فلسطينمقالات

روحه فوق راحته: الدحدوح كرمز لفلسطين! القدس العربي

روحه فوق راحته: الدحدوح كرمز لفلسطين!
القدس العربي
قصفت آلة القتل الإسرائيلية، أمس الأحد، سيارة مدنية في منطقة ميراج في رفح، جنوب القطاع، الذي يُفترض أن يكون بين «المناطق الآمنة» حسب تعليمات جيش الاحتلال. كانت السيارة تقلّ الصحافيين، حمزة الدحدوح، ومصطفى الثريا مما أدى إلى مصرعهما فورا، وهو ما رفع عدد الصحافيين الشهداء منذ بدء العدوان على غزة إلى 109. حمزة هو نجل وائل الدحدوح، مراسل قناة «الجزيرة» في قطاع غزة، ويمثل اغتياله متابعة لإبادة عائلة الدحدوح، التي تعرّضت في 25 تشرين أول/أكتوبر الماضي إلى قصف في منزل نزحت إليه في مخيم النصيرات وسط القطاع، وهي أيضا إحدى المناطق التي طلب الاحتلال من سكان شمال القطاع التوجه إليها، مما أدى إلى استشهاد زوجته وابنه وابنته وفقدان عدد من أفراد العائلة. فضح الدحدوح أكاذيب الاحتلال حينها بالتأكيد على استهداف عائلته في منطقة بعيدة عن شمال غزة بعد أن طلب الاحتلال من الفلسطينيين إخلاءها، ورأى أن جيش الاحتلال يقوم بملاحقته لـ«ينتقموا منا بالأولاد. معليش». باغتيال ابنه البكر الذي كان «كل شيء بالنسبة لي» كما قال أبوه، توضّح حكومة الأشرار والتطهير العرقي والإبادة الجماعية والتوحّش المنفلت من عقاله إن غلّ إسرائيل على أصحاب الأرض أسوأ من قساوة حديد صواريخها ومدفعيتها وجنازير دباباتها. … ويوضّح الأخيار، المستضعفون الذين يرثون الأرض، من جهتهم، بمشاعر الدحدوح، الذي أصبح رمزا لفلسطين نفسها، أن الدموع التي يذرفها على ابنه هي «دموع الإنسانية التي تفرقنا عن أعدائنا». استشهد نجل الدحدوح، وهو صحافي مثله، في «يوم الشهيد» الذي يصادف 7 كانون ثاني/يناير من كل عام، والذي يستذكر فيه الفلسطينيون شهداءهم، وتحوّلوا بمجموعهم إلى أيقونة لشعب شهيد، ليس بقذائف جيش العنصرية الإسرائيلي وحدها، بل بتخاذل بعض الأنظمة العربية، التي تظهر أفعالها، لا أقوالها، أنها داعمة للحرب على الفلسطينيين، وكذلك بتواطؤ المنظومة الغربية الفاجر على قتله، بالدعم السياسي والعسكري والإعلامي. ودّع حمزة أباه، من دون أن يعرف، بكلمات مؤثرة وجهها له قبل يوم واحد من استشهاده مخاطبا إياه بـ«الصابر المحتسب» ومطالبا إياه بألا ييأس «ولا تقنط من رحمة الله وكن على يقين أن الله سيجزيك خيرا لما صبرت». تعزّي «القدس العربي» الشعب الفلسطيني الشهيد، وتخص الدحدوح، «الصابر المحتسب» وتستذكر في هذه الواقعة كلمات الشاعر الفلسطيني الراحل إبراهيم طوقان: لا تسل عن سلامته ـ روحه فوق راحته».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب