
انتبهوا الى ما هو قادم!!!
بقلم : مروان سلطان
15.11.2023
المناخات التي تسود هذه الايام ومنذ صعود اليمين الاسرائيلي وحصوله على الاغلبية في المقاعد بالكنيست ، هي اجواء مسممة تفرض نفسها على الديموغرافيا في فلسطين. ومنذ تشكيل الحكومة الاسرائيلية الاخيرة وقبل التعديل الذي طرء عليها سادت اجواء محمومة فرضها اليمين الاسرائيلي ممثلا في الوزير ابن غفير والوزير سيموريتش، واخرين. وقد جاء كل من الوزيران ومن ورائهم رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو واليمين الاسرائيلي بمشاريع تثير العنف في الاراضي الفلسطينية وتسعى الى تسميم المناخات الحياتية للشعب الفلسطيني.
بن غافير وهو الذي قاد المجموعات اليهودية في كل صباح الى اقتحام المسجد الاقصى المبارك، في برنامجه ومشروعه للتقسيم المكاني والزماني للمسجد الاقصى بين اليهود والمسلمين. وبن غافير قام بتسليح المستوطنين ببنادق رشاشة وحديثة وهذا له الكثير من الدلالات التي من الممكن ان تفجر الاوضاع في المنطقة في محاولة من المستوطنين الى تهجير الفلسطينين من المدن والقرى الفلسطينية، وهذا المشروع يلتقي مع اهداف سيموريتش في تهجير الفلسطينين.
ليس عبثا ان يتحدث الرئيس الامريكي جو بايدن وهو الداعم للعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة بلا حدود عن ضرورة لجم المستوطنين في الضفة الغربية، ولم تأت هذه الدعوة من فراغ ، انما جاءت عن معلومات حقيقية من ارض الواقع ومن معلومات زودت الاستخبارات الامريكية الرئيس بايدن بها وقام على اثرها بحث رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو على ضرورة لجم المستوطنين. ولم يكتف الرئيس بايدن في ذلك بل ارسل المبعوثين الامريكين مثل وزير الخارجية بلينكن لبحث الموضوع مع الحكومة الاسرائيلية، حسبما افادت مصادر اعلامية.
مخاطر المستوطنين لا تقف عند حدود ، فقد ارتكبوا جرائم القتل في كثير من المواقع في الضفة الغربية ، ومن اخطرها اقتحام الحرم الابراهيمي الشريف اثناء صلاة الصبح في شهر رمضان المبارك سنة 1994, قتل على اثرها خمسون شخصا وجرح العشرات الجريمة التي قام بها باروخ غولدشتاين الطبيب القادم من الولايات المتحدة من اتباع مئير ماهانا الحاخم العنصري. وقتل المستوطنين الكثير من المواطنين في مواقع شتى في الضفة الغربية وحرقوا عائلة الدوابشة في نابلس والفتى ابن خضير في القدس. وقاموا بمهاجمة المدن والقرى مثلما حصل في ترمسعيا وحوارة وسلفيت ويطا وبني نعيم وغيرها من المواقع الاستيطانية، والحديث عن ذلك لا ينتهي.
كما ان العنف الذي يمارسونه وبمساعدة الجيش الاسرائيلي في كل المواقع الاستيطانية دليلا على الكراهية والحقد المتلازمين اتجاه الفلسطيني. علاوة على مصادرة الارض ، فقم تم منع الرعاة والمزارعين الفلسطينين من الرعي والزراعة والحصاد في الاراضي الفلسطينية. وفي كل عام يهاجم المستوطنون المزارعون الفلسطينيون اثناء موسم حصاد الزيتون ويصادرون المحصول ويمنعون المزارعين من قطف الزيتون. شجرة الزيتون تعتبر من اهم المحاصيل الاقتصادية التي يعتمد عليها المزارع الفلسطيني في تحسين وضعه الاقتصادي ، وفي ظل هذا الواقع بدأ يفقد مصدرا مهما في ارزاقه.
اليوم ومع النداءات بتهجير الفلسطينين الى جمهورية مصر العربية والاردن، فان وجود السلاح في ايدي المستوطنين يشكل خطرا كبيرا سيؤدي الى تحقيق اهداف سيموريتش ومشاريع التصفية للقضية الفلسطينية من خلال التهجير.
ومن هنا لا بد من اخذ ذلك في الاعتبار ورفع وتيرة اليقظة ، ودعم البرامج الحماية المحلية التي يفترض صباغتها قبل فوات الاوان . وكذلك زيادة الوعي الفلسطيني لمواجهة هذه التحديات من خلال التلاحم والتعاضد الجماهيري في المناطق المهددة بالتوسع الاستيطاني، حيث واقع الحال يشير الى شراهة المستوطنين في القيام باستفزازات واعتداءات ستطال كل الاماكن التي يصلون اليها ، وما بالكم اذا كان الامر وقد حصلوا على السلاح الذي يضفي صبغة الشعور بالقوة ويفتح الشهوة بالاعتداءات والقتل، التي اصلا تتملك مشاعرهم ووجدانهم. بالنسبة لهم الفلسطيني الطيب هو الفلسطيني الميت!.