كتب

كتاب الشوك والقرنفل تأليف يحيى السنوار

تأليف يحيى السنوار

التحميل

https://drive.google.com/file/d/10tokV3gp-XzsVne8M4AvMx3VOycklNs4/view?usp=sharing

“الشوك والقرنفل”.. السنوار روائيًا

عبد الله السناوي

 

“أنا يحيى السنوار، لن نتعرّض لكم بسوء وأنتم في أمان هنا”… كانت تلك رسالة زعيم “حماس” للأسرى الإسرائيليين المحتجزين في أنفاق غزّة. أطلق كلماته المطمئنة باللغة العبرية، التي يتقن الحديث بها.

بقوة الصور والحقائق تبدّدت أية محاولات لشيطنة “السنوار” ودمغه بالإرهاب. تكشّفت بالوقت نفسه الفوارق الشاسعة بين الطريقة التي عومل بها الأسرى والرهائن الإسرائيليين وحفلات التعذيب والتنكيل التي يشتكي منها الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية.

“يا رجل، أي والله، حياة دقيقة بعزّة وكرامة ولا ألف سنة زي الزفت تحت أحذية جنود الاحتلال”.. بدت تلك العبارة، التي وردت في النص الروائي “الشوك والقرنفل”، أقرب إلى كشاف يضيء العمل كله.

عندما نُشرت الرواية لأول مرة عام 2004، لم يكن المؤلف اسمًا معروفًا في الحياتين الأدبية والسياسية. عرّف نفسه على الغلاف الخارجي لروايته شبه المجهولة بـ”الأسير يحيى السنوار- أبو إبراهيم”.

الرواية كُتبت تحت أقبية السجون الإسرائيلية، حيث قضى 23 عامًا متصلة منذ العام 1988 حتى الإفراج عنه عام 2011، من ضمن 1200 أسير فلسطيني محرّر مقابل الجندي الإسرائيلي “جلعاد شاليط”.

“إنّ قصتنا قصة فلسطينية مريرة لا مكان فيها لأكثر من حب واحد.. وعشق واحد”.

في مقدّمة روايته كتب بالحرف: “هذه ليست قصتي الشخصية، وليست قصة شخص بعينه، رغم أنّ كل أحداثها حقيقية”.

يكاد يلامس النص الروائي تجربة حياته، وطبيعة شخصيّته، وينير المحطات الرئيسية التي مرّ بها وأثّرت فيه.

تحاكي الرواية في زمن جديد ومختلف عالم الأديب الفلسطيني الشهيد غسان كنفاني رغم اختلافهما السياسي والأيديولوجي، حيث ينتمي الأديب الراحل إلى اليسار.

ينطوي اسم الرواية نفسه على محاكاة أخرى وتأثّر واضح بأديب العربية الأكبر نجيب محفوظ صاحب عبارة “الشهد والدموع”، التي اتخذها المؤلف التلفزيوني أسامة أنور عكاشة عنوانًا لواحد من أشهر مسلسلاته.

تبدأ أحداث الرواية شتاء 1967، قبل نكسة 5 يونيو واحتلال غزّة، التي كانت تحت الإدارة المصرية.

الراوي من عمر المؤلف نفسه، الذي ولد عام 1962. كلاهما في الخامسة من عمره.

ينتمي بطل الرواية إلى بلدة “الفالوجا” في الأرض المحتلة منذ عام 1948 قبل أن تضطر بترهيب السلاح للهجرة القسرية إلى غزّة.

لا تنتمي عائلة “السنوار” إلى “الفالوجا” بل إلى “مجدل عسقلان”. كان اختيار المؤلف لـ”الفالوجا” مقصودًا لاستكمال الصورة الدرامية والتاريخية، حيث حوصرت بتلك البلدة الكتيبة السادسة من الجيش المصري، التي كان جمال عبد الناصر رئيس هيئة أركانها.

في عام 1967 أبدى الراوي، الذي يكاد أن يكون “السنوار” نفسه، محبة غامرة للجنود المصريين.. وكيف أنهم كانوا ينادون على الصبية من عمره ليعطونهم بعض الحلوى.

بدا ذلك التفاتًا رمزيًا لحضور الجندي المصري في ذاكرة غزّة.

بتفاصيل إنسانية تطرّقت الرواية إلى الحياة في المخيمات كبشر لا كملائكة.

“الناس في المخيمات مثل كل الناس، رغم بؤسهم وشقائهم، يحيون ويعشقون ويعيشون الحياة كما غيرهم”.

بصورة ما تلامس تلك النظرة الإنسانية في عمقها ما أنشده الشاعر الفلسطيني الأكبر محمود درويش:

“ونحن نحب الحياة.. إذا ما استطعنا إليها سبيلا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب