
كم من الاطفال يريدون ان يموتوا وكم من الابرياء يريدون فنائهم ليتحرك ضمير العالم. يا لعاركم !
بقلم مروان سلطان فلسطين
31.10.2023
لا يمكن تحريك الناس من مكان لاخر بمجرد كلمة انتقلوا من هذا المكان الى اخر ، ليس الناس باجنحة ترفرف وتبتعد عن مخاطر تهدد وجودها ، او حتى حيوانات يقودها كلب الى حظائر ماشية. اليوم في هذه الحرب المسعورة على غزة يستهدف المدنيين اما بالقتل او بالتهجير. ويطلب منهم عبر منشورات بالتحرك جنوبا باتجاه مصر وكانهم طيور باجنحة في التو واللحظة يقفزون الى الفضاء لمغادرة بيوتهم واماكن سكناهم. ومن ثم تبدء الطائرات بالقاء حممها وتقص في لحم هؤلاء الابرياء من الاطفال والنساء والشيوخ وغور فيهم الارض الى عشرات الامتار امام ضخامة الانفجارات .
اليوم في مخيم جباليا ذو المساحة الكيلو متر واحد ترتكب مجزرة بقنابل حديثة وغريبة وصلت حديثا الى الجبهة العسكرية الاسرائيلية مع غزة لتقتل اكثر من أربعمائة شخص هناك وتهدمت كثير من البيوت على رؤوس اصحابها. المشكلة انه لا توجد معدات واليات للاسراع بازالة الانقاض التي يقع تحتها المئات من المواطنين
اليوم نشهد مجزرة تلو المجزرة لليوم الثاني والعشرون ، حيث تلقى المئات من الاطنان من القنابل الفتاكة على المواطنين الامنين. ولا يحرك العالم الحر ساكنا لوقف هذه المجازر. يقال ان ما القى على غزة من الصواريخ والقنابل يعادل قنبلة ذرية ، ويقال ان ما تم القائه على غزة في عشرين يوما القته الولايات المتحدة في افغانستان في سنوات. بالامس مستشفى كنيسة المعمودية، واليوم مذبحة في جباليا.
اليوم يقفز عدد الشهداء الى ما يقارب عشرة الاف شهيد في اليوم الثاني والعشرين للحرب على غزة، وعشرات الاف من الجرحى والاف من المفقودين. مدنيين تحت النار وفي لحظات تحت الركام، مجازر تقشعر لها الابدان ويندى لها جبين العالم.
لقد تحرك الناتو لوقف مجازر الصرب في البوسنة والهرسك عندما بلغ عدد شهداء البوسنة والهرسك ثمانية الاف شهيد وقاموا بتدمير القواعد العسكرية الصربية في حينها. اذن متى يتحرك العرب ومتى يتحرك العالم الظالم لايقاف هذه المذابح والمجازر صد المدنيين والاطفال والنساء.
هنا اود القول ان الذي يحدث في غزة هو في اطار المشروع الصهيوني في تصفية القضية الفلسطينية. عندما يتحدثون وبل خجل على ضرورة نقل المدنيين الى شبه جزيرة سيناء ، وعملوا على ارتكاب مجازر بحق اماكن السكن وازالتها عن الوجود ياتي هذا في اطار مسلسل التهجير. ولولا صلابة الموقف المصري في منع هذه الالوف المشردة من دخول سيناء لتم هذا الامر بسهولة امام تحول حياة الناس الى حياة بدائية تمام لا طعام لا ماء ولا وقود ، ولا اماكن لقضاء الحاجات.
الى متى ايها العالم المتحضر ستوقف هذه المجازر بحق الناس الامنين ؟
كم من لحم الاطفال تشتهون ليتوقف القصف ويتوقف التهجير؟
الى متى وبعد ثمانية عقود سيتوقف مسلسل العنف ضد الفلسطينين؟
انكم تقتلون الناس يا لعاركم!