مقالات

الوعي المجتمعي النقدي في الوطن العربي بقلم د- عزالدين حسن الدياب

بقلم د- عزالدين حسن الدياب

الوعي المجتمعي النقدي في الوطن العربي
بقلم د- عزالدين حسن الدياب
عندما تكون أنثروبولوجيا،تولد في شخصيتك وتفكيرك،قوة الملاحظة للظاهرة البنائية،وإلى جانبها يولد لديك حاسة فهم الظواهر كما يراها الناس ويسمونها،ويقولون بخصائصها،وهذا من شأنه أن يقوي فيك الميل لمعايشة الناس والاستماع إلى أقوالهم،وآرائهم،وفهمهم للحوادث والعبر والأحداث التي تقع خلال حياتهم اليومية.
عندما ظهر الهاتف المحمول،أخذت اتجول في الحدائق،وأركب سيارت الأجرة،وأحاول أن أعرف كيف يتعامل الناس مع هذا الواكب الجديد،وبما يتحدثون،ويثرثرون صغاراً وكبارًا.
وفي أحد الأيام سمعت شابا يقول لزميله:أنظر إليها انها تتواعد مع صاحبها،ولا أحد يري من أهلها..
وأخذت قلمي ودونت هذه الملاحظة،وخلال فترة من المتابعة للظواهر التي أضافها الهاتف المحمول،شرعت في كتاب دراسة عن الهاتف المحمول”انثروبولوجيا الهاتف المحمول الجوال ضمنتها كتابي”دراسات أنثروبولوجية تطبيقية-2006-ص19-ص 46″ونشر في مجلات عدة،حتى أن أحدهم عمل من الهاتف المحمول أطروحة ماجستير،دون ذكر اسمي.
ومن وجهة نظري،فإن أهم ماجاء في هذه الدراسة مسألة “الظواهر التي أضافها الهاتف المحمول.”ولن ادخل في تفصيلها.
أتيت،بما تقدم ليكون بمثابة تمهيد،ومقدمات هادفة،للقول بمسألة مهمة جدا تطرحها الأسئلة الآتية:
ترى عندما تأتينا ولادات تنكنولوجية واردة من العالم المتقدم،وناخذ بها مثل الهاتف المحمول،والأفكار التي تقول بالحداثة والتقدم،والرفاه الاجتماعي،وآليات التواصل بكل مافيها من تقنية،وقدرة على الاستعمال فئ التسلية والقيام بالواجبات….إلخ
وعندما يأتينا هذا الكتاب،وذلك الديوان وتلك الرواية والعقائد والأفكار التي تدعو إلى حرية الظاهرة المثلية،وحرق القرءان هل ناتي إليها بالوعي المطلوب لها فكراً وتفسيراًً ونقدا،ونأخذ منها مع مانحتاج منها،مثلا’ لمواجهة التحديات،ومغالبة ضعفنا وتقصيرنا وتخلفنا الحضاري.أم نأخذ بها للمباهاة والتسلية وقضاء الوقت،والهروب من الواقع،والانكفاء على الذات.
ألم نسرع في شراء أحدث الهواتف النقالة لأولادنا ،وساعدناهم في الانشغال بها على حساب وقت الدراسة،والقيام بالواجب تجاه الآباء والأمهات والأخوة والأصدقاء ،كم من بيت وأسرة الكل ينشغل عن الكل في نقاله،وكم من ام وأب يتحسر في جلسته على استراحته في البيت ،وكل من في البيت يعيش لوحده،في دنيا الهاتف النقال ومواقع تواصله الاجتماعي على حسنه وعلاًته.هل قلنا لهم تعالوا نتدارس مايقوله الغرب،وكيف يطبقها مع الصهاينة في فلسطين،هل في إطار الحرية التي تقول بها السويد يجوز حرق العلم الصهيوني ؟
أريد من كل مادونت أن أقول كم من الممارسات شراء الأدوات ،وكم من الأفكار والآراء أخذنا بها ثم اعتنقناها،وكم من الأحداث والمظاهرات شاركنا فيها،ثم ندمناوأنّبْنا أنفسنا عليها،ولكن بعد أن فاتنا الحدث والواقعة والقطار .
إنً تسارع الوقت بأيامه وساعاته واختراعاته وذكائه الاجتماعي الصناعي،وأدوات إتصالاته على إختلاف تقنياتها ومواضعهاصار المطلوب من جميعاً بناء ثقافة عربية،يشكل الوعي المجتمعي النقدي أسُّها،ومدخلها،ومنطقها،ومنهجها،
وأن يعتلي وعينا وطرائق تفكيرنا،وأنيصبح علامة فارقة في حياة،من نسعى الوصول إليه:الجيل العربي الجديد.
بالتأكيد لن يكون الوعي المجتمعي عربة ذهبية تركبها الأجيال العربية الجديدة، وإنما في أبسط حالاته سيكون لنا أداة عون في الوقوف أمام الظاهرة والحدث والواقعة البنائية،وقفة محلل ومستبصر ومستشرف والأخذ بها،وهذا من شأنه يقل خطوة إلى الأمام،ومن ثم خطوات إلى الوراء،أي يقلل وقوعنا في الأخطاء،ويبطىء خطوات الإسراع في كل مامن شأنه يضرنا في معالجة قضايانا العربية،وتلك مشكلتنا الأهم في ساحات معركة المصير العربي.
وأنا استمع إليه في إحدى الفضائيات/العربيةقال متأسفا وموبخا نفسه إذا استمع إلى هؤلاء الأوغاد،ويلعن …والدي إذا مرة ثانية شتمت البعث،مع التحوير في أقواله ،ولكنها تصر على أهمية الوعي المجتمعي النقدي في حياتنا العربية ومسؤولياته في تقدمنا خطوات إلى الأمام.
د- عزالدين حسن الدياب -2-9-2023

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب