مقالات

وقف المساعدات للانروا جزء من محاولة التوطين ام جزء من الابادة الجماعية للشعب الفلسطيني. بقلم : مروان سلطان  – فلسطين

بقلم : مروان سلطان  - فلسطين

وقف المساعدات للانروا جزء من محاولة التوطين ام جزء من الابادة الجماعية للشعب الفلسطيني.

بقلم : مروان سلطان  – فلسطين

28.1.2024

اكثر من %75 من تمويل وكالة الغوث الدولية توقف او تم تعليقه بسبب ادعاء رئيس الوزراء الاسرائيلي ان اثنى عشر موظفا من موظفي الامم المتحدة العاملين في غزة شاركوا في عملية طوفان الاقصى.  تعتبر وكالة الغوث الممول الرئيس لادارة مخيمات اللاجئين الفلسطينين في اماكن تواجدهم وهي تقدم خدمات الحماية والمناصرة لاكثر من ستة ملايين لاجئ فلسطيني  من حيث التعليم ، والصحة ، والمساعدات الانسانية ، والبنية التحتية للمخيمات في اماكن اللجوء سواء في الضفة الغربية وقطاع غزة او في الشتات ، لبنان ، سوريا ، الاردن، العراق، مصر . وقد انشات الانروا في سنة 1949, بهدف تقديم برامج الاغاثة المباشرة والتشغيل للاجئين الفلسطينين. وقد تم تفويض الانروا للاشراف على اللاجئين الى حين ايجاد حل منصف وعادل لقضيتهم.

قرار سياسي بامتياز

اليوم باتخاذ قرار بوقف الدعم المالي لمؤسسة الانروا هو قرار سياسي بامتياز تقف اسرائيل وراءه في سعيها لانهاء قضية اللاجئين الفلسطينين باعتبار ان استمرار وجود الانروا هو عنوان استمرار القضية الفلسطينية وماسيها. 

لقد حاولت اسرائيل منذ عدة سنوات ان توقف برنامج وكالة الغوث الدولية ، بادعاء ان لا حاجة الى وجودها، في محاولة الى توطين اللاجئين في البلدان المستضيفة وغيرها، الا ان هذه المحاولة لم تلاقي النجاح ، وذهبت حينها ادراج الرياح. اليوم في حرب اسرائيل على غزة، فانها تستغل الفرصة في تنفيذ اهم اهدافها وهو التخلص من الانروا عنوان اللاجئين الفلسطينين، ومركز تقديم الحماية والاشراف عليهم.

ادعاء نتنياهو بان مجموعة العاملين الاثنى عشر بالمشاركة في عملية طوفان الاقصى ، وعلى اعتبار ان هذا الادعاء صحيحا فان هذا الادعاء لايعطي اي جهة كانت الحق في وصم المؤسسة الدولية بالمشاركة في الهجوم الذي حدث في السابع من اكتوبر ويفرض عقوبات تؤدي الى انهيار منظومة الاغاثة برمتها ، لانه ببساطة اذا ثبت صحة الادعاء على الاشخاص ، فان المنظمة الدولية ستقوم بانهاء خدمات اي كان له ارتباطات تنظيمية، وهذا ليس حديثا انما منذ نشأة المنظمة الدولية تقوم على ذلك. وليس هذا فقط فان الموظف اي كان بطبيعته لا يجازف غالبا في التضحية بوظيفته لاي سبب كان. 

الادعاء الاسرائيلي المصدق من الممولين ، يعني ان جميعهم كما يقول المثل الشعبي ” قاريين على شيخ واحد”.  والاهم من هذا كله كان من المفترض ان يترك الامر لادارة الانروا لاتخاذ القرار المناسب وفتح تحقيق في هذ الموضوع ويكون الاجراء داخلي وليس تضخيم الموضوع ومعاقبة ملايين اللاجئين الفلسطينين من اجل عشرة اشخاص.

عقوبات جماعية

الاجراء الذي اتخذه التحالف في وقف التمويل هي عقوبات جماعية ، اتخذتها هذه الدول ضد شعبنا الفلسطيني وسوف يكون لها اثر سلبي على ضوء حالة المجاعة التي فرضتها الحرب الاسرائيلية على غزة، بل ستزيد الوضع سوءا ومن الممكن ان يتم تسريح اعداد كبيرة من العاملين الفلسطينين الذين يعملون في الانروا. 

وقد جاء هذا القرار في الوقت الذي ناشد فيه المفوض العام للاجئين والامين العام للامم المتحدة التبرع للانروا لسد العجز المالي في ميزانيتها.  وليس هذا وحسب فان الاغاثة سوف تتاثر في كافة مناطق اللجوء والمخيمات التي تتلقى خدمات وكالة الغوث الدولية.

ان المحاولات والمؤامرات التي تهدف الى شطب قضية اللاجئين وتفاقم وضعهم الانساني الجارية اليوم في غزة من عملية الابادة والتهجير  لن تمر،  وان قضية وقف التمويل تاتي في اطار تصفية القضية الفلسطينية واستكمالا لنهج العدوان على شعبنا الفلسطيني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب