منوعات

الفرص الضائعة من كبار نجوم السينما صنعت مستقبل آخرين

الفرص الضائعة من كبار نجوم السينما صنعت مستقبل آخرين

كمال القاضي

كثيرة هي الفرص الضائعة من نجوم السينما والمسرح فما تم رفضه من أعمال وبطولات مُطلقة لم يكن المرشحون لها يتوقعون ما حققته من نجاح على المستوى الجماهيري والشعبي، وربما أذهلتهم المفاجآت فندموا على تهورهم وتسرعهم بالرفض لأجمل الأدوار وأكثرها بقاءً في ذاكرة السينما والمسرح والتلفزيون.
العينات في هذا الصدد لا يمكن حصرها عددياً فهي حالات تكررت على مدى سنوات العُمر للنجوم والنجمات ولأنها أكبر من أن تُحصى سنكتفي بالإشارة إلى أهمها.
على سبيل المثال دور نفيسة في فيلم «بداية ونهاية» رُشحت له في بادئ الأمر سيدة الشاشة فاتن حمامة وحاول المخرج الكبير صلاح أبو سيف إقناعها بالشخصية، خاصة أن البطولة كانت ستكون مشتركة بينها وبين عمر الشريف.
لكن النجمة الكبيرة رفضت بإصرار تجسيد الدور وتحفظت على سلوك البطلة التي غلبها الهوى وسقطت في براثن الرذيلة بعد أن خدعها الحبيب الأول فقضى على أحلامها وقادها إلى المصير المأساوي فانتهت حياتها بالانتحار بعد أن ألقت بنفسها في النيل.
الشخصية ذاتها جسدتها الفنانة سناء جميل التي كانت حينئذ ممثلة شابة تخرجت لتوها في المعهد العالي للفنون المسرحية ولها أدوار متميزة تنبئ بكفاءتها وتبشر بمستقبل فني متميز.
لم تتردد الممثلة الشابة في قبول الدور فقد رحبت به أيما ترحيب لأنه سيسمح لها بدخول عالم السينما الأوسع انتشاراً.
وبالفعل راهن عليها المخرج وكسب الرهان فأصبحت سناء جميل بعد هذا الدور وجه مألوف للجمهور وفي غضون سنوات قليلة وبالتحديد بعد تجربتها الثانية مع صلاح أبو سيف في فيلم «الزوجة الثانية» أمام صلاح منصور وسُعاد حسني صارت نجمة يُشار إليها بالبنان وظلت مدينة لدور نفيسة في بداية ونهاية بنجاحها ونجوميتها.
وفي فيلم «شباب امرأة» كان المرشح الرئيسي للبطولة أمام تحية كاريوكا هو رشدي أباظة فالقصة التي كتبها الكاتب أمين يوسف غراب وأخرجها للسينما صلاح أبو سيف كانت تستدعي وجود بطل مفتول العضلات يُمثل الفتوة في أجل صورها كي يكون جاذباً لشخصية البطلة شفعات التي أدت دورها تحية كاريوكا.
وقبل إخطار رشدي أباظة بترشيحه للدور طلبت تحية من المخرج استبداله بشكري سرحان فهو الأليق للدور من وجهة نظرها، كونه مُصدق في دور الفلاح الخام الساذج وحرياً به أن يتقمصه ويجسده بشكل أقوى كما جسد دوره الأهم في فيلم «ابن النيل». وبعد مداولات ومناقشات أفلحت كاريوكا في إقناع أبو سيف بصلاحية شكري سرحان للدور الذي صار أيقونة من أيقونات السينما المصرية وأكد الممثل الشاب آنذاك من خلاله نجوميته وتفوقه على نفسه.
وهناك فيلم آخر أسندت فيه البطولة للفنان الراحل نور الشريف وكان المُرشح للدور والبطولة من قبله هو نجم كرة القدم الشهير محمود الخطيب، هذا الفيلم هو «غريب في بيتي» وسر ترشيح المخرج سمير سيف للخطيب للقيام بالدور برغم عدم غوايته للتمثيل هي محاولة استثمار نجوميته كلاعب يتمتع بشعبية كاسحة داخل المستطيل الأخضر ورغبه في نقل نشاطه لعالم السينما، لكنه رفض مُتعللاً باكتفائه بنجاحه الكروي وخوفه من الفشل كممثل.
وفي مثال آخر يوضح فكرة الفرص الضائعة من بعض النجوم يتعين علينا ذكر فيلم «الحريف» الذي أسند فيه المخرج محمد خان في البداية دور البطولة للراحل أحمد زكي وطلب منه القيام بقص شعره وإنقاص وزنه ليبدو مُطابقاً للصورة المكتوبة في السيناريو لكن قوبل طلبه بالرفض، فأحمد زكي لم يكن مقتنعاً بضرورة قص الشعر فحدث بينهما خلاف وسوء تفاهم فاستبدله خان بعادل إمام الذي رحب بالدور والشخصية وبرع في تجسيدها فأضيف الفيلم إلى قائمة أفلامه الجماهيرية.
وعلى مستوى الأعمال التلفزيونية تنافس كل من عادل إمام ومحمود عبد العزيز على القيام بدور رأفت الهجان في المسلسل الذي يحمل نفس الاسم، ففي البداية ذهب السيناريو لعادل إمام وكان قد قدم مسلسله النوعي المهم دموع في عيون وقحة عن بطل المخابرات المصرية أحمد الهوان «أو جمعة الشوان» في وقت سابق وحقق نجاحاً باهراً فعهد إليه المخرج يحي العلمي بالدور المُشابه في المسلسل المذكور رأفت الهجان.
ونظراً لتردده أو رغبته في إجراء بعض التعديلات على السيناريو حسب ما ذُكر في حينه تم الاتفاق مع محمود عبد العزيز الذي اعتبر الدور فرصة لا يجب أن تضيع، فكان المسلسل وكان الدور وكان الصدى القوي الذي أحدثه والنجاح الذي استفاد منه محمود عبد العزيز كثيراً بعد ذلك.
من الأعمال المسرحية التي ساهمت في اكتشاف بطلها الأساسي مسرحية «ريا وسكينة» التي قام ببطولتها حمدي أحمد قبل أن يُسند الدور لأحمد بدير وتُسجل تلفزيونياً بأدائه فتُسلط عليه الأضواء ويتحول إلى نجم بعد نجاحه في دور الجاويش عبد العال.
وكذلك مسرحية «مدرسة المُشاغبين» أسند فيها دور الناظر لعبد المنعم مدبولي وبعد اعتذاره قام بالدور حسن مصطفى فاعتُمد هو جماهيرياً كناظر للمدرسة وأصبح دوره علامة تجارية فارقة مسجلة باسمه كممثل.
تلك كانت بعض نماذج من أعمال سينمائية وتلفزيونية ومسرحية ساهمت في نجومية أصحابها بعدما قادتهم الصدفة إلى الأدوار والشخصيات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب