مقالات

بيت شعر له دور في حياتي بقلم الدكتور ضرغام الدباغ

بقلم الدكتور ضرغام الدباغ

بيت شعر له دور في حياتي
بقلم الدكتور ضرغام الدباغ
سأحمل روحي على راحتي * * وألقي بها في مهاوي الردى
فإمّا حياة تسرّ الصديق * * * وإمّا مماتٌ يغيظ العدى
لعمرك إنّي أرى مصرعي * * * ولكن أغذّ إليه الخطى
كنت في وقت مبكر من طفولتي قد قرأت هذه القصيدة الرائعة، هذه القصية التي لا ولن تنسى في دنيا الأدب العربي والنضال الوطني / القومي هذه قصيدة “الشهيد ” التي نظمها الشاعر الفلسطيني الشهيد عبد الرحيم محمود حوالي عام 1939 (أي قبل استشهاده بقرابة 10 سنوات) المولود سنة 1913 في بلدة عنبتا التي تقع قرب طولكرم، واستشهد في معركة الشجرة عام 1948.
هذه الأبيات الثلاث من القصيدة، هي كلمات لأبيات تعيد للنفس استقرارها، تقطع بين الشك واليقين بين التردد والإقدام … أن أمضي إلى الأمام بلا هوادة لا تجزع لرؤية من يتساقط من الأخوة والرفاق، واصل حمل الراية حتى النفس الأخير … فإن كتب الله لك أن تكون شهيد الأمة وليس صريع حادث سير، في لحظتك الأخيرة أبتسم وأفرح، فقد نلت إحدى الحسنيين ..سيستلم الراية رفيق آخر … أن يبقى الوطن / الأمة في مكانها العالي … العالي الشاهق السامق الذي لا تبلغه حتى عقبان الجو من الكواسر … ربما تتردد في نفسك، ولكن هيا أمضي عانق المجد … والله لن تذلي يا بلادي وفي نفس وعرق ينبض … روحي وكل ما أملك فداك …
خلال خدمتي في سورية، كنت غالبا ما أمر من مدينة حمص، كنت أوقف سيارتي في باب جامع القائد خالد بن الوليد (رض)، في مدخل مدينة حمص، وأترجل من السيارة وأدي التحية العسكرية النظامية من حالة الاستعداد، وأقرأ الفاتحة على روحه … بعدها أواصل سيري، وهذا واجب بسيط تجاه قائد تمنى الشهادة ولم يبلغها للأسف، وتوفي في فراشه عام 21 هج/ 642 ميلادي، بحسرة الشهادة وهو يقول ” لقد شهدت مئة زحف أو زهائها، وما في بدني إلا وفيه ضربة سيف أو رمية سهم، أو طعنة برمح، وها أنا أموت في فراشي حتف أنفي كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء “.
خالد هذا القائد العظيم الذي أطلق عليه الرسول (ص) ” سيف الله المسلول ” الذي أنقذ الجيش الإسلامي من الإبادة ثلاث مرات، وحقق النصر على إمبراطورية الفرس والروم .. يتمنى الشهادة ويموت بأسف دونها .. من شماتة الشامتين …..
كم هناك من قصائد في الأدب العربي والعالمي … ربما الملايين .. ولكن الأبيات ” حملت روحي على كفي والقيت بها في مهاوي الردى ) تبقى خالدة … ورزق الله كاتبها الشهادة هنيئا له بها .
مقام الصحابي سيف الاسلام المسلول القائد خالد بن الوليد
قد تكون صورة ‏‏نصب تذكاري‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب