ثقافة وفنون

أنا ابن ذاكرتي…بقلم الشاعر منير الصعبي

أنا ابن ذاكرتي…

قد نال مني الحنين

فكيف لا تُفرّع مني

أغصان العتب

لست وهما من خيالٍ

لست نهراً ردمته الرياح

فنبتت بقاعه أشواكا

وحطب

أنا أبن الأمس وإن مضى

لكنني لست عبده

ولست ظله

أنا تسلسله الرقمي

حيث أُكمل فيه التاريخ

والنسب

أنا ابن تلك القرية

التي سكنتني

وما سكنتها

وعرفت بيوتها واشجارها

وما عرفتني

لكن رائحة ليمونها تفوح

من الجسد

فتفضح عشقي الكامن بيَّ

وتُزهر في عينيّ كروم

العنب

أنا الجسد الذي ما اندملت

جراحه

أنا الجسد الذي كلما

تشظى

لملمت أجزاؤه

ونفخت فيه من روحي

وأنشدت تراويد نساءنا

لبعث السمو فيه

ليخرج من أحشائه فدائيٌ

يعيدُ صياغة الخطاب إن ضرب

قد أكتفينا من معسول الكلام

وأكتفينا من حوار الذئب

مع الحمام

قد آن لنا ان نعود لصياغة البيان

وآن لنا أن نعود

لشعب الخيام

فمن الخيمة انطلقنا

ومن الخيمة

وحدنا لغة العرب

أيها الفدائي الذي توشح

بأكثر من أسم

تليق بك الأسماء كلها

حينما تُسدد لعدونا

ألسنة اللهب

قد آن لك ان تمزق

صحيفة المهادنة َ

وتُضيء عتمة ليلنا

بالشهب

أنا ابن ذاكرتي

اجوب كل البلاد

وأقيم في مدن الضباب

ووجهي إلى الخلف مقيدا

فأن لاحت عن بعد مداخن

طوابيننا

شممت رائحة أمي

وخبز أمي

وقهوة أمي

فيكبر فيَ الحنين لتلك

البلاد

بلاد تقمصتني

سكنتني وما سكنتها

أحبها وسأبقى مهما طال الغياب***

منير الصعبي 17/3/202‪3

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب