مقالات
لماذا ترفض أمريكا مشاريع قرارات لمجلس الأمن بوقف إطلاق النار في غزة ؟؟ أ.د محمدقحطان*
أ.د محمدقحطان -اليمن

لماذا ترفض أمريكا مشاريع قرارات لمجلس الأمن بوقف إطلاق النار في غزة ؟؟
أ.د محمدقحطان*
تابعنا أحداث غزة منذ تفجر الصراع المسلح بين الفصائل الفلسطينية وحكومة الكيان الصهيوني ((إسرائيل )) والفشل الإسرائيلي في احتوائه لصالحها، الأمر الذي أدى إلى أن تسارع الولايات المتحدة الأمريكية على مستوى الرئيس ووزيري الخارجية والدفاع للسفر إلى مقر حكومة إسرائيل والمشاركة العملية باجتماعات المؤسسات التي أعدت للحرب وسارع من بعدهم بالتاييد لمواجهة ما أسموه بارهاب منظمات المقاومة الفلسطينية لإسرائيل . حيث تحرك الرئيس الفرنسي للأراضي الفلسطينية وتبعة وفود وتأييد ودعم إعلامي ولوجستي من الدول الاستعمارية الغربية (( بريطانيا، ألمانيا، إيطاليا، كندا. ..وغيرها )) لإسرائيل وتاكيدهم على استمرار دعمهم لإسرائيل تحت مبرر الدفاع عن نفسها. وبرأي أن كل ذلك يؤكد بأن ما يحصل في غزة مخطط صهيوني تقوده الولايات المتحدة الأمريكية بهدف زعزعة أمن منطقة الشرق الأوسط للوصول إلى مبتغاها وهو أحكام السيطرة على ثروات منطقة الشرق الأوسط ، عملا باسلوبهم التقليدي المتعارف عليه (( الفوضى الخلاقة )) اي إشعال المنطقة ثم احتوائها بحيث يتحقق مشروعهم الاستعماري بطريقة التكلفة الصفرية. ..أي استغلال ثروات الشعوب بدون حروب استعمارية تقليدية. …وهذا لن يتحقق إلا أن تم ضرب كافة أشكال المقاومة للكيان الصهيوني ثم تمتين علاقة إسرائيل بدول المنطقة من خلال التطبيع والشراكة والتعاون في الاستثمارات الأجنبية والمحلية، بحيث تكون دولة إسرائيل محور ارتكاز هذه الاستثمارات بإدارة مشتركة بين دول الغرب الاستعماري بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية. هذا ما يبدو واضحا أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى لتحقيق. ..ولتحقيق ذلك فقد خطط لإشعال الحرب لتحقيق الأهداف الفرعية التالية :
1 ) توسيع التواجد العسكري الأمريكي وقد رأينا ذلك يتحقق من خلال تحرك أكبر البارجات العسكرية الأمريكية للمياه البحرية المحاذية للمنطقة وتجهيزات عسكرية كبيرة تشارك لوجستيا بدعم إسرائيل في حربها القائمة في غزة.
2 ) تحشيد ومشاركة للقدرات السياسية والعسكرية والإعلامية لدول الغرب الاستعمارية لإسرائيل فيما يبدو إبادة للشعب الفلسطيني وترديد الأكاذيب بطريقة مكشوفة أتت بردود أفعال عكسية من الشعوب الأمريكية وشعوب دول اوروبا الاستعمارية. حيث أن النظام ألامريكي والأنظمة التابعة له لم يستوعبوا بعد التطور التكنولوجي في وسائل التواصل الاجتماعي التي لم يعد بإمكان أي دولة العمل بأساليب الكذب والتضليل القديمة.
3 ) إرهاب دول المنطقة بالتفوق العسكري الإسرائيلي وما جلب من العتاد والمال لإسرائيل. بحيث يتم تنفيذ مخططهم بمشاركة دول المنطقة أو ضمان عدم تحركها لمواجهة إسرائيل.
4 ) عرقلة المشروع الصيني العملاق ((الحزام والطريق )) بعد أن شوهد تسارع إنجازه بتعاون واسع من الكثير من دول العالم، باعتباره جسر للتنمية الاقتصادية لجميع دول العالم وشعوبها بما في ذلك الدول الغنية بثرواتها وشعوبها تعيش فقيرة ومتخلفة وبالاخص دول جنوب الكرة الأرضية بمقابل غناء فاحش لشعوب دول شمال الكرة الأرضية بحكم التاريخ الاستعماري واستغلال ثروات الشعوب بالطريقة القديمة والعصرية بعد أن أصبحت طرق الاستعمار القديمة مكشوفة وغير مقبولة.
5 ) إرباك منظمة دول البريكس التي عملت على إنشائها روسيا بتعاون الصين والدول الصاعدة في النمو الاقتصادي كالهند والبرازيل وجنوب أفريقيا. …ومستمرة بتعزيز تطورها وانتشارها. وذلك بهدف مواجهة الهيمنة الأمريكية على العالم وألتحكم بثرواته باعتبارها الوحيدة التي تقود اقتصاد دول العالم وبالتالي خلق عالم جديد متعدد القطبية لا تسيطر عليه دولة واحدة ويتم بناء عليه تعزيز التعاون والشراكة الدولية بين الشعوب وبما يخدم كافة المصالح المشتركة لكافة شعوب العالم ووضع نهاية لوسائل الاستغلال لثروات الشعوب التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية.
وبناء على ذلك فقد صار محتم على دول منطقة الشرق الأوسط الخروج من العباءة الأمريكية من خلال مواجهة قوية وصارمة للصلف الأمريكي بضرب مصالحها في المنطقة ويمكن ذلك بتكثيف التواصل بين دول المنطقة بحيث يتم تشكيل منظمة تعنى بتعزيز السلم والتعاون بين دول المنطقة لمواجهة الغرب ألاستعماري بما تملك من عناصر القوة والتي أهمها مصادر الطاقة.
*أ.د. محمد قحطان ( كاتب من اليمن)
25 أكتوبر 2023