
المؤامرة الكبرى
بقلم د. علي خالد طوالبة
الايام تمضي والسنين، تراكم لعقود وفي عقدي الخمسين شهدت مؤامرة او مؤامرتين.
لكن هذه المؤامرة اليوم اكبر واحد.
فلسطين والشعب الفلسطيني حقل تجارب لما يمكن ان تقدمه اسرائيل من تجارب تبرهن فيه للقوى الطامعة في المنطقة هشاشة الوحدة العربية وفرقتهم.
وتقدم الدليل تلو الدليل عن تخاذل العرب.
وتطمئنهم ان العرب لن يتعاونوا ولن يقاوموا بشكل جماعي، فالكل منهم منخرط بحياته الذليلة، والكل منهم اعلامي وصحفي يكتب ويكرر ما يسمعه.
اسرائيل في كل مرة ترسل رسالة لتلك القوى مفادها اهجموا لا تتردوا فلا حمية لديهم، وكفاكم خوفا وترددا.
ساختصر لكم المشهد بحوار ادبي يدور بين ساسة اسرائيل والدول الطامعة.
اسرائيل: ما الذي يؤخركم عن احتلال هذه الدول وتمزيقها كما اتفقنا من عقود؟
الدول الطامعة: الاحوال تغيرت، والشعوب تطورت ولا يمكن خداعها كما كنا نفعل.
اسرائيل: من يلتفت الى الشعوب الغبية لا يستطيع كتابة التاريخ، هذه شعوب كل ما تمتلكه الكلام.
الدول الطامعة: نخشى من ثورة الشعوب. وخاصة العربية لقدسية الارض لديهم.
اسرائيل: كله هراء، لا يقدم ولا يؤخر، كلها تصريحات.
الدول الطامعة: حتى شعوب اوروبا استيقظت وتمانع ما يحصل.
اسرائيل: حسنا سندك اليوم المساجد والكنائس، وسترون، لن يحدث شيء سوى المزيد من المقالات والحوارات والتحليل.
الدول الطامعة وبعد ان تم دك المساجد والكنائس: بالفعل نشهد تصعيدا اعلاميا مهولا، ولا قرارات. لكن الشعوب معظمها مع فلسطين باتت.
اسرائيل: سندك اليوم المخابز والمطاعم والمتاجر. وسنصطاد بعض المراسلين والاعلاميين وعلى الهواء مباشرة.
الدول الطامعة: لا هذا كثير، لن يسكت العرب.
اسرائيل: ومن متى كانوا يسكتون!!!
فليتحدثوا وليشجبوا
الدول الطامعة: بالفعل، شجب واستنكار، والله حال العرب غريب جدا!!؟؟؟
اسرائيل: نرى انكم مترددون بلا اسباب.
حسنا سنقطع عن هؤلاء، الابرياء الكهرباء والماء.
الدول الطامعة: لا، هذا كثير وهل سيسكت العرب؟
اسرائيل: قلت لكم هم لا يسكتون هم يشجبون وينكرون.
الدول الطامعة: وهل لا يحرك الشعوب العربية شيء؟
اسرائيل: لطالما انكم لا تصدقوننا، حسنا سنستهدف سيارات الاسعاف والاطقم الطبية وسنضرب ساحات المستشفيات.
الدول الطامعة: لا انتم مجانين فعلا،،، انتم بهذا التصرف الارعن ستوقظون كل العرب وحكام العرب عليكم.
اسرائيل: ها قد قصفنا سيارات الاسعاف وقتلنا الاطقم الطبية وقصفنا ساحات المستشفيات، ولم يتغير شيء، سوى عدد المقالات ومقاطع الفيديو، وغدا سنقصف المستشفيات والمراكز الطبية على رؤوس الجرحى والمرضى والمواليد من الاطفال.
الدول الطامعة: انتم حمقى فعلا،،، انتم تكتبون نهايتكم بايديكم، انتم تستعجلون الامور علينا وتهدمون مخططاتنا بهذه العنجهية
اسرائيل: بل انتم لا تعرفون العرب لانكم اغبياء، سنقصف كل الشقق السكنية في غزة وسنقصف كل تجمعات الناس وسنكثف القصف على كل شيء يتحرك حتى لو كان في بطن امه سنقتله.
الدول الطامعة: هذه حماقات يكفي ستوقظون عليكم مشاعر الغضب واين يذهب الناس الذين هدمتم بيوتهم.
اسرائيل: لا شيء!!!!
ماذا تريدون منا ان نعمل كي تقتنعوا ان الفرصة سانحة لهجوم سريع وسهل بلا ممانعة تذكر.
الدول الطامعة: حسنا واين ستذهبون بالمليون غزاوي؟
اسرائيل: سنهجرهم من الشمال الى الجنوب، ومن ثم من الجنوب الى الشمال ليموت نصفهم وهم يرتحلون الى ان يستقبلهم جيراننا العرب.
الدول الطامعة: حسنا اعطونا مهلة للتفكير.
اسرائيل: لقد هدمنا المساجد والكنائس والمستشفيات والمدارس وقتلنا الاطفال الخدج والنساء والشيوخ ورحلنا مليون شخص امامكم وعلى الهواء ولم يتحرك العرب، ماذا عسانا نقدم لكم من براهين وحجج على ان العرب ينتظرون ذبحهم فقط. الفرصة في هذا التوقيت للانقضاض عليهم، واحكام قبضتنا وتدشين مشاريعنا الاقتصادية العملاقة.
الدول الطامعة؛ لا نريد ابادة الشعوب، سنستهدف المواقع العسكرية فقط.
اسرائيل: لا عليكم
سكان تلك الدول سيسهل نقلهم والتصرف معهم فالصحراء كبيرة جدا. لقد رأيتم كيف اننا في مكان محصور رحلنا مليون شخص كما اردنا وكما يحلو لنا، لن يكون تهجير الملايين علينا صعبا، نحن قدمنا لكم بالدليل كيف يتم ترحيلهم.
فما عليكم الا ان تتحركوا ونحن سننفذ الاجراء.
د. علي خالد طوالبة