مقالات

الصهيونية العمياء وحرب غزّة بقلم د-عزالدين حسن الدياب

بقلم د-عزالدين حسن الدياب

الصهيونية العمياء وحرب غزّة
د-عزالدين حسن الدياب -29-10-2023
لاتعني هذه المقاربة،مسألة تاريخ نشأة الحركة الصهيونية،وفكرها الماسوني،الذي تقوده أسطورة الشعب المختار،ومالها من أسانيد في الفكر التلمودي،وتسوِّغ المقاربة لنفسها القول بأنّ الصهيونية العالمية،كانت تريد أن تصبح ثقافتها القائمة على أخلاقيات العالمية، وتوجهاتها الهادفة إلى طمس هويات الشعوب القومية،بدفعها نحو الشيوعية الجنسية،والإلحاد،والمثلية الجنسية،وتفكيك الروابط الأسرية،فأخذت من التنظيمات السرية أدوات لها لاختراق الأمم،وتقريبها تدريجيا من اخلاقيات الماسونية المجتمعية.وكان هدفها في المجتمعات الأوربية اختراق الطبقات الاجتماعية الميسورة،وكسب قياداتها الاجتماعية والفكرية والسياسية،،ونجحت بمهمتها هذه،يوم جعلت عن طريق الاقتصاد والمال،مدخلها لدفع هذه الطليعة المتنورة،الى مراكز ومناصب سياسية،مؤثرة في حركة المجتمعات الأوربية السياسية،واصحاب القرار فيه.
ولا تفوت المقاربة أن تشير إلى أنّ الصهيونية العالمية،كان عينها مصوبة نحو المجتمع الامريكي الناشىء،ليكون ميدانها في تكوين هذا المجتمع على صورتها الماسونية،وكسب قياداته الفكرية والسياسية والثقافية،لتكون قراراتها السياسية يوما في خدمة المشروع الصهيوني.
وعندما نقول إن الصهيونية العالمية في مشروعها السياسي والاقتصادي،قد جعلت الحياة السياسية في كل من أوربا وامريكا على الصورة التي تريدها،فكان أغلب القرارات التي تجير لصالح المشروع الصهيوني المتمثل في إنشاء كيان تلمودي، كبداية لتشكيل وتأسيس ” إسرائيل الكبرى،وكانت البداية من وعد بلفور وماتلاه من أحداث ومعطيات وصولا للحظة الراهنة،التي جعلت الصهيونية استغلال طوفان الأقصى،مدخلها لضم غزة والضفة الغربية،بل قل ماتبقى من أرض فلسطين العربية التاريخية،إلى كيانها الراهن الذي تشكل في أعقاب الحروب التي خاضتها الصهيونية مع الانظمة العربية،ووجدت الصهيونية فرصتها،بتأييد أوربا بعدوانيتها التاريخية على الأمة العربية،إلى جانبها،وكذلك الولايات المتحدة الامريكية.
وشمرت الصهيونية عن سواعدها،وراحت تمضي قتلاً وتدميرا في غزة والضفة الغربية،وجعلت من حربها هذه عملية إفناء للشعب الفلسطيني،وتنظيف عرقي،بكل ماتعني هذه الكلمة من وحشية لم يشهد التاريخ مثيلا لها،فكانت الصهيونية بجرائمها التي ترتكبها في غزة والضفة،منقادة كعادتها بمقولة الشعب المختار،الذي يبيح لها ارتكاب الجرائم بكل وحشية،لأنًها في تكوينها وأسانيدهاالصهيونية عمياء ترى مصير الأمم على النحو الذي تراه الآن في غزة.
د-عزالدين حسن الدياب -29-10-2023

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب