رئيسيالافتتاحيه

طوفان الأقصى”.. ضربة  إستراتيجية  للكيان  الإسرائيلي … ونتنياهو لم يحّدد هدف “السيوف الحديدية”

طوفان الأقصى”.. ضربة  إستراتيجية  للكيان  الإسرائيلي … ونتنياهو لم يحّدد هدف “السيوف الحديدية”

بقلم رئيس التحرير

تمكنت المقاومة الفلسطينية بتوجيه ضربه مزلزله زلزلت الكيان الإسرائيلي وأفقدته التوازن لساعات من هول ما حصل ، ليخرج نتني اهو ببيان مقتضب ويصرح أن إسرائيل في حالة حرب  ،  وهذا يعيدنا إلى حرب لبنان الثانية 2006 ،  عنونت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية على صدر صفحتها الأولى بكلمة واحدة: “حرب”، وتكرر العنوان اليوم الأحد في الثامن من أكتوبر 2023 ، لكن الصحيفة أضافت كلمتين على عنوانها الأول: “على البيت” ليصبح العنوان باللون الأحمر “حرب على البيت”.

الفارق الجوهري بين حرب لبنان الثانية  وبين نجاح قوى المقاومة باجتياز الحاجز على حدود غزه وتمكنت من أن تنقل المعركة إلى داخل الكيان الصهيوني والأراضي المغتصبة 1948 وتحدث لأول مره منذ تاريخ إنشاء الكيان الإسرائيلي  وتقتحم المستوطنات والمدن بما فيها مدينة “أوفكيغم” البعيدة 25 كيلومترا من الحدود مع قطاع غزة.

غداة الذكرى الخمسين لحرب أكتوبر 1973، نجحت المقاومة الفلسطينية في غزة بمباغتة إسرائيل وإصابتها  في مقتل وتشكك بهيبتها وتؤكد لكل المطبعين أن إسرائيل عاجزة عن تأمين الحماية لأنظمتكم  وكيف أن اسرائيل عجزت عن مواجهة قوى مقاومه لا تملك أي قوه من مقومات الجيوش وكل ما امتلكته قوة الإرادة وقوة الحق

لم يكن ممكنا أن تقع مثل هذه الضربة الإستراتيجية الموجعة لإسرائيل التي تذكّر بما حصل في أول أيام حرب 1973 مقابل جيوش عربية نظامية، لولا توفّر روح المبادرة والفعل، والجرأة والإقدام والدقة في التخطيط  وفق إستراتجية تقوم  على نقل  الاشتباك في الساعات الأولى إلى داخل حدود غلاف غزه وهي تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية ، علاوة على امتلاك عناصر النجاح والمباغتة في المعركة  وتعتمد على الوعي منذ اللحظة الأولى. المعركة التي دارت في “تيك توك” وبقية منتديات التواصل الاجتماعي بتحضير مسبق ومحكم، كما تجسّد في توثيق الكثير من مشاهد القتال، ورصد “صورة الفشل الذريع” كما عنونت “سيما كادمون” المعلقة السياسية في صحيفة “يديعوت أحرونوت”.

في أهدافها المعلنة، قالت حركة “حماس” إنها شنت “طوفان الأقصى” انتصارا للمسجد الأقصى بعد انتهاك حرمته، وانتصارا للأسرى الفلسطينيين. لكن هذا لم يكن كافيا للخروج في مثل هذه العملية غير المسبوقة في خطورتها، وهناك أهداف لا بد من قراءاتها بين السطور أن استمرار محاصرة غزه أمر لم يعد مقبول وأن سياسة التعامل بسياسة الكيل بمكيالين لم تحقق الأمن والسلام وأن في استمرار تجاهل الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وحق تقرير المصير قد انتهى زمنه وانتهى زمن استمرار عربدة الكيان الصهيوني ومستوطنيه

والهدف الاستراتيجي الأهم  أن إعادة تشكيل المنطقة والشروع في تكوين  الشرق الأوسط  لن يمر بدون تحقيق الحقوق الوطنية وحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني ، وان التطبيع مع السعودية لن يكون على حساب الحق الفلسطيني وأن إسرائيل لن تكون جزء من منظومة الشرق الأوسط الامنيه

وفي محاولة لاسترداد ماء الوجه والردع المفقود والهيبة العسكرية والسياسية  المنهزمة ، تصعّد قوات الاحتلال في الساعات الأخيرة من هجماتها على القطاع وتهدم البيوت على ساكنيها وتستهدف الأبراج والبني التحتية وجميعها خرق فاضح لكل القوانين والمواثيق الدولية ، رغم ذلك ما زلت المقاومة توجه ضرباتها لداخل عمق الكيان الإسرائيلي  وما زالت  المنطقة ساخنة حتى الآن. وهذا التصعيد مرشح للمزيد بضوء أمريكي وغربي.

أمريكا تعلم علم اليقين أن مشروعها للشرق الأوسط الجديد وتسييد إسرائيل على المنطقة بات على المحك ، وأن ما حصل في السابع من الشهر الحالي وجه ضربه للمشروع الصهيو أمريكي للمنطقة وأن ما قبل السابع من أكتوبر لن يكون لما بعده وأن المنطقة اليوم أمام فرز حقيقي ومعركة فاصله  وتدرك أمريكا ذلك وتسعى بكل قوتها لدعم إسرائيل وإنقاذها مما علق بها من هزيمة منكره قد تعيد الدول العربية المطبعة حساباتها وتفرمل خطواتها نحو التطبيع وهذا ما باتت تخشاه إدارة بإيدن وهي على تواصل مع حلفائها في المنطقة لتطويق مستجدات ما حدث وترميم التداعيات على إسرائيل

وكل المؤشرات تدلل .أن إسرائيل في وضعها الحالي ذاهبة لضرب غزة بالنار عن بعد، وإلحاق أضرار كبيرة وغير مسبوقة في القطاع ضمن مساعيها لاستعادة الهيبة  التي فقدتها أمام قوى المقاومه وهم لا يملكون من القوة سوى إرادتهم وتمكنوا إنزال ضربه وهزيمة مزلزله  أصابت جيش الاحتلال في مقتل وقد أفقدته هيبته أمام دول العالم

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب