الصحافه

من يحكم غزة.. “لجنة مدنية” أم دحلان أم “سلطة جديدة”؟ نتنياهو: ولا حتى سويسرا

من يحكم غزة.. “لجنة مدنية” أم دحلان أم “سلطة جديدة”؟ نتنياهو: ولا حتى سويسرا

في العقد الأخير حذرت السلطة الفلسطينية إسرائيل من إضعافها. ورفعت الرسائل مراراً وتكراراً، لكنها حظيت بتجاهل من الجانب الإسرائيلي الذي لم يخفِ سياسة حكومة نتنياهو: تعزيز قوة حماس وإضعاف السلطة. مصدر في السلطة قال في حديث معي إنه في كل لقاء رفيع المستوى تقريباً كانت هناك رسائل واضحة ترفع لنتنياهو عن الخطر المحدق جراء هذه السياسة، وخصوصاً بسبب الخطر على استقرار السلطة والتأييد الجماهيري المتزايد لحماس. اليوم يقول المصدر إياه، إن خيار إعادة السلطة إلى غزة غير ذي صلة بسبب الموقف الواضح والحازم من رئيس الوزراء.
وبالفعل، في خطابه الأخير، السبت، عاد نتنياهو واستبعد تماماً إمكانية إعادة السلطة الفلسطينية إلى غزة. وذكرت هذه الأقوال بعض المحافل في جهاز الأمن الإسرائيلي بقصة “دوبي لا لا”. “المستوى السياسي غير معني بإعادة السلطة إلى القطاع. فهمنا”، يقول المصدر. “لكنه غير معني أيضاً بحكم عسكري إسرائيلي. إذن، ماذا؟ وكالة الغوث؟ الأمم المتحدة؟ ربما سويسرا؟ يجب أن نفهم. ليس هناك خيار دولي جدي. لا أحد يقف في الطابور ويريد تحمل المسؤولية عن إدارة قطاع غزة. إذا لم تخطط إسرائيل لتحمل المسؤولية، فستضطر لتفهم أن السلطة الفلسطينية هي الجهة التي يجب أخذها بالحسبان، لليوم التالي لحماس في غزة”. أقوال نتنياهو وإن كانت قاطعة جداً، لكن واضح أنها تستهدف أساساً منع انتقال الأصوات من الليكود إلى حزب بن غفير أو سموتريتش. رغم تصريحات نتنياهو الحازمة، سيضطر لاحقا لابتلاع ضفدع كهذا أو غيره في سياق السلطة الفلسطينية. بمعنى، ربما ليس بالضرورة عودة السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس (أبو مازن) كما نتخيل في هذه اللحظة، لكن ربما عودة السلطة عبر جسم أو جهة أخرى تتماثل مع فتح.
أحد هذه الأجسام، التي قد تشكل أساساً لإدارة قطاع غزة في اليوم التالي لحماس هي اللجنة المدنية لغزة التي تتشكل عملياً من مجموعة موظفي السلطة الفلسطينية الذين يعالجون مسائل إنسانية ومدنية؛ ابتداء من مشاكل المياه وانتهاء بإصلاح البنى التحتية في الأيام العادية. هؤلاء أناس لا يزالون في غزة ويتلقون رواتب من السلطة، وكانوا بمثابة ذراع وسيط بين حماس وإسرائيل، في كل ما يتعلق بالأعمال المدنية على الأرض. ربما يقوم من داخل هذه اللجنة جسم أو شخصيات تأخذ على عاتقها إدارة غزة. ثمة إمكانية أخرى، حولها قليل من الهمس والنبش، هي عودة محمد دحلان إلى القطاع. يدور الحديث عن مسؤول كبير من حركة فتح، طردته حماس في الماضي من القطاع، وبعد ذلك طرده أبو مازن من الضفة بعد أن اشتبه بمحاولة التمرد ضده. الإمارات تؤيد عودة دحلان ويده اليمنى سمير مشهراوي الذي التقى مؤخراً مسؤولي حماس إسماعيل هنية وخليل الحية، بل وزار قطر. كما أنه تكبد عناء الثناء والتمجيد لهجوم 7 أكتوبر في قناة “الجزيرة”، وبذلك “تصالح” مع حماس ظاهراً.
تحاول الولايات المتحدة فحص خيارات “اليوم التالي”. تحاول إدارة بايدن، وفقاً لمصدر فلسطيني كبير، الترويج لعودة السلطة إلى غزة، ولكنها تروج أيضاً لإجراء إصلاحات شاملة في مبنى السلطة. بمعنى، تغيير وجه السلطة، ووقف الفساد والتحريض، بل والتوجه إلى الانتخابات. وقال المصدر إنه ليس في نية الأمريكيين التوجه إلى الانتخابات فور الحرب، كون حماس ستحظى بأغلبية ساحقة. كانت الإدارة تريد رؤية بداية مسيرة إعمار غزة ثم إجراء انتخابات ورئيس آخر. أما في إسرائيل فقد أقيم فريق في وزارة الدفاع يضم اللواءين السابقين غيورا آيلند وتمير هايمن، يبحث في خيارات اليوم التالي، لكن ديوان رئيس الوزراء يرفض البحث في مستقبل القطاع؛ خوفاً من الضرر السياسي الذي سيلحق بنتنياهو إذا ما تراجع وأبدى استعداداً للبحث مع السلطة في حل يتناول قطاع غزة.

ينبغي القول إن الوضع الحزبي والاقتصادي والسياسي للسلطة هو في أسوأ حال. الجمهور الفلسطيني غاضب منها لتجاهلها مسألة غزة، وتأييدها الصامت لإسرائيل. الجمهور في الضفة لا يرى بعين العطف استمرار التنسيق الأمني والمدني مع إسرائيل. اعتقلت أجهزة الأمن الفلسطينية غير قليل من نشطاء حماس في الفترة الأخيرة، في الوقت الذي اعتقل الجيش و”الشاباك” الإسرائيلي المئات منهم. وحتى اللقاءات في المستوى الأمني المتدني متواصلة. الجانب الأمريكي يستمدون التشجيع من ذلك، بالطبع، وكانوا يريدون من إسرائيل التزاماً ما بمشاركة السلطة في غزة بعد طرد حماس، لكن إسرائيل ترفض ذلك حالياً.
آفي يسسخروف
يديعوت أحرونوت 4/12/2023

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب