
السيسي: نهضة إثيوبيا لا تعني إهدار حقوقنا… نتنياهو يعجل بنهاية إسرائيل: أنا ومن بعدي الطوفان
القاهرة ـ لاستقطاب الرافضين التخلي عن منازلهم في جزيرة الوراق، لجأت الحكومة لإلقاء الضوء على المزايا التي سيتمتع بها الذين وافقوا على الإسكان البديل، اذ أعلنت وزارة التضامن الاجتماعي الانتهاء من تأثيث وتجهيز وفرش 192 وحدة سكنية في حدائق أكتوبر، ومطار إمبابة بديلة لسكان جزيرة الوراق، الذين اختاروا الانتقال لسكن بديل، حيث تستهدف الوزارة زيادة هذا العدد إلى 800 وحدة سكنية خلال العام الحالي. وصرحت نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي، بأن عدد الوحدات السكنية التي تم الانتهاء من تأثيثها وفرشها تنفيذا للمبادرة الرئاسية لإنشاء وتطوير مناطق سكنية بديلة لسكان العشوائيات، منذ انطلاقها عام 2016 حتى مارس/آذار 2023 بلغ 21 ألفا و624 وحدة سكنية تقع في 12 منطقة سكنية، وبتكلفة إجمالية بلغت نحو 756 مليونا و193 ألف جنيه. وأكدت القباج أن اللجنة الوزارية المعنية بتأثيث وحدات السكن البديل للعشوائيات، التي تتولى رئاستها، وتضم في العضوية وزارة الإسكان وهيئة الرقابة الإدارية، وصندوق تحيا مصر وصندوق التنمية الحضرية، ومحافظتي القاهرة والجيزة، تحرص على اختيار أفضل العروض للمشاركة بمبادرة التأثيث، من حيث تنافسية السعر والجودة، وأيضا مشاركة أكبر عدد ممكن من الشركات والجمعيات المصرية العاملة في قطاعي الأثاث والأجهزة الكهربائية المنزلية، ووفق الاحتياجات الفعلية للأسر المصرية، حيث تولي القيادة السياسية أهمية خاصة لهذه المبادرة، لتقديم أفضل الخدمات للأسر المستفيدة من الفئات الأولى بالرعاية في المجتمع.
ومن أخبار مؤسسة الرئاسة: قال الرئيس السيسي، إن مصر لديها رؤية لتعزيز حقوق الإنسان، تعتمد على الارتقاء بحياة المواطنين. وفي سياق موازٍ أكد السيسي أهمية التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم لعملية ملء وتشغيل سد النهضة، وأن مصر لا تعارض جهود التنمية الإثيوبية، بما لا يحقق الضرر للمصريين. ومن التصريحات المثيرة للجدل: قال وسيم السيسي الباحث في الحضارة المصرية القديمة، إن الدراسات أثبتت أن جينات المصريين مسلمين ومسيحيين «واحدة» بنسبة 97%. وأضاف، أن الدراسات كشفت أيضا أن نحو 88.6% من المصريين لديهم جينات تعود للملك توت عنخ آمون، واصل المؤرخ المثير للجدل تصريحاته مؤكدا أن الأهرامات كانت موجودة قبل النبي إبراهيم بنحو 1400 سنة، مشيرا إلى أن المصريين هم بناتها.
ومن الأخبار التي استقطبت اهتمام البعض: أكد خبراء الأرصاد الجوية، أن ما يتم تداوله بشأن أن عاصفة ستجتاح البلاد خلال الساعات المقبلة، عارٍ تماما من الصحة، وأن حالة عدم الاستقرار وسقوط الأمطار متفاوتة الشدة تكون بسبب منخفض جوي يضرب البلاد. ومن أخبار الساحرة المستديرة: كشف مصدر في نادي الزمالك، آخر تطورات تسريب عقود لاعبي الفريق الأول لكرة القدم في النادي، مؤكدا أن عقود اللاعبين تكون عبارة عن 4 نسخ مع النادي واتحاد الكرة واللاعب والمنطقة التابع لها النادي، مشيرا إلى أن من يقوم بتسريب العقود يتعمد تسريبها بعد كل هزيمة للفريق. وتابع: “ليس من المنطقي أن يسرب النادي ولا اللاعب العقود”، وأشار إلى أن هناك جهتين تملكان نسخا من العقود هي اتحاد الكرة ومنطقة الجيزة لكرة القدم، وأوضح مسؤول في القلعة البيضاء أن النادي سيتقدم ببلاغ للنائب العام بسبب تسريب عقود اللاعبين.
رابحون من المصالحة
يرى عماد الدين حسين في “الشروق”، أنه إذا خلصت النوايا، ولم تحاول القوى الخاسرة عرقلة المصالحة السعودية الإيرانية، فإن الرابح الأول سيكون شعوب المنطقة وشعبي البلدين. المصالحة تعني أن تتفرغ الدولتان للتنمية وتحسين حياة مواطنيها، بدلا من التوسع في شراء الأسلحة التي تلتهم جزءا كبيرا من ميزانيتي الدولتين. تابع الكاتب: الكاسب الثاني سيكون الشعب اليمني، لأنه من المنطقي أن تنعكس هذه المصالحة، على الحرب اليمنية، باعتبار أن السعودية هي الداعم الأول والأكبر للشرعية اليمنية، وإيران هي الداعم الأول والأكبر لجماعة الحوثيين، التي تسيطر على أجزاء مهمة من الأراضي اليمنية، بما فيها العاصمة صنعاء. لو أن هذه المصالحة أدت إلى اتفاق حقيقي في اليمن فستكون قد حققت إنجازا كبيرا. الكاسب الثالث ستكون سوريا، فإيران هي الداعم الثاني بعد روسيا لحكومة الرئيس بشار الأسد، ولديها قوات وميليشيات هناك، والسعودية ساندت في بداية الأزمة السورية القوى المناوئة للحكومة، لكنها وبعد الزلزال الأخير لمحت إلى إمكانية عودة سوريا للجامعة العربية. وبالتالي فإن هذه المصالحة قد تسرع من إمكانية عودة سوريا للجامعة، وبدء إنهاء المأساة السورية المستمرة منذ مارس/آذار 2011. الكاسب الرابع سيكون لبنان، فإيران هي الداعم الأول والأكبر لحزب الله صاحب الكلمة العليا في السياسة اللبنانية منذ اغتيال رفيق الحريري عام 2005، والسعودية كانت المتضرر الأكبر من هذا الحادث باعتبارها الداعم الأكبر لآل الحريري، ولسنة لبنان، الذين تضرروا هم وغالبية الطائفة المسيحية من هيمنة حزب الله على القرار السياسي والأمني. هذه المصالحة الأخيرة قد تساهم بقوة في بدء حل المعضلة اللبنانية التي كانت آخر تجلياتها الشغور الرئاسي بعد نهاية فترة الرئيس ميشال عون ورفض السنة وغالبية الموارنة لمرشح حزب الله سليمان فرنجية، إضافة للمساهمة في حل المشكلة الاقتصادية هناك، التى تفاقمت بشكل يصعب تخيله.
في انتظار الثمار
الكاسب الخامس من المصالحة وفق ما يرى عماد الدين حسين سيكون العراق، لأن هذه المصالحة قد تلعب دورا في التقريب بين القوى المدعومة من إيران، التي صارت اللاعب الأكبر في الساحة العراقية منذ الغزو الأمريكي عام 2003. وبقية القوى السياسية خصوصا السنة وبعض القوى الشيعية التي تريد أن يعود العراق فاعلا أساسيا في المنطقة العربية، بدلا من محاولات البعض جعله تابعا لإيران. وللموضوعية فإن الحكومات العراقية الأخيرة خصوصا حكومتي مصطفى الكاظمي ومحمد شياع السوداني، تحاول جاهدة الانفتاح على العالم العربي، ولعبتا دورا مهما في الوساطة بين السعودية وإيران، لكن من المفارقات أن الأضواء كلها ذهبت للصين التي استضافت المفاوضات الأخيرة، والتي أثمرت عن إعلان المصالحة من بكين وليس من بغداد أو العاصمة العمانية مسقط. الكاسب السادس هو شعوب ودول الخليج التي عانت كثيرا من محاولات الهيمنة الإيرانية المتتالية، واضطر بعضها إلى طلب الدعم والحماية من قوى إقليمية ودولية مختلفة لمواجهة التهديدت الإيرانية. المصالحة يفترض أن تقود لمصالحات أخرى كثيرة أهمها المصالحة الإيرانية مع الإمارات، ورغم استئناف العلاقات بين طهران وأبوظبي لكن المصالحة الأخيرة قد تنزع الفتيل المشتعل دوما على خلفية أزمات كثيرة أهمها احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث وهي، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى. كما قد تساهم في تحسين العلاقات المتوترة دوما مع البحرين، حيث كان لإيران دور كبير في زعزعة الاستقرار بدعم بعض القوى الموالية لها، خصوصا بعد عام 2011، وهو الأمر الذي أدى لتدخل سعودى فاعل أوقف المخطط في لحظة فاصلة. وربما تؤدي هذه المصالحة إلى التسريع في عودة العلاقات بين مصر وإيران المقطوعة منذ قيام ثورة إيران عام 1979، خصوصا أن أحد أسباب استمرار قطع العلاقات كان الاعتراض المصري على التدخل الإيراني في شؤون دول الخليج. وبالطبع فإن أحد أكبر الرابحين هو الصين، التي نجحت في إنجاز هذه المصالحة مدشنة بداية دور عالمي فاعل لها، في منطقة كانت حكرا على الولايات المتحدة وقبلها بريطانيا.
الأيام ستكشف النوايا
سيبقى الاختبار الحقيقي لاتفاق السعودية وإيران على عودة العلاقات الدبلوماسية يكمن من وجهة نظر عمرو الشوبكي في “المصري اليوم” في قدرته على حل تدريجي للملفات العالقة بين الجانبين، وعلى رأسها الملفان اليمني واللبناني. والحقيقة أن هناك حالة من الراحة والإعجاب بالاتفاق وآفاقه عربيّا، وهناك حالة من الاحتفاء بين أنصار إيران أو ما يُعرف بـ«جمهور الممانعة»، خاصة لبنان والعراق واليمن. وقد بدا لافتا ترحيب الناشطين المؤيدين لإيران في أكثر من ساحة عربية على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث رفع تقديرهم للعودة إلى الساحة السياسية الإقليمية بمساحة أوسع، واتخذ شكل الترحيب بالتأكيد على انعكاس الاتفاق على «أمن واستقرار المنطقة». ولطالما شعر الناشطون المؤيدون لإيران بعزلة إقليمية لأن مساحة التحرك ظلت مُقيَّدة بدرجة كبيرة، ومُحاصَرة بانتقادات واسعة جاءت أحيانا من الداخل الإيراني المعارض لسياسة الإنفاق على الأذرع الإيرانية، ومرارا من الخارج اعتراضا على سياسات طهران في المنطقة، واتهامها باستخدام أذرعها للتمدد والهيمنة. وقد انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي عقب الاتفاق جملة «نستبشر خيرا»، فتناقلها المتفاعلون العراقيون واللبنانيون واليمنيون وغيرهم، فالاتفاق أضاء النفق الصعب لهذه البلدان، التي عانت الحرب والانقسامات الأهلية والمجتمعية، وكان أحد أسبابها تزايد حدة الانقسام والمواجهة بين المملكة العربية السعودية وإيران. وقد عبّر اليمنيون باختلاف انتماءاتهم عن سعادتهم واستبشارهم بالاتفاق، آملين أن يُنهى الحرب الدائرة بين جماعة الحوثي المدعومة من إيران، وقوات الشرعية المدعومة من السعودية، بما يعني فتح الطريق أمام إيجاد تسوية بين طرفي الصراع، بعد تفاهم مَن يرعونهما على حل خلافاتهما بالطرق الدبلوماسية. أما الشارع العراقي، المُنهَك بتجاذبات سياسية، عمّقتها الخلافات بين السعودية وإيران، فاعتبر الاتفاق عاملا إيجابيّا لتأمين الاستقرار في الداخل العراقي، وإعادة للتوازن، بعد التذمّر الشعبي من الهيمنة الإيرانية. أما لبنان، فقد شهد القسم الأكبر من التفاعل حول الاتفاق، واشتعلت المنصّات بالخبر والترحيب به، فالسعودية وإيران لاعبان أساسيان في السياسية الداخلية اللبنانية من جهة، ومن جهة أخرى تشكل السعودية مرجعية لفئة كبيرة من السُّنة، ولها أيضا حلفاء من الطوائف المسيحية، كما تشكل إيران مرجعية لفئة كبيرة من الشيعة. واعتبر المتفاعلون اللبنانيون الاتفاق مفتاحا لحل الأزمات السياسية اللبنانية، وعلى رأسها إجراء الانتخابات الرئاسية، وحل الأزمة الاقتصادية، بعودة الاستثمارات الخليجية إلى لبنان، بعد أن توقفت اعتراضا على ما وُصف بـ«هيمنة حزب الله». لا شك في أن الاتفاق المُبرم ستكون آثاره مهمة على ملفات عالقة في المنطقة، وعلى رأسها اليمن والعراق ولبنان وسوريا.
الصينيون قادمون
قد يعطي العنوان أعلاه والذي اختاره الدكتور أسامة الغزالي حرب في “الأهرام”، انطباعا بالمشابهة مع فيلم كوميدي أمريكي شهير «الروس قادمون»، ظهر في عام 1966، في قلب حقبة الحرب الباردة، أي منذ ما يقرب من ستة عقود، يدور حول تصور جنوح غواصة روسية قرب إحدى الجزر الأمريكية، ما دفع قائدها إلى إرسال مجموعة من بحارتها للنزول إلى شاطئ الجزيرة طلبا للمساعدة، إلخ. تابع الكاتب، غير أنني أتحدث هنا عن أمر آخر تماما، جاد ومثير للغاية، ولا علاقة له على الإطلاق بالكوميديا ولا بروسيا أو أمريكا، وإنما بالاتفاق الذي تم أخيرا بين المملكة العربية السعودية وإيران بوساطة صينية نعم… بوساطة صينية، أي ليست أمريكية ولا أوروبية ولا روسية. الاتفاق بين السعودية وإيران في ذاته، تطور شديد الأهمية بلا شك وله دلالاته ونتائجه المهمة، التي لا تخفى على أي محلل لشؤون الشرق الأوسط، لكن الأهم في تقديري أنه تم هذه المرة بوساطة الصين. ففيما يتعلق بمضمون الاتفاق، يثير التساؤل: هل ينهي فعليا سنوات طويلة من العنف والحرب، بين قطبي الإسلام السني والإسلام الشيعي. لقد قيل إن إيران التزمت بهذا الاتفاق بالتوقف عن دعم الجماعات المتشددة، في الحرب التي تشنها بالوكالة ضد السعودية في اليمن من خلال دعم الحوثيين هناك، التي سعت الإدارة الأمريكية لوقفها، لكن هذا المسعى الأمريكي الذي تم بعد سقوط ما يقرب من 380 ألف قتيل، سواء من جراء الحرب أو الجوع أو الأمراض في اليمن، فضلا عن استهداف صواريخ الحوثيين مواقع حساسة في السعودية، لم يفلح في وقف الصراع بالوكالة في اليمن. غير أن رعاية الصين للاتفاق الجديد يشير إلى حقيقة الدور المحوري الجديد، الذي أخذت تلعبه في العالم اليوم، والذي يستند إلى عناصر عديدة تتجاوز بكثير القوة العسكرية، وتتعداها إلى المجالات التكنولوجية والعلمية شديدة التقدم والتعقيد. هل سوف تصبح الصين هي القوة العظمى الأولى في العالم؟ سؤال مشروع ينتظر الإجابة.
محنة أردوغان
نتحول نحو المشهد التركي الذي تغلب عليه السيولة السياسية وفق ما أشار إليه عبد الله السناوي في “الشروق”: المعارضة تعتقد أن فرصتها حانت لإزاحة أردوغان عن السلطة، وهو يراهن على صورته كـ«رجل قوي» بوسعه أن يتجاوز المحنة بأقل خسائر ممكنة، واثقا من شعبيته التي دعته إلى عدم تأجيل الانتخابات عن موعدها (14) مايو/أيار المقبل. التوظيف السياسي لمحنة الزلازل حادث لا محالة. هو نفسه استثمر سياسيا في زلزال آخر استبق صعوده إلى السلطة. دعواته المتواترة إلى عدم تسييس الزلزال في المعركة الانتخابية لا تعنى شيئا. لن يتوانى معارضوه عن تسييس الزلازل، وقد نجحوا بشق الأنفس في التوافق على مرشح رئاسي واحد باسم التحالف السداسي بأمل إزاحته. ذلك الأمل استدعى وحدة المعارضة حول مرشح واحد هو كمال كليجدار أوغلو، زعيم حزب «الشعب الجمهوري»، حزب مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس الجمهورية التركية، الذي يحوز حاليا الكتلة البرلمانية الثانية بعد الحزب الحاكم «العدالة والتنمية». لم يكن ذلك أمرا سهلا، استغرقت اجتماعات ومناوشات المعارضة وقتا طويلا حتى استقرت على مرشحها الرئاسي. الرغبة المشتركة الجامحة في إطاحة أردوغان جعلت التوافق ممكنا. كليجدار يفتقر إلى الكاريزما والقدرات الخطابية الملهمة، لكنه محنك وقدير، ويبدو بديلا مقنعا لأردوغان. المعركة الانتخابية ليست مضمونة هذه المرة. الملفات كلها مفتوحة أمام الرأي العام التركي والعالم العربي طرف رئيسي فيها. يدرك أردوغان أنه في حاجة ماسة إلى تصويب البوصلة السياسية والاستراتيجية بالانفتاح على مصر دون إغلاق جميع ملفات التنازع وأخطرها غاز البحر المتوسط وانفتاح مماثل على الخليج، بدواعي تنشيط الاقتصاد العليل وتخفيض درجة التوتر في الإقليم. الحقائق استدعت التغييرات في البوصلة التركية. الملف الليبي يكتسب خطورته من حجم التدخل التركي فيه والمصالح المرتبطة به.
لن يتركوها
سواء حصد أردوغان الانتخابات أو خسرها، فإن تركيا كما يتوقع عبد الله السناوي لن تخلي مواقعها في طرابلس، وسوف تظل لاعبا رئيسيا في أي مدى منظور في حسابات القوة والنفوذ والمستقبل. ربما يصبح التفاهم أسهل نسبيا إذا ما حصد كليجدار المنصب الرئاسي، لكن الخطوط الرئيسية تظل على حالها. بصورة أو أخرى فإن المعارضة التركية أميل من أردوغان للتهدئة مع مصر والخليج، حيث ظلت تنتقد على مدى سنوات انحيازاته إلى جماعة «الإخوان المسلمين» إثر إطاحتها من الحكم. تحت الضغط الداخلي المتواصل أبدى أردوغان استعدادا متصاعدا للتحلل من علاقاته مع الجماعة، والتخفف في الوقت نفسه من أثقال «العثمانية الجديدة»، وهو تعبير سياسي وأيديولوجي أطلقه أحد رفاقه التاريخيين، أحمد داود أوغلو، الذي انشق عليه وهو الآن طرف رئيسي في تحالف المعارضة. في أي حسابات سياسية كانت، الاتصالات والمساعدات العربية التي قدمت لتركيا للتخفيف من فداحة الزلازل تعبيرا عن التحسن في مستوى العلاقات وإشارة أنها صارت مفتوحة لبناء صفحة جديدة. سواء نجح أو أخفق أردوغان في السباق الانتخابي فإن هذا التوجه سوف يأخذ مداه. وقد يساعد التعاطف العربي الواسع مع الشعب السوري، الذي وجد نفسه شبه وحيد تحت صدمة الزلزال، إلى لفت الانتباه أن الوقت حان لإنهاء عزلة سوريا وتضميد جراحها. يلفت الانتباه في المتغيرات التركية توجهها المعلن لفتح صفحة جديدة مع دمشق، اجتماعات أمنية واستخباراتية شبه معلنة، اجتماعات أخرى دبلوماسية في موسكو على مستوى نواب وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا وإيران، تمهيدا لاجتماع على مستوى وزاري، ربما يستبق اجتماعا مقررا بين الرئيسين التركي والسوري. إذا ما أصبح كليجدار رئيسا فسوف يمضي أبعد من أردوغان في هذا المنحى التصالحي، فطالما انتقد بحدة بالغة المواقف والسياسات الرسمية في الأزمة السورية، وعلاقاته مع النظام السوري تتسم بشيء من الود والتفاهم. الملف الكردي يطرح نفسه لاعبا رئيسيا في الانتخابات، قد يميل الغرب إلى التخلص من «صداع أردوغان» وممانعته في ضم السويد وفنلندا إلى حلف “الناتو” على خلفية اتهامه للدولتين بإيواء وحماية جماعات كردية يصنفها على أنها إرهابية. الأهم أن ندرك ما يحدث حولنا في الإقليم المضطرب ومواضع أقدامنا فيه.. وكيف نتصرف وفق مصالحنا العليا وحدها؟
فيلا صلاح
سواء كانت مسروقات فيلا محمد صلاح جهازي ريسيفير فقط أو كانت أثمن من ذلك.. في كل الأحوال والكلام لأحمد رفعت في “فيتو” سيتم التوصل إلى الجناة وسيلقون ما يستحقونه.. ومثل هذه الجرائم تحدث في أنحاء الدنيا كافة، ليس فقط في فيلا لا يقيم فيها صاحبها إلا على فترات طويلة، بما يلفت نظر المجرمين ويشجعهم على سرقتها، بل يحدث في دول كبيرة لمشاهير في المجالات كافة ولمستندات ووثائق لمؤسسات مهمة للغاية، لذا.. ليس ذلك هو المهم.. إنما تداعيات الحادث وتوظيفه من قوى تتربص بمصر وشعبها بكل حادث فيها وكل حادثة، وكل شاردة وكل واردة.. وقبل أيام طالبنا بتكريم محمد صلاح باحتفال يبدأ من السفارة المصرية في لندن سيؤدي إلى لفت أنظار الدنيا لنجم مصر، وبالتالي لمصر ذاتها والسياحة فيها والسفر إليها.. وهو المطلوب في مرحلة تحتاج إلى حشد كل عناصر القوة المصرية وتوظيفها لمصلحة بلادنا.. وطالب غيرنا بالتكريم لكنه وقبل أن يتم جرى ما جرى الآن.. ستكون النغمة في الإعلام الشرير أنه بدلا من تكريم الرجل سرقوه، وأنه هكذا نتعامل مع نجومنا وقوانا الناعمة إلخ إلخ. هذا يستلزم البحث عن معالجة عاجلة للحادث منفصلة عن مسألة عودة المسروقات.. نحتاج إلى تعامل سريع مع الموضوع ليس فقط يوضح ويشرح وإنما يقلب الموضوع كله في الاتجاه المقابل تماما وتخرج مصر منه رابحة.
داء الحكومة
عثرت الحكومة على من يدافع عنها، ايمن شعيب في “الأهرام”: الداء معروف، وهو ارتفاع الأسعار الناتج عن الأزمة الاقتصادية التي اجتاحت العالم بعد الحرب الروسية الأوكرانية، وما تبعها من تحالفات عالمية وحصار اقتصادي متبادل، وكان العالم على أبواب الخروج من الأزمة الناتجة من تفشي وباء كورونا الذي أدى إلى انهيار العديد من الأنظمة الصحية على مستوى العالم، بل إن هناك حدودا أغلقت، ودولا فرضت حظرا كاملا للتجوال في كبرى مدنها.. وهذا الداء الذي لا دخل للحكومة المصرية فيه من قريب ولا من بعيد، إلا أننا وبطبيعة العالم اليوم، تأثرنا كما تأثرت دول العالم المختلفة، وتأثر الاقتصاد المصري نتيجة لهذه التكتلات العالمية وعمليات الحصار الاقتصادي المتبادل، والتهديد في سلاسل التوريد والإمدادات العالمية، بل إن موانئ كبرى كانت متخصصة في تصدير الحبوب للعالم تم حصارها.. والداء الاقتصادي وما تبعه من ارتفاع أسعار مختلف السلع (التضخم)، وما نتج عنه من ضغط متزايد على العملة الصعبة لتوفير الاحتياجات الأساسية، الأمر الذي أثر بدوره في حلقات الإنتاج المحلي، ونتجت عنه زيادة تكلفة الإنتاج يوضح دخول العالم في منطقة الركود الاقتصادي، ومع الركود والتضخم يصبح لدينا داء اقتصادي يحتاج إلى تدخل الحكومة وتوفير العلاج لهذا الداء، بما يضمن استمرار معدلات النمو الاقتصادي.. والطرف الثالث في المعادلة وهو الأهم محدودو الدخل، الذين يقع على عاتقهم جانب كبير من الآثار السلبية لهذه الأزمة الاقتصادية. هذا هو الداء ببساطة وأرجو ألا يكون تبسيطا مخلا. أما عن الدواء فهو شقان، الأول سريع المفعول ويخاطب مباشرة محدودي الدخل ليخفف الآثار الناجمة عن هذه الأزمة. وهذا ما أعلن عنه السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي في زيارته الأخيرة لمشروعات حياة كريمة في محافظة المنيا عندما وجه الحكومة باتخاذ عدد من الإجراءات السريعة تبدأ في تنفيذها من أبريل/نيسان المقبل وهي.. زيادة دخل الموظفين بقيمة ألف جنيه شهريا وزيادة الحد الأدنى للأجور وهي خطوة مهمة جدا لتخفيف أعباء زيادة الأسعار على محدودي الدخل بصورة مباشرة، وبصورة غير مباشرة تساهم في رفع القدرة الشرائية للمواطنين، فلا تجعل الاقتصاد المصري يدخل في دائرة الركود. والشق الثاني من الدواء هو العمل ثم العمل وزيادة معدلات الإنتاج.
لكي نبقى أحياء
نحن في حاجة شديدة وفق ما أشار إليه الدكتور وجدي زين الدين في “الوفد” إلى إحكام الرقابة الحكومية على الأسواق، لمنع التجار الجشعين من ارتكاب جرائمهم البشعة في حق المواطنين. وكذلك حتى لا يقع الناس فريسة للجشع، ويفعل التجار ما يشاؤون ويتجاوزون الحدود في حق الناس. ويجب ألا تقف الحكومة متفرجة على ما يحدث، دون اتخاذ موقف لوقف المهازل التي يرتكبها التجار في حق المواطن.. والتجار يزدادون في مهازلهم لإدراكهم الكامل أن الرقابة عليهم غير كافية، وحتى لو وقع تاجر تحت يد جهاز رقابي، فالعقوبة هزيلة وضعيفة.. والذي يثير الدهشة والاستغراب أن تكون هناك سلعة ما ازدادت قيمتها بشكل زهيد، إلا أن التجار يبالغون في رفع أسعارها بشكل يدعو إلى الحسرة والألم، فالرقابة الحكومية واجبة لضبط الأسعار، إضافة إلى ضرورة وجود التشريعات الكافية التي تعاقب الجشعين. أيضا لا بد من أن نتعامل مع ظاهرة ارتفاع الأسعار باعتبار أنها تحتاج من المواطنين سياسة جديدة تعتمد على الترشيد، والاكتفاء فقط بالضروريات التي يحتاجها المواطن. ولا بد كما قلت من قبل ضرورة التخلي عن هذا الإسراف الشديد في الاستهلاك سواء كان ذلك طعاما أو شرابا أو إفراطا في استخدام الخدمات المقدمة للمواطن. دور المواطن مهم جدا ليرد أيضا على ارتفاع الأسعار بمنطق آخر، يعتمد بالدرجة الأولى على التخلي عن الإسراف والعادات البالية التي تعتمد على البذخ في الطعام والشراب. لماذا لا يقوم المواطن بشراء الطعام الضروري الذي يكفيه فقط؟ يجب الانتهاء من ظاهرة البذخ والسفه في عمليات الشراء للسلع التي تفسد دون أن يتناولها تحت زعم التخزين.. ظاهرة العادات السيئة التي تمارسها الأسرة المصرية في تخزين السلع آن الأوان أن تختفي هذه طريقة خطيرة، وظاهرة سلبية في المجتمع وآن الأوان أن تزول في أسرع وقت. لماذا في ظل هذه الظروف الصعبة يشترى المواطنون كميات أكثر من احتياجاتهم؟ المفروض أن يرد المواطنون على ارتفاع الأسعار بالحصول على القدر الكافي الذي تحتاجه الأسرة، بعيدا عن البذخ الشديد الذي اعتادته الأسرة المصرية. شراء المواطن لاحتياجاته الضرورية بات واجبا وطنيا في ظل الظروف الحالكة التي تمر بها البلاد.
أوضاعهم مأساوية
أكد جمال عبدالرحيم الوكيل السابق لنقابة الصحافيين في زيارة لصحيفة “المشهد”، الأربعاء الماضي، أن نقابة الصحافيين تعيش وضعا مزريا وتتعرض لأشد حملة في تاريخها منذ إنشائها عام 1941 مؤكدا أن هذا يستلزم روحا جديدة وحضورا للجمعية العمومية للنقابة، حسبما نقل حديثه موقع “نبض”، والتقى عبد الرحيم في زيارته عددا من كتاب الصحيفة وعشرات من محرريها. وقال إن هناك مجموعة من النقاط المهمة التي يجب أن نتحدث فيها، فأنا ألاحظ منذ بداية الترشيحات الحديث الذي يركز على الخدمات، وأنا من البداية أقول إن النقابة مهنة في المقام الأول، ثم تأتي بعدها الخدمات، وأضيف أن الخدمات يحصل عليها المجلس القوي، فيجب أن يكون تركيزنا الأساسي على النقابة والمهنة. وأضاف نحن لسنا نقابة عمالية حتى يكون كل تركيزنا على الخدمات رغم أهميتها الشديدة وإنما نقابة مهنية بحكم الدستور، ومن يرى وضع النقابة الحالي يفضل أن ينام جائعا ولا يمس أحد كرامته أو يهينه. وأوضح ” نحن نتعرض لأشد حملة في تاريخ النقابة منذ إنشائها وحتى الآن، ما حدث الفترة الماضية في النقابة غير مقبول بالمرة، فلم يحدث أبداً أن عقد مجلس النقابة 5 اجتماعات أو 6 اجتماعات في سنتين، ولم يحدث أن مرّ أكثر من 30 يوما دون عقد اجتماع للمجلس، فقانون النقابة ينص على عقد اجتماع شهري على الأقل، وحينما لا ينعقد يعني هذا عدم احترام لقانون نقابة الصحافيين، وإذا لم أحترم قانوني الخاص، كيف يحترمنا الآخرون؟ فنقيب الصحافيين أو السكرتير العام لا يستطيع أن يسير في طريق بسرعة 121 كيلومترا احتراما لقانون المرور، وعقوبة عدم احترام قانون النقابة الإحالة للتأديب، ووضع نقابة الصحافيين في الفترة الماضية أصبح لا يسر عدوا ولا حبيبا.
هو أو الخراب
“ما يحدث في إسرائيل غير مسبوق”.. لم يكن الكيان الصهيوني كما قال جلال عارف في “الأخبار” منقسما من قبل بهذه الصورة، ولم تكن إسرائيل مكشوفة سياسيا أمام العالم كما هي اليوم. كل أكاذيبها عن المظلومية والحصار والتهديد لأمنها تنكشف فلا يبقى إلا وجهها الحقيقي وهي تقيم المذابح وتشعل «المحارق»، للشعب الفلسطيني، وتقيم دولة عنصرية لا ترى مصيرا للفلسطينيين إلا الإبادة أو التهجير من أرضهم التي تعيث فيها قطعان المستوطنين بممارساتها النازية التي لم يعد ممكنا إخفاؤها عن عيون العالم، الممارسات ليست جديدة فهذا هو طابع الكيان الصهيوني منذ نشأته، لكن الظروف تختلف، والأقنعة تسقط، وآلة القتل الإسرائيلية أصبحت في يد حكومة زعماء عصابات اليمين المتطرف، الذين يرون أنه لا مكان لفلسطيني أو عربي في ما يعتبرونه «أرضهم التاريخية»، التي تمثل كل أرض فلسطين مرحلتها الأولى، وهو ما يعني أن كل ما يجري في القدس والضفة الغربية ليس إلا بداية لمشروعهم الوهمي. وعلينا أن نراقب جيدا محاولاتهم للعودة إلى غزة من خلال مشروع قانون تم إعداده لإلغاء قرار «فك الارتباط»، مع غزة الذي سحب بمقتضاه شارون قواته العسكرية من هناك، وأبقى غزة تحت الحصار والسيطرة. الإسرائيليون من خارج عصابات اليمين المتطرف يدركون حجم الخطر الذي تمثله حكومة لا تؤمن إلا بآلة القتل وهلاوس التوسع، ولهذا تجتاح المظاهرات مدن إسرائيل ويصل عدد المتظاهرين إلى 200 ألف الأسبوع الماضي. الخلاف هنا لا يقتصر على محاولة نتنياهو تطويع السلطة القضائية لخدمة ما يريد، بل يتجاوزه إلى الكارثة التي يخشاها الجميع في ظل حكومة التطرف في الإرهاب والفساد معا، ولهذا لا يقتصر التظاهر على المعارضة، أو المهتمين بشؤون القضاء، بل يضم أيضا المفكرين وكبار الكتاب، والقادة السابقين في الشرطة والجيش، الذين وصل بهم الغضب إلى الدعوة العلنية إلى «التمرد»، على نتنياهو وحلفائه في حكومة زعماء عصابات التطرف اليميني لإجهاض «الانقلاب»، الذي يقوم به تحالف نتنياهو – بن غفير – الذين يرون أنه يذهب بالجميع إلى الكارثة.
القدر يعد مفاجأة
ربما والكلام ما زال لجلال عارف لم ينزعج نتنياهو كثيرا حينما حاصر المتظاهرون المكان الذي كانت فيه زوجته لساعات حتى تمكنت الشرطة من إخراجها. لكنه – بالتأكيد – انزعج عندما رفض عدد من ضباط الاحتياط الانضمام إلى وحداتهم بعد استدعائهم، وذهبوا – بدلا من ذلك – ليشاركوا في المظاهرات، وعندما حذره قادة الجيش من أن استمرار الأزمة يعني التوسع في «التمرد» وعندما بدأت الدعوة إلى «العصيان المدني»، تكتسب زخما جديدا بعد فشل كل محاولات إنهاء الأزمة وعندما يضطر إلى الطلب من وزير الدفاع الأمريكي أن يكون اللقاء به قريبا من المطار، لأن رئاسة الحكومة ومقر وزارة الدفاع يحاصرهما المتظاهرون في البحث عن مخرج للأزمة بدأت الأصوات تتصاعد بأن الحل لم يعد بيد نتنياهو بل يتجاوزه، وبدأت المطالبات باستقالته ضمن صفقة تضمن له ألا يدخل السجن، وتضمن لحزبه «الليكود»، أن يبقى على رأس حكومة جديدة. أهم من دعا لذلك الرئيس السابق في جهاز الأمن الداخلي «شاباك»، الجنرال ديسكين الذي حذر نتنياهو من «سيناريوهات الخراب»، إذا لم يقبل بفك التحالف مع الأحزاب المتطرفة وترك الحكم لتشكيل حكومة وحدة وطنية بقيادة «الليكود» ودون جماعات التطرف – على أن تكون هناك صفقة تضمن لنتنياهو إغلاق ملفاته الجنائية مقابل اعتزاله للحياة السياسية تماما. وطبيعي أن يرفض نتنياهو.. لكن إلى متى إذا كان حزبه «الليكود»، فيه الكثيرون ممن يخشون من نتيجة تسليم نتنياهو مفاتيح الحكم لدعاة الإرهاب مثل بن غفير، وتسيموتريتش على مصير حزب الليكود نفسه، وإذا كانت الصفقة تضمن لحزب «الليكود»، البقاء في رئاسة الحكومة، والتخلص من إرث الفساد بطي صفحة نتنياهو وإغلاق ملفاته الجنائية هو وزوجته، وإبعاد زعماء عصابات الإرهاب من مواقع السلطة قبل فوات الآوان في الماضي.. كان «نتنياهو» وغيره من رؤساء الحكومات الصهيونية يهربون من أزماتهم إلى الحرب المحدودة. ضامنين توحيد الصف الداخلي، ودعم القوى الراعية وفي المقدمة الولايات المتحدة. لكن الصف الداخلي الآن لن يتوحد وراء هذه الحكومة، وأمريكا تعبر عن «الاشمئزاز»، وترفض استقبال حكام إسرائيل، والعالم كله لا يتحمل استمرار الصمت على الممارسات النازية من حكومة الإرهاب والتمييز العنصري في الكيان الصهيوني. رحيل نتنياهو أو سيناريوهات الخراب.. هذا ما تواجهه إسرائيل بعد أن سقطت كل الأقنعة.
«القدس العربي»: