مقالات

العدميون وأهوال الحرب بقلم أ.احمد مختار البيت

بقلم أ.احمد مختار البيت-السودان -

العدميون وأهوال الحرب
بقلم أ.احمد مختار البيت
#الهدف_أراء_حرة
اولا:-
(ماذا لو أن الحاجب ينمو تحت العين
أو أن شعرا ينبت بين الشفتين
ماذا لو أن إنساناً يصبح بين الناس إثنين
ماذا لو أن جليداً ينزل في الخرطوم عز الصّيف
أو أنّا ننهر في رمضان الضّيف
لا شيء…فهذا زمان الزّيف
زمان تغيّر فيه طبع الناس
تغيّر فيه حتى الاحساس
فحقير الأمس اليوم أمير
وأمير الأمس اليوم حقير
وجمال كان يشدّ عُرى قلبين
أضحى قبحاً وقذىً في العين
والخير سمعنا عنه ولكن أين
كلمات دحرجها الحكماء زمان من قمة مجد الإنسان
سقطت فوق رؤوس المخلوقات صخور
فانكسر اللحن على شفة عصفور
شاب الطفل على مهد مسحور
مات النور
وأنا بين بصيص الأمل الرابض في أعماق النفس وأمواج الديجور
أبحث عن مجد الإنسان
عن قمة مجد الإنسان)
شاعر مجهول.
ثانيا:-
ما عادت الكلمات تعبر عن معانيها، أو تؤثر في نفوس السودانيين، بعد أن انفصل القول عن العمل، وأصبح في مقدور اللص أن يصور نفسه بطلا، والسارق ينصب نفسه شريفاً، وكل خائن متحدثاً في وسائط الميديا والفضائيات العالمية، عن الوطن والشرف والنزاهة والحقوق، وانطبق علينا بيت الشّاعر أحمد شوقي المشهور :
إذا أصُيب القوم في أخلاقهم … فأقم عليهم مأتماً وعويلا…
وها هو العالم يقيم علينا مأتماً وعويلا، حيث شمّتنا في أنفسنا و في بلادنا الأعداء وأشفق علينا الأصدقاء، وفقدنا احترام الأشقاء واحتارت شعوب العالم في سلوكنا، وتناقض تصرفات بعضنا، ننجز ثورة سلمية متفردة أدهشت العالم في وعيها وعنفوانها ومثابرة ثوارها على بلوغ غاياتها، وتشتعل من بين منعطفاتها حرب ضروس، تتجاوز كل السقوف الأخلاقية للحروب في الكون، وتتجاوز تقاليد كل الصراعات والنزاعات في الدول، ويرعى آخرون الأحقاد والكراهية والعنصرية والجهوية، كأننا نعيش في القرون الوسطى، وتتمد المؤامرة، بتدخل محاور إقليمية ودولية بأطماع شرهة ظاهرة ومستترة، والعالم بمنظماته وهيئاته العديدة والمتعددة يتفرج في الجريمة المركبة والمأساة الدامية، والكارثة الإنسانية غير المسبوقة، منذ الحرب العالمية الثانية، هل ما يجرى مصادفة؟ هل الصهuيونية والماسونية بعيدة عن الحروب الدائرة في مجتمعنا وأخلاقنا ومواردنا ومنظماتنا ما قبل الاستقلال في 56م؟ صحيح الأمر بأيدينا حتى لا نتهم بالهروب للأمام من أزماتنا، ولكن معرفة أطراف الحرب الظاهرة والمستترة ضرورة، حتى لا ندور في الحلقة المفرغة، فالحرب ليست بالبندقية وحدها، فقد تعددت الحروب في السودان وتنوعت أساليبها، والمواطن العادي مذهول مما جري ويجري.
ثالثا:-
واستنطاق كتب التاريخ وتقليب أوراقه القديمة والجديدة، يؤكد أن المصالح الشخصية والخيانة وضيق الأفق هى التي كانت وراء كل الانتكسات الوطنية في تاريخنا، ومازالت تتجذر في ممارسات بعض القوى السياسية والمنظمات الفئوية والأجهزة العسكرية، وهي التي رهنت إرادة الوطن للمحاور الأجنبية، وكبلت انطلاق نهضته وأهدرت موارده وإمكاناته المهولة،واليوم أي دعوة لقبلنة المجتمع وخلق اصطفافات جهوية أو عنصرية أو مناطقية، تصب بالضرورة في مخطط الأعداء ومؤامراتهم، لنهب خيرات الوطن وتقسيم أرضه ومجتمعه، وإضعاف إرادته.
والقاعدة الاجتماعية تقول أن المتعصبين للقبيلة أو المنطقة أو الجهة، يخفون وراءهم ما يخشون افتضاحه، وما الضجيج الصاخب الذي يثيرونه سوى تغطية على أسرار وجودهم في تلك المجتمعات أو على تاريخهم غير المشرف، وهم عدميون في كل تلك المجتمعات، يعجبهم خراب الأوطان وخلط الأوراق وتداخل الخنادق، حتى لا تطالهم يد القانون ولا يبحث الناس في ماضيهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب