مقالات

حصاد غزة -بقلم محمود الصباغ

بقلم محمود الصباغ

حصاد غزة
بقلم محمود الصباغ
كتب المتطوع طارق في المستشفى عن قصة هذا المقطع:
“لم اكن اعلم ان احدا ما يقوم بتصويري … لقد تفاجئت بالفيديو بعد ايام من ظهوره وانتشاره وبما ان هذا الفيديو انتشر على منصات التواصل وجب علي ان احكي لكم قصته
لقد تطوعت للعمل بالمستشفى في قسم الاستقبال والطوارئ وكنت اقوم بأخذ المصابين بعد الكشف عليهم من الاطباء واذهب بهم كل حسب حالته الى الاشعة مثلا او تصوير سي تي او تصوير التلفزيون واعود بهم الى الاطباء ثم اوزعهم على الاقسام حسب اوامر الاطباء الى قسم العظام او الاطفال او الجراحة او الباطنة سواء كانو رجالا او نساءا
في تلك الليلة زادت الاعداد واصبحت اركض بشكل هستيري لانقاذ الكثير من المصابين
اعطاني الدكتور تذكرة لمصاب يدعى عمر الجاروشة عمره تقريبا ١٣ في حالة خطيرة وقال لي اذهب به الى غرفة العمليات هذا ” ايرجنت ” اي مستعجل فقمت على الفور بالذهاب به الى العمليات وادخلته للأطباء
كان على باب العمليات طفل اسمه ابراهيم الجاروشة امسكني عند باب العمليات من يدي وقال لي ” امانة تخليه يعيش ” فبعدما ادخلت عمر خرجت لابراهيم واخذته من يده وقلت له تعال نتحدث في الخارج وجلسنا قرب حديقة المستشفى وكان ابراهيم مصابا في قدمه … قلت لابراهيم هل تعرف عمر ؟
قال انه ابن عمي لقد فقدنا اهلي واهله جميعا وبقيت انا وعمر احياء هو من تبقى لي في هذه الدنيا فجلست اواسيه واطبطب على ظهره ودعونا الله ان يخرج عمر من مرحلة الخطر …
كانت هناك اسئلة كثيرة من ابراهيم تدل على برائته ولم استطع الا ان اقول له ان الله قادر على فعل كل شيء
ساعة او ساعتين جلسنا في الخارج بعدها ينادي علي التمريض الذي في العمليات … اذهب اليه وادخل غرفة العمليات فإذا بنا فقدنا عمر وقالو لي ” الله يرحمه على الثلاجة “
اخرجت عمر على السرير من باب العمليات فإذا بي اتفاجئ بابراهيم يقف على الباب يلف وجهه ليقرأ الاسم وينهار بالبكاء وانهرت معه بالبكاء لم استطع تمالك نفسي وكانت تلك الليلة من اقسى ايام عمري
اول شيء سأفعله اذا انتهت الحرب وبقيت حيا هو البحث عن ابراهيم الجاروشة
اخوكم طارق جبريل
متطوع في المستشفى”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب