مقالات

عندما يصبح الشعب المظلوم بطلًا !! بقلم اسماعيل ابوالبندورة

بقلم اسماعيل ابوالبندورة

عندما يصبح الشعب المظلوم بطلًا !!
بقلم اسماعيل ابوالبندورة
كلنا يتذكر تلك الانتفاضة الفلسطينية المجيدة في الثمانينيات عندما فجر الشعب الفلسطيني ثورة مجيدة عارمة ( سميت حينها انتفاضة ودخلت القاموس السياسي العالمي باعتبارها حالة مقاومة فريدة واستثنائية لشعب محتل ومحاصر ) .. تلك الانتفاضة التي أربكت العدو النازي وخلخلت ثوابته وقناعاته وبداهاته وجعلته يتراجع ويعيد حساباته وخططة بعد أن أدرك أن هذا الشعب لايهزم ومن هنا كمايبدو تشكلت في العقل الصهيوني بذرة الإبادة الجماعية كحل نهائي لإخماد عنفوان هذا الشعب وتمسكه الوثيق بوطنه ووطنيته ..
وقف الشعب الفلسطيني في تلك الغضون – كما هو قدره دائمًا – وحيدًا معتصمًا بوطنيته الفائقة وتمسكه بأرضه ووطنه وأبدع هذا العنفوان الوطني بيئة حاضنة مكونة للفعل المقاوم وتعاضد الشعب المقهور والمحاصر بطريقة أدهشت المحيط والعالم عندما افتتح الثوار المدارس في بيوتهم ومحلاتهم وزرعو الخضار على حيطان بيوتهم وشكلوا لجان الأمن والحماية في أماكن سكناهم ولم تستطع قوات الاحتلال الغاشمة أن توقف انتفاضتهم وكسر شوكتهم فأبقت لهم الدهشة والسؤال والانذهال وبقوا هم كما هي طينتهم وأصالتهم شوكة في حلق المحتل جعلت قائدهم رابين وجيشه العرمري يركض وراء الأطفال – أطفال الحجارة – في شوارع الضفة لكسر أيديهم وضلوعهم وأبى الشعب أن يتراجع وينكسر ..
وكما كانت الانتفاضة في ذلك الإبان والبيئة الوطنية التي خلقها الشعب بصموده وعنفوانه هي عنوان البطولة والسد المنيع بوجه الأعداء البرابرة ،، كذلك هي البيئة الحاضنة للمقاومة في غزة الآن ، هذه البيئة البطولية المعززة لقوات المقاومة والحامية لظهرها والرافعة لواء الصمود والتحدي من على ظهر الأنقاض والبيوت المهدمة والصانعة الخلفية لفعل البطولة في غزة .. ومرة ثانية وبمتابعة تاريخية لأنساق المقاومة الفلسطينية الباهرة وصورها العجائبية يظهر الشعب الفلسطيني صانعًا للبطولة والحدث التاريخي الكبير والحاسم تحت عنوان ” فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يكيد العدا !! !!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب