افران المحرقة فتحت ابوابها تلتهم الغزيين ! فماذا تسمونها؟
بقلم مروان سلطان
2.12.2024
هي دعوة الى اللغويين واصحاب المفردات ان يمدونا بمفردات اللغة ان يسمونها لنضيف الى معاجم اللغة مفردات العنف الذي تتعرض له قطاع غزة في مواجهة العدوان عليها. لقد اطلقوا على الامراض المعدية والتي تنتشر على نطاق دولي واسع بالجائحة ، واطلقوا على ما تعرض عليه يهود اوروبا من محرقة بافران الغاز ” بالهولوكوست”. فماذا نسمي الافران الملتهبة الهابطة من السماء لتحترق الارض بما فيها؟. وهذا ما حدث ويحدث في غزة.
احد ميزات ما تتعرض له غزة في هذا العدوان هو البث التلفزيوني الحي والمباشر عبر الفضائيات ونقل حي لمن ينجو او من يموت او ما تدمره تلك القذائف من بيوت وابراج سكنية واحياء على رؤوس ساكنيها من الاطفال والنساء والشيوخ.
الحديث اليوم عن ما لا يقل عن مائة الف مصاب بين شهيد وجريح ومفقود في هذه الحرب، وعدى عن النازحين الذين يقدر عددهم باكثر من مليون ونصف المليون من النا حين تارة الى الجنوب وتارة الى الوسط وهكذا وبين هذا وذاك ، يرتقي الشهداء ويسقط الجرحى. لقد تسببت هذه الحرب بصعوبة في نقل الجرحى الى المشافي ، وصعوبة في علاجهم، والاصعب في دفن الموتى في مدافن تليق بهم، والبعض الاخر لم يحظى بالدفن فقد ظل مقبورا تحت الانقاض لصعوبة اخراجهم لقلة العتاد ، والقصف الجوي الاسرائيلي للاحياء والمنازل.
من الفظائع التي سيصعب السيطرة عليها بعد انتهاء الحرب هي تلك الامراض النفسية الت احد مسبباتها الحرب ، لقد تعرض الاطفال والنساء في اشبه ما يسمى بالهلوسة ، وهي امراض نفسية سببتها التفجيرات والسنة النيران وهدم المنازل والاحياء وهذا المشهد برمته الذي يتنافى مع العقيدة الانسانية برمتها.
المشهد برمته مهول ومرعب ومخيف لا يتصوره عقل بشر ، حمم من السماء تمطر ارض غزة بلا رحمة او هواده، تشتعل الارض نارا باشكال مختلفة بهدف تدمير الاحياء والحجر والشجر والبشر. وهذ الوصف الاقل وما تمكنا من رؤيته عبر شاشات التلفاز، ووسائل التواصل الإجتماعي. على الارض لا ترى الا الدمار في كل شئ وكان غزة لم تكن ، لقد ارادوا محو الجغرافيا. والديموغرافيا،
والطبوغرافيا، لقد ارادوا لغزة ان يبتلعها البحر ولكنها باقية .
لقد افرزت الحرب هذه عدى عن القتل والتدمير ، الجوع والعطش ، شبح “المجاعة” يتهدد القطاع بسبب الحصار المشدد الذي تفرضه اسرائيل على قطاع غزة وفرضت منذ اللحظة الاولى للحرب حصارا على منع الغذاء ، والماء، والدواء ، والوقود. مما تسبب في كوارث انسانية حقيقية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة وقد تصل الى ما يسمى بجرائم حرب لتلك الجرائم في هذه الحرب. وقد تمتد هذه الجرائم الى نية الجانب الاسرائيلي الى تهجير ما يربو على مليون مواطن من غزة واعادة توطينهم في مناطق اللجوء التي قد تقبل بهم فيما التهجير الطوعي اي لمن يرغب في الهجرة. لقد افرزوا لهذا الشان طاقما يتراسه ” توني بلير” رئيس وزراء بريطاني الاسبق ، ورئيس ما يسمى بالرباعية الدولية”، لما يسمى بالتهجير الطوعي لسكان قطاع غزة .
ولكن اليس هدم المنازل والمستشفيات والاحياء السكانية والمدارس والجامعات تهجير قسري، وتحت استخدام النار في دفع المواطنين نحو الحدود مع مصر تهجير قسري فاين هو الطوعي؟ وكيف يكون شكل القسري وفق مبادئهم؟.
هذا كله او بعضه لا يمكن ان اطلق عليه اسم محرقة فهو يتعدى ذلك ولا الهلوكوست فهو امر من ذلك . من المؤكد ان لها الاسم المناسب الذي لا اعلمه……
يجب الا يهدء الشارع العالمي حتى تتوقف هذه الحرب المسعورة، ويجب ان يكون ضغطا متواليا من اجل وقف الحرب واتونها.
حمى الله غزة واهلها.