منوعات

غاي غريستنسن: جيل جديد من الأمريكيين يناصر فلسطين وشعبها في أحلك الظروف

غاي غريستنسن: جيل جديد من الأمريكيين يناصر فلسطين وشعبها في أحلك الظروف

نيويورك ـ يتشكل في الولايات المتحدة حليف إسرائيل الظالم ضد الشعب الفلسطيني، وكذلك في المجتمعات الغربية جيل جديد من الشباب الصاعد، يأخذ على عاتقه مناصرة القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني في هذه الظروف التاريخية المفصلية، وسط تخاذل أمريكي غير مسبوق مع المحتل الإسرائيلي ومناصبة الضحية من الشعب الفلسطيني كل العداء غير المبرر.
ولعل خير مثال على ذلك الشاب الأمريكي الوسيم غاي غريستنسن، ابن الثمانية عشر عاما، الذي يتحدث بجرأة وحماس مرتدياً الكوفية في بعض مقاطع الفيديو كتعبير بصري داعمٍ للقضية الفلسطينية.
الشاب بشعره البني المجعّد، وملامحه الطفولية، اشتهر بمقاطع الفيديو الساخرة، وبمواقفه الرافضة للظلم في الولايات المتحدة. يتابعه على «تيك توك» ثلاثة ملايين شخص، وعلى إنستغرام قرابة الـ 41 ألف شخص، وعلى يوتيوب أكثر من 4 آلاف شخص. يعرف باسم»يور فيفريت غاي» ولقبه «مونك» يستخدمه لسلسلة متكرّرة شعبية تسمّى «مونك إكسبلاين» ويستخدم الاستعارات لشرح أفكاره.
كان فهم غاي غريستنسن للقضية الفلسطينية ضعيفاً. ففي مقال له، يشرح كيف نمّى ثقافته حول الاحتلال الإسرائيلي ومعاناة الفلسطينيين. يقول: «لقد صُدمت عندما علمت بالمستوطنات الإسرائيلية غير القانونية في الضفة الغربية المحتلة، والعنف الذي تمارسه ضد الفلسطينيين، وما ينتج من ذلك من نزوح للأسر، وهدم المنازل بالجرافات، وقد ضرب ذلك على وترٍ حساس. هذا يذكّرنا باستعمار الأمريكيين الأصليين من قبل المستوطنين الإنكليز. وكانت أوجه الشبه مؤلمة، تطرح السؤال: لماذا لا يتم الحديث عن هذا الأمر؟ وبينما كنت أتنقل عبر بحر من المعلومات، اكتشفت معلومات عن نظام الطرق المعزولة في إسرائيل، والتصاريح المقيدة، وتقارير عن الانتهاكات على أيدي الجنود الإسرائيليين».
وبدأ الشاب يشكل نموذجاً للكثير من الشباب الأمريكي الداعم لفلسطين، ما يثير قلق داعمي الاحتلال في الولايات المتحدة.
الآن بات الشاب المغيب يفهم واقع قطاع غزة، ويتعرّف إلى قصة مليوني شخص مسجونين على قطعة أرض، نصفهم من الأطفال، تقيّد إسرائيل حصولهم على المياه والغذاء.
ذكّره حجم هذا الظلم بنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا. ويضيف «إنّ مشروع قانون الدولة اليهودية، الذي يسمح باستبدال الأسر الفلسطينية بأسر صهيونية، يقدم رواية أخرى عن الحقيقة المزعجة. لقد شكلت معرفة كل هذا، نقطة تحوّل جعلتني أتساءل عن أخلاقيات إسرائيل، وأفكر في أسئلة عميقة حول العدالة وحقوق الإنسان».
نقطة التحول الأساسية في موقفه، كانت بعد تلقّيه رسالة بالبريد الإلكتروني من منظمة صهيونية، تعرض عليه مبلغ 5 آلاف دولار للتعهد بدعم إسرائيل.
جاء ذلك بعدما نشر على حسابه على «تيك توك» فيديو يضيء على أوجه التشابه بين الاستعمار الأمريكي واستعمار فلسطين التاريخية.
وجاء في نص البريد الإلكتروني: «نحن نتابع المحتوى الخاص بك على تيك توك، ونقدّر شغفك بالشرق الأوسط. منظمتنا، التي تسعى إلى المساعدة في الفهم، تودّ أن تقدم لك فرصة الرعاية. لقد لاحظنا دعمكم للقضية الفلسطينية، ونحترم إخلاصكم في القضايا المهمة. ومع ذلك، نعتقد أنه قد يكون هناك سوء فهم وتصوّرات خاطئة في ما يتعلق بإسرائيل، وقد وقعتم في فخ أكاذيب الكلاب المسعورة. نحن على استعداد لنعرض عليك مبلغ 5000 دولار لبدء البث المباشر والتعهد بدعم بإسرائيل. نحن نهدف إلى تزويدك بالموارد والخبراء الذين يمكنهم جعلك ترى الحقيقة. إن صوتك مؤثر، ونعتقد أنه من الضروري عدم نشر أكاذيب الإرهابيين عن طريق المصادفة. ونحن نتطلع إلى العمل معاً لتعزيز المزيد من الحقيقة في العالم».
قال لقد أشعرني هذا العرض بالاشمئزاز. بعدها، نشر مقطعي فيديو على «تيك توك» يعيد مشاركة لقطة للرسالة، معلّقاً «لا يمكنك شراء دعمي للإبادة الجماعية، لا في مليون سنة ولا حتى بمليون دولار». بعدها تواصل مع شركات الإعلام العملاقة مثل «فوربس» وصحيفة «وول ستريت جورنال» و»بي. بي. سي» لإجراء المقابلات وفضح ما حصل معه.
تعمّق فهمه لتاريخ القضية عبر وثائق تاريخية مثل تقرير «لجنة كينغ كراين» الذي نُشر في عام 1922، التي تفيد أن الصهيونية لا توجد «دون ارتكاب أخطر انتهاك للحقوق المدنية والدينية» للفلسطينيين، وتتوافق مع الحقيقة الصارخة، التي كان يكشف عنها. عزّزت الصور الآتية من غزة موقفه، وقصص الغارات القاتلة في الضفة الغربية المحتلة، والشهادات المباشرة للجنود الإسرائيليين في «كسر الصمت» (منظمة إسرائيلية مناهضة للاحتلال). وكانت الصورة المشتركة هي صورة القمع المنهجي والمعاناة التي يعيشها الفلسطينيون منذ عقود.
يرى غريستنسن أن الدفاع عن الفلسطينيين لا يعني فقط تحدّياً للرواية الإسرائيلية، بل أيضاً للقيود المتأصلة في السياسات الأمريكية. وكلما اكتشف المزيد من الطبقات، كلما عزز ذلك حاجته الملحة إلى كسر السردية الصهيونية المهيمنة.
أثّر غاي بأصدقائه، فقام عدد منهم بتثقيف أنفسهم حول القضية الفلسطينية، فيما اعترف له أحدهم بإحجامه عن التعمق في الموضوع، خوفاً من أن يؤدي فهم النضال الفلسطيني إلى مشاركته في معاناتهم، وهو شعور بدا حريصاً على تجنبه لأن الجهل أقل إيلاماً.
يؤكد غريستنسن أنّ «التزامي بالحقيقة يظل ثابتاً. لقد بدأت الرحلة للتو، لكنني مصمّم على إيصال أصوات المضطهدين، لأن قصصهم تكمن في إمكانية حدوث تغيير ذي معنى. وقد يكون العالم متحداً ضدهم، لكن ما دام هناك من يرغب في رفع صوته، فإن شعلة العدالة سوف تستمر في الاشتعال». يتشكل في الولايات المتحدة حليف إسرائيل الظالم ضد الشعب الفلسطيني، وكذلك في المجتمعات الغربية جيل جديد من الشباب الصاعد، يأخذ على عاتقه مناصرة القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني في هذه الظروف التاريخية المفصلية، وسط تخاذل أمريكي غير مسبوق مع المحتل الإسرائيلي ومناصبة الضحية من الشعب الفلسطيني كل العداء غير المبرر.
ولعل خير مثال على ذلك الشاب الأمريكي الوسيم غاي غريستنسن، ابن الثمانية عشر عاما، الذي يتحدث بجرأة وحماس مرتدياً الكوفية في بعض مقاطع الفيديو كتعبير بصري داعمٍ للقضية الفلسطينية.
الشاب بشعره البني المجعّد، وملامحه الطفولية، اشتهر بمقاطع الفيديو الساخرة، وبمواقفه الرافضة للظلم في الولايات المتحدة. يتابعه على «تيك توك» ثلاثة ملايين شخص، وعلى إنستغرام قرابة الـ 41 ألف شخص، وعلى يوتيوب أكثر من 4 آلاف شخص. يعرف باسم»يور فيفريت غاي» ولقبه «مونك» يستخدمه لسلسلة متكرّرة شعبية تسمّى «مونك إكسبلاين» ويستخدم الاستعارات لشرح أفكاره.
كان فهم غاي غريستنسن للقضية الفلسطينية ضعيفاً. ففي مقال له، يشرح كيف نمّى ثقافته حول الاحتلال الإسرائيلي ومعاناة الفلسطينيين. يقول: «لقد صُدمت عندما علمت بالمستوطنات الإسرائيلية غير القانونية في الضفة الغربية المحتلة، والعنف الذي تمارسه ضد الفلسطينيين، وما ينتج من ذلك من نزوح للأسر، وهدم المنازل بالجرافات، وقد ضرب ذلك على وترٍ حساس. هذا يذكّرنا باستعمار الأمريكيين الأصليين من قبل المستوطنين الإنكليز. وكانت أوجه الشبه مؤلمة، تطرح السؤال: لماذا لا يتم الحديث عن هذا الأمر؟ وبينما كنت أتنقل عبر بحر من المعلومات، اكتشفت معلومات عن نظام الطرق المعزولة في إسرائيل، والتصاريح المقيدة، وتقارير عن الانتهاكات على أيدي الجنود الإسرائيليين».
وبدأ الشاب يشكل نموذجاً للكثير من الشباب الأمريكي الداعم لفلسطين، ما يثير قلق داعمي الاحتلال في الولايات المتحدة.
الآن بات الشاب المغيب يفهم واقع قطاع غزة، ويتعرّف إلى قصة مليوني شخص مسجونين على قطعة أرض، نصفهم من الأطفال، تقيّد إسرائيل حصولهم على المياه والغذاء.
ذكّره حجم هذا الظلم بنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا. ويضيف «إنّ مشروع قانون الدولة اليهودية، الذي يسمح باستبدال الأسر الفلسطينية بأسر صهيونية، يقدم رواية أخرى عن الحقيقة المزعجة. لقد شكلت معرفة كل هذا، نقطة تحوّل جعلتني أتساءل عن أخلاقيات إسرائيل، وأفكر في أسئلة عميقة حول العدالة وحقوق الإنسان».
نقطة التحول الأساسية في موقفه، كانت بعد تلقّيه رسالة بالبريد الإلكتروني من منظمة صهيونية، تعرض عليه مبلغ 5 آلاف دولار للتعهد بدعم إسرائيل.
جاء ذلك بعدما نشر على حسابه على «تيك توك» فيديو يضيء على أوجه التشابه بين الاستعمار الأمريكي واستعمار فلسطين التاريخية.
وجاء في نص البريد الإلكتروني: «نحن نتابع المحتوى الخاص بك على تيك توك، ونقدّر شغفك بالشرق الأوسط. منظمتنا، التي تسعى إلى المساعدة في الفهم، تودّ أن تقدم لك فرصة الرعاية. لقد لاحظنا دعمكم للقضية الفلسطينية، ونحترم إخلاصكم في القضايا المهمة. ومع ذلك، نعتقد أنه قد يكون هناك سوء فهم وتصوّرات خاطئة في ما يتعلق بإسرائيل، وقد وقعتم في فخ أكاذيب الكلاب المسعورة. نحن على استعداد لنعرض عليك مبلغ 5000 دولار لبدء البث المباشر والتعهد بدعم بإسرائيل. نحن نهدف إلى تزويدك بالموارد والخبراء الذين يمكنهم جعلك ترى الحقيقة. إن صوتك مؤثر، ونعتقد أنه من الضروري عدم نشر أكاذيب الإرهابيين عن طريق المصادفة. ونحن نتطلع إلى العمل معاً لتعزيز المزيد من الحقيقة في العالم».
قال لقد أشعرني هذا العرض بالاشمئزاز. بعدها، نشر مقطعي فيديو على «تيك توك» يعيد مشاركة لقطة للرسالة، معلّقاً «لا يمكنك شراء دعمي للإبادة الجماعية، لا في مليون سنة ولا حتى بمليون دولار». بعدها تواصل مع شركات الإعلام العملاقة مثل «فوربس» وصحيفة «وول ستريت جورنال» و»بي. بي. سي» لإجراء المقابلات وفضح ما حصل معه.
تعمّق فهمه لتاريخ القضية عبر وثائق تاريخية مثل تقرير «لجنة كينغ كراين» الذي نُشر في عام 1922، التي تفيد أن الصهيونية لا توجد «دون ارتكاب أخطر انتهاك للحقوق المدنية والدينية» للفلسطينيين، وتتوافق مع الحقيقة الصارخة، التي كان يكشف عنها. عزّزت الصور الآتية من غزة موقفه، وقصص الغارات القاتلة في الضفة الغربية المحتلة، والشهادات المباشرة للجنود الإسرائيليين في «كسر الصمت» (منظمة إسرائيلية مناهضة للاحتلال). وكانت الصورة المشتركة هي صورة القمع المنهجي والمعاناة التي يعيشها الفلسطينيون منذ عقود.
يرى غريستنسن أن الدفاع عن الفلسطينيين لا يعني فقط تحدّياً للرواية الإسرائيلية، بل أيضاً للقيود المتأصلة في السياسات الأمريكية. وكلما اكتشف المزيد من الطبقات، كلما عزز ذلك حاجته الملحة إلى كسر السردية الصهيونية المهيمنة.
أثّر غاي بأصدقائه، فقام عدد منهم بتثقيف أنفسهم حول القضية الفلسطينية، فيما اعترف له أحدهم بإحجامه عن التعمق في الموضوع، خوفاً من أن يؤدي فهم النضال الفلسطيني إلى مشاركته في معاناتهم، وهو شعور بدا حريصاً على تجنبه لأن الجهل أقل إيلاماً.
يؤكد غريستنسن أنّ «التزامي بالحقيقة يظل ثابتاً. لقد بدأت الرحلة للتو، لكنني مصمّم على إيصال أصوات المضطهدين، لأن قصصهم تكمن في إمكانية حدوث تغيير ذي معنى. وقد يكون العالم متحداً ضدهم، لكن ما دام هناك من يرغب في رفع صوته، فإن شعلة العدالة سوف تستمر في الاشتعال».

ـ «القدس العربي»:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب