ثقافة وفنون

أنفقَ الجبل حبره على المعارك

أنفقَ الجبل حبره على المعارك

كريم ناصر

زهرة الآلهة
ربما لا تروقُ العينَ ريحُ الشمال،
أُطلُقوا البطلَ في الجبل
لكيلا يبتلعَه تنّينٌ فقأَ عينَه نَسر،
فلماذا خذلنا القبطانُ على السفينة؟
يا زهرةَ الآلهة يا زينةَ العصور،
فلنمحقِ الرئبالَ حيثما وجدنا حجارة.

النجم في الماء الضحل
لو تتلألأ الأقمارُ في الكوّات فننعم النظرَ فيها،
لكَم غاصَ النجمُ في الماءِ الضحل،
وتاقَ الفيلقُ إلى سهوبهِ،
ربما لم يبقَ في الضاحيةِ كلبٌ ليلحسَ القطط،
فلمْ نرَ النجومَ في الليل،
غير أنّنا رأينا فلّاحاً يروّضُ نموراً،
وكأنّما كلّ ما حولنا أرخبيلات،
فنكشُّ الحمامَ لنعبرَ أدغالاً..
تبّاً لجبلٍ لا يغمرُ الماءُ كهفَه.

شجرة قارّة
قل: كيف أُلملمُ شلوَ المصباح لأتسلّقَ مرقاةً؟
أيّها البطلُ الصخْريُّ
لِمَ لا تحبو ساعةُ الحائط؟
لِمَ لا ترفُّ لكَ عينٌ؟
لِمَ لا تغسلُ دماءَ المستنقعات؟
فلربّما تنطُّ شجرةٌ قارّةٌ صعقتها صاعقة.

Marlies
كلّما مسّدتُ على شعرِ Marlies
جعلتْ تُلطّف الجوّ، فكأنّما اعترتها حسرةٌ
لمْ تحسبْ لخطوها حساباً
فكلّما كرّرتُ الفكرةَ سارباً بضفيرتها،
فلم أرَ سبباً يدعو إلى الشوق،
لأنني لمْ أحسبْ لنفسي حساباً
فللحسناء فمٌ مسافر،
للحديقةِ ضرعٌ
لو تأتلق النحلةُ في أطلالِ الزهورِ فتمتصّ قلبي.

السَمت
لا لا تسرجْ فرساً في مغارة،
لكيلا تغطسَ في بُحيرةٍ سحيقة..
فأنتَ تحلمُ بالنجوم
النجومُ: شُرفُ النوم،
فلِمَ لمْ تردمْ مُستنقعات الدم؟
سربُ الخفافيشِ أكلَ ظهرك،
أيّها الولدُ لن يلمعَ الثلجُ في الجبالِ والبحارِ والغابات.

ورق اللبان
كطائرٍ يقطعُ غيوماً ويعزفُ عن صيدهِ
كي يملأَ حياته بالنغم،
سأركبُ البحارَ لأغرسَ شجرةَ الذكرى
كي أنسى صيفاً حزيناً..
فلْتجمحْ خُيولي
لا تشمئزُّ المهاميزُ من قدمَي،
لا السُرجُ
ولا طنبُ الخيمةِ، ولا ورقُ اللُبان.

حدقات
فلن تجرفَ المياهُ بُستاناً،
لن تحفرَ الأقلامُ الثلوجَ في شتاءِ مدرسةٍ نائية،
لن يسيلَ الجليدُ في حضنِ الولد..
فلن تزلقَ الفرسُ من السَجّادة،
لن تزمّرَ الحنجرةُ لن تسعل.

طائر
الحدأةُ في فمي،
ما من ريحٍ تُطفئُ نارَ الفراشةِ التي تنتحبُ على الموقد.
علامَ لا يطربني الطائرُ في نواحهِ،
ولا يغنّي الحادي في صيفٍ قار،
السيفُ لعنةُ البطل،
أيّها الفولاذ:
النهدُ الذي يلبسُ قُفّازاً
يشاطرُ جنودَ الحراسة.

سعير القدم
كالنجمةِ في المنخَفض،
فقد أنفقَ الجبلُ حبرَهُ على المعارك،
كلفافةٍ
كمنطادٍ تجتذبهُ الأعاصيرُ إلى البُحيرة،
انفطرَ لساني ووثبَ قلبي.

فاكهة الشاعر
ضحكَ الشاعرُ كطفلٍ حين سمعَ طرفةً،
الشاعرُ يمامةٌ والشاعرُ إيّل،
فتبّتْ يدا الصيّاد الذي قنصَ الهدهد.

شاعر عراقي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب