى طاووس، أو فراشة، أو حتى إلى القدر، علاوة على رسائل إلى مثقفين بريطانيّين راحلين على وجه الخصوص، كشكسبير وجورج أورويل، وأخرى إلى “أمير المؤمنين الخليفة الراشد علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه”.
واشتمل الجزء الثاني من الكتاب، بعد رسائل الأشقر إلى دول وعواصم كالكويت، وتونس، والجزائر، ومصر، ولبنان، وبيروت، على رسائل إلى مبدعين عرب وفلسطينيين وغير ذلك.
وكان الشاعر المتوكل طه حلل الكتاب وأشار إلى أهميته معنوياً وإبداعياً، في حين تحدث قدورة فارس عن إبداعات الأسرى، والأدب على وجه الخصوص، ودوره في تعزيز صمود الحركة الأسيرة، ومواجهتها للسجّان.
وممّا قاله عيسى قراقع رئيس المكتبة الوطنية، وهي الجهة التي قامت بنشر الكتاب بالشراكة مع دارَي “الرعاة” و”جسور”، إنه “إذا جمعنا رسائل الأسير أسامة الأشقر في مجموعة واحدة، فإننا سنحصل على رواية مفعمة بالصمود، والنضال، والحب، والجمال، والأمل، والتعطش للحرية والحياة الفسيحة.. المذهل في هذه الرسائل أنها اخترقت جدران المعتقل، وطبقات الأسلاك الشائكة التي تحيط به من كل جانب، ومارست دورها خارجه بالتواصل الإنساني والاجتماعي والسياسي مشكلة ما يمكن وصفه بدبلوماسية الرسالة التي حطمت حصار الزمن للأسير“.
المصدر :منصة فلسطين الثقافية