مقالات

نافذة جديدة لإبصار زوايا المشهد (2 ) بقلم: أبو بكر ضياء الدين

بقلم: أبو بكر ضياء الدين -السودان

نافذة جديدة لإبصار زوايا المشهد
(2 )
بقلم: أبو بكر ضياء الدين
المشهد ( 10)
في المقال السابق ذكرت للعزيز القارئ أن _المشهد 10_ سأتركه للكتابة عن (الشارع=المواطن=الشعب). أنا سأكتب عن، وفي هذا المشهد من خلال ثلاث زوايا، وسأترك لكل زاوية رؤية، مقال لوحده، المقال هذا وهو الأول بعنوان ( أ ):
(علاقة _الكيزان_بالصهيو/امريكية_ومعاناة المواطن_)
وسيكون العنوان للمشهد الآخر (ب):
(أثر غياب التخطيط الاستراتيجي للأمن الوطني على الشعب السوداني).
وسيكون عنوان المقال الثالث (ج):
(المواطن بين أطراف القتال وغربة القوى السياسية)
( أ)
علاقة الكيزان بالصهيو/أمريكية ومعاناة المواطن
إن وجه الشبه والمقارنة قد يصل حد التماثل.. ولا أجني في ذلك على الصhيونية، ولما كنت أكتب في (الوسائط) التي تحكمني، من ضمن ما تحكم، بالاختصار، لذا اتمنى من القارئ ان يكمل (علاقة المقارنة) بالأمثلة التي يجدها في الواقع وعلى مد البصر والبصيرة، والتي سيخرج منها بخلاصة تجعله يبدأ في المقارنة بين معاناة الشعب الفلسطيني وما يتجه نحوه من المعاناة، الشعب السوداني.
1/ يعتمد الكيزان- نسأل الله السلامة- على الإعلام وصناعة الرأي العام بذات عقلية الصهيو/ امريكية ولهم تجارب في تزوير التاريخ الوطني (رؤيتهم ل 21 كتوبر وانتفاضة اغسطس 73، أو حتى كتابتهم وتناولهم لتاريخ الحركة الوطنية).
2/ خلال فترة الديمقراطية الثالثة أي قبل العام 1989، اشتعلت صحفهم بالإثارة وخلق الأكاذيب والفوضى، فلا ننسى صحيفة (ألوان) التي فاق صراخها وكذبها أخلاق الصحافة، وحتى أخلاق (…)، مما جعلها عرضة للمحاكم والحكم عليها، ولن ننسى محاكمتها بالكذب والقذف حينها (القضية التى رفعها الشهيد القائد اللواء عثمان بلول وصحبه).
أما جريدة (الراية) المتحدثة باسم (الجبهة القومية الإسلامية)، فكان دورها يتمثل في نشر كل ما يغيّب الوعي لدي المواطن عبر استخدام (الدين) كعاطفة لتمرير فوضاهم المتمثلة في _حرب الجنوب_ وكم الفوضى التي سعوا إليها عبر كتاباتهم عن ضعف (الجيش) وأن (جون قرنق على مشارف الزحف نحو _احتلال (كوستي)، وفي ذلك ما أشبهها بتلك (الراية) التي ترفع لتغييب العقول !!..
3/ كل ذلك كان تمهيداً للاستيلاء على السلطة عبر انقلابهم في 30 يونيو 1989، الذي بدأ بالكذب (أن لا علاقة للانقلاب ب(المتأسلمين)= الشينة منكورة… و(إذهب للقصر رئيساً وسأذهب للسجن حبيساً)، ووو…الخ . فمن يكذب على الشعب لا ولن يصلح أن يحكمه، وتواصل كذبهم وحولوا معارك (حرب الجنوب) إلى (جهاد) و(حرب دينية)، وسوقوا للموت بأعراس (الشهداء)، وسوقوا أكثر للكذب لدرجة (تلك الغزالة التي تأتي للمقاتلين وتطلب ذبحها حتى يلتهموها ووو…. إلخ).
5/ ويستمر الكيزان في التشبة بالصهيو/ امريكية فيستخدمون ذات طريقة (المظلومية/ اليهودية) عقب انتفاضة ديسمبر وإسقاط رئيسهم، فنجدهم استخدموا هذه (المظلومية) وضجوا في الأسافير عن (الإقصاء) وعن استهداف (لجنة تفكيك التمكين..)، وباتوا يصرخون انهم مهددون من قبل القوى السياسية بذات الطريقة التي تكتب بها الصهيو/امريكية عن أنهم وباستمرار مهددون من قبل الأجناس الأخرى، وان الجميع يبحث لهم عن الفناء، متناسين ان ذلك ما جنته أيديهم !!. وليست رغبة شريرة لاإنسانية تسكن صدور الآخرين….!!.
5/يستخدم الكيزان ذات وسائل الصهيو/امريكية ومنها (الغطاء العاطفي الديني) لمخاطبة الآخرين، بل وأكثر من ذلك لهم ذات احساس أولئك (شعب الله المختار لدى الكيزان أنهم (أهل الإسلام ومِلته وحٌماة شريعته).
6/ وفوق هذا وذاك لهم ذات أدوات الصهيو/امريكية في الخبث والانتشار، (تجربتهم مع نظام النميري بعد مصالحة 1977)، وذهبوا أكثر في التطابق والتشابه في سيطرتهم على رأس المال وبيوتات المال والمؤسسات المالية، والبنوك (بنك فيصل الإسلامي كبداية، منظمة الدعوة، منظمات خيرية..الخ، حتى وصل بهم الأمر حد شركات في المؤسسات النظامية كافة) مع التعامل مع المال العام كغنائم _ ليعرف القارئ من أين أتى من أتى بنهج مفهوم الغنائم) لهم وحدهم، وسرقة ونهب كل خيرات الوطن، وتركهم للمواطن يعاني المسغبة والذل والضياع والزوال.
7/ وكان التقاءهم مع الصهيو/امريكية أوضح من خلال طرق التجنيد للتنظيم ومؤسساته الأمنية، حيث استخدموا أسلوبيٌ العاطفة الدينية مع الترغيب= الشراء، أو الترهيب= أمسك عليك بذلة، وفي هذا وصل بهم التطابق مع الصهيو/امريكية فاتبعوا طريقهم في التهجير والتضييق، فكانت العطالة وكبت الحريات والفقر والمخدرات وبث النزعة الاستهلاكية وفتح المعتقلات لكل آخر، وتسهيل سبل مغادرة الوطن.
8/ وكان التقاء الكيزان مع (أولئك).. حيث اللاوطن عندهم.. بالتالي نزعوا في استخدامهم للدين كغطاء حتى يوجدوا لهم وطن (فلسطين/أرض الميعاد).. وهم ككيزان وحتى يفلتوا من استحقاقات الوطن.. كان عندهم وعبر العاطفة الدينية (دار الإسلام)… تلك فكرة للزرع وهذه فكرة للانتشار والإفلات.
9/ ويستمر التشابه في روح (الاستعلاء)… والأمثلة كثيرة من أقوالهم: انحنا العلمناكم تاكلوا هوت دوغ.. وآخر تحدث عن (ما عندكم الصابونة).. وبلغ الفجور بأحدهم.. انهم لن يسلموها إلا لعيسى آخر الزمان… كل هذه الأقوال وأنهم فوق الشبهات والمثال.
10/ ويستمر (تطابق الحذو).. فمثلما كانت للصهيو/امريكية عصابات في فلسطين، فإن لهم هنا كتائب الظل والمليشيات والدعم السريع.. ومثل ما ل(أولئك).. الاغتيالات وسفك الدماء والمعتقلات.. (فهؤلاء) لهم بيوت الأشباح ووظيفة المغتصب وطريقهم الخاص في الاغتيال، (الطائرات وغيرها) وسفك الدماء حتى بمسمار في الرأس..!!.
11/ وكان خيار هؤلاء ( الصادق الأمين) كصفة لهم ووسيلة للتمكين.. و(أولئك) شعب الله المختار الذي له الحق الذي يمنع غيره عنه.. ولتذهب العدالة والمساواة ووحدة المواطنة للجحيم.
12/ والتقى (الفريقان) في حرق البيوت وهدمها والتهجير القسري.. مثلما يحدث في فلسطين حدث في دارفور، وجبال النوبة، والنيل الأزرق… ففي فلسطين الدبابات والطائرات والمستوطنين، وهنا الرصاص والبراميل المتفجرة (المجاهدين).
13/ ومثل ما ل(أولئك) تاريخ غارق من حيث تشظية المقاوم الفلسطيني، ف(هؤلاء) لهم ذات السيرة والتاريخ، ولا ننسى ان رعاية تنظيمهم في النشأة تم تحت رعاية (المخابرات البريطانية) صاحبة (فرق تسد). فأصبحوا ينشرون العنصرية والتفرقة الدينية والجهوية والقبلية وكل ما يفرق ، حتى تكون لهم السيادة.
وهؤلاء لهم ذات التطابق والشبه مع الفرعون= لا أريكم إلا ما أرى.
اذاً الشارع/المواطن/الشعب… برغم معاناته التي مرت وتمر به الآن من خلال الحرب.. فإن ما ينتظره من معاناة أكبر.. إن لم يتم التدارك.
18 سبتمبر 2023

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب