مقالات
ما وراء تصعيد الضغوط الأمريكية على معسكر دعاة الحرب بقلم:-عبدالله رزق أبوسيمازة
بقلم:-عبدالله رزق أبوسيمازة -الهدف السودانية -

ما وراء تصعيد الضغوط الأمريكية على معسكر دعاة الحرب
بقلم:-عبدالله رزق أبوسيمازة
يمكن النظر لتحرك أمريكا، المتأخر بعض الشيء، للقبض على القيادي الإسلامي وزير الدولة بالداخلية، الأسبق، أحمد هارون، كقفزة كبيرة فى إطار مواقف واشنطن، وتعاطيها مع السودانية، عبر الضغوط المتدرجة، التي شملت، حتى الآن، سلسلة من العقوبات الاقتصادية، التي طالت شركات وأفراد من طرفي الحرب. ويصب هذا التصعيد في مجرى الدعم الملموس والمباشر، وإن تأخر حينا، للمحكمة الجنائية الدولية، التي فشلت فشلا ذريعا، في الحصول على تعاون سلطات الخرطوم، أو مساندة ودعم الدول الأعضاء في معاهدة روما المؤسسة للمحكمة، بشأن تسليم المطلوبين لديها بتهم تتصل بجرائم دارفور، ومنهم أحمد هارون. يعزز هذا التحرك، من جهة ثانية، موقف أمريكا، كأحد مسيري منبر جدة، بممارسة المزيد من الضغط، المباشر وغير المباشر، على البرهان الذي يظهر تعنتا في التفاوض، ويعرقل الوصول لإتفاق بوقف إطلاق النار، وإنهاء العدائيات، مثلما يستنكف التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية، بدفع من الإسلاميين. وكانت بعض تفاهمات جدة قد شملت تعهدات من الجيش، بالقبض على بعض المطلوبين والسجناء، بيد أنه فشل في الوفاء بها. غير أن هذا التدخل الأمريكي، في أمر مطلوبي الجنائية الدولية، قد لا يقف عند أحمد هارون، وقد يشمل بقية المطلوبين، عمر البشير وعبدالرحيم محمد حسين، بالذات، إذ أنه ينطوي على تهديد مبطن للقيادة العسكرية، وعلى رأسها البرهان، بأنه قد يدور عليهم الدور، كما دار _ من قبل _ على نورييغا. فالتصريحات المتواترة، التي تصدر من الأوساط الأمريكية، باتهام طرفي الحرب بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، تشي بذلك، وتمهد له. وهو مايضع البرهان و”دويلة بورت_ستان ” في اختبار جدي وحاسم.
فالإجراءات الأمريكية، المتدرجة من العقوبات الاقتصادية، على الأفراد والمؤسسات، وانتهاء بملاحقة مطلوبي الجنائية الدولية وغيرهم، من عبدالباسط حمزة إلى أحمد هارون، تشير إلى أن واشنطن، التي تحمل الحركة الإسلامية، جانبا من مسؤولية الحرب، إشعالها ومنع إطفائها، تواصل ما بداته بمعاقبة علي كرتي، باستهداف الحركة الإسلامية، بجانب سلطة الأمر الواقع، اللذين يشكلان تحالفا مناهضا لجهود وقف الحرب، بما فيها الجهود الأمريكية، وعرقلة الانتقال الديموقراطي بقيادة مدنية، الذي ظلت أمريكا تجتهد، مع حلفائها، في سبيل استعادته منذ انقلاب 25 أكتوبر عام 2021م، بالإضافة إلى الاصطفاف مع إيران، في وقت بدأ فيه أن إيران على وشك الدخول في حرب مع أمريكا في البحر الأحمر، وعبر العراق وسوريا.
من شأن هذا التصعيد في الضغوط الأمريكية، على معسكر دعاة الحرب، خاصة، والذي يتزامن مع انعقاد جولة تفاوض سرية الشهر الماضي، في العاصمة البحرينية، المنامة، بين نائبي البرهان وحميدتي، وما أثارته من خلافات حادة وسط معسكر دعاة الحرب، بمكونيه المدني والعسكري، ووضعتهم على شفا مفاصلة جديدة، أن يدفع بالبرهان وحلفائه الإسلاميين للتراجع عن التقارب مع إيران، وعن محاولة إحياء التعاون التسليحي معها، والذي سيهدد بإطالة أمد الحرب، والامتناع عن مناهضة السياسة الأمريكية في المنطقة، بما في ذلك مساعي إنهاء الحرب واستعادة مسار الانتقال المدني الديموقراطي.