
وفجرُ الحرِّ تصنعهُ الدِّماءُ …
باقٍ ويعلو في الوجودِ إباءُ
ليُعطي ما يُريدُ لمنْ يشاءُ
فليلُ الظُّلمِ حتماً للزَّوالِ
وفجرُ الحُرِّ تصنعُهُ الدِّماءُ
إنْ عاش يحيا سيِّداً بكرامةٍ
او مات يضمنُ بالخلودِ بقاءُ
من ظلَّ يمشي بطريقٍ سافرٍ
متلبِّسٍ ويقودَهُ الإغواءُ
لا شك أنَّهُ لن يتوبَ لرشدِهِ
قطعاً وهذا في المسيرِ غَباءُ
كثُرتْ لعمري في الحياة صعابها
زادت علينا همومنا الأعباءُ
وتسطَّحتْ كلّ العقولِ غرِيْزةً
ما ظلَّ في تلك الرؤوس صفاءُ
فتنكَّرتْ لوفائها ببرودةٍ
حتى رأيتها تُنْكرُ الأسماءُ
مذْ صارت الألقابُ فخرَ ذواتها
وتناقلتْ في إرثها الأبناءُ
تاهت ضمائرُ ناسِنا في غيِّها
والكلُّ يُعلنُ أنَّه مُسْتاءُ
ما ظلَّ عندنا للقضية منقذٌ
والناسُ أضحتْ بالهمومِ سواءُ
ماعاد ينقصُ التطبيعَ إمضاءُ
دربُ الخيانةِ مسلكٌ وغطاء
فالغيمُ إن غطَّى أديم حياتنا
حتماً تنقِّي نفسها الأجواءُ
تتبلسمُ الآلامُ في آمالنا
بالدَّاءِ يُشفى عندنا الداءُ
سنظلُّ نحملُ الآلامَ جرحاً
كسيفٍ لمسُ حدَّيهِ مضاءُ
فنعبرُ للحياة نتوقُ مجداً
وتشهدُ إنْ دعوْناها السماءُ
محسن يوسف لبنان البقاع الغربي