مقالات

هل يصبح السودانيون شعب شتات؟ بقلم: أ. علي الدوش

بقلم: أ. علي الدوش

هل يصبح السودانيون شعب شتات؟
#الهدف_اراء_حرة
بقلم: أ. علي الدوش
كان السودان قبلة لأنظار العالم، وأرضا مرحابة بشعبها الذي تميز بقبول كل من آوى إليه من الشعوب المجاورة وغير المجاورة، والتي مرت بأزمات مختلفة سواء ان كانت حروب أو ظروف ضيق في المعيشة وفق القيم الإنسانية، رغم ضيق الحال.
ومع مخطط استهداف الوطن العربي من الامبريالية العالمية ودول ومؤسسات النهب الاستعماري،كرقعة جغرافية تذخر بالموارد الاستراتيجية الآنية والمستقبلية وكذلك الموقع الجيوسياسي المميز والذي يعتبر المنطقة هي قلب العالم وكذلك قيمتها الروحية والحضارية باعتبارها أرض الاديان والحضارات القديمة ؛ دارت تداعيات ثورات الربيع العربي التي تم اجهاضها بمخطط أعداء الأمة وبأيدي قوى الردة، الأمر الذي فتح نوافذ التدخل الدولي في شؤون البلاد المستهدفة،عبر إشعال الحروب والأزمات فنزح منها من نزح، وخرج منها من خرج، باحثا عن الأمن والأمان الذي لم يجدوه إلا في السودان.
ومع تداعيات الحرب، الموصوفة بالعبثية من قبل قائد الجيش ورديفه قائد الدعم السريع، نزح الشعب من العاصمة كبؤرة ملتهبة لا تتلائم وطبيعة الشعب السوداني المحب للسلام، إلى الولايات ثم الدول المجاورة، ليصبح سلعة استثمار دسمة في مواردها بفعل طول أمد الحرب فتم الاستثمار في في النازح في كل مناطق النزوح الداخلي برفع الإيجارات بما يفوق قدرات النازح،
وفي إطار اللاجئين لدول الجوار أصبح اللاجئ سلعة دسمة لجهات التهريب عبر الصحراء ثم ناشطي تجارة البشر ليفقد المواطن قيمته الإنسانية بين مطرقة الحوجة للجوء وسندان العوز أمام مجابهة ظروف اللجوء،
فأصبح شعب السودان فاقدا لأرضه التي تركها خلفه بذات القدر الذي فقد فيه هويته بين الأمم ليعيش شتاتا كان يخطط له من قبل، واتت ظروف الحرب لتمثل المحور الذي يدور عليه المخطط بسرعة فائقة مع الإصرار على ابقاء نار الحرب مشتعلة، رغم ما أفرزته من تداعيات وازمات تطرق لها رافضي الحرب وجعلوا منها برنامج توعية، تم رفضه من قبل أصحاب المصلحة في استمرار الحرب لتكون لهم رافعة تصعد بهم إلى مقاعد السلطة، دون الاكتراث للمعاناة التي ألقت بظلالها على الشعب الذي تريد ان تحكمه.
والمخطط لشعب اللاءات الثلاثة يسري كما هو حيث أصبح الشعب السوداني من الشعوب غير المقبول بها خارج أرضه، كما تبين الرسوم القهرية التي تفرض عليه لإقامته في الدول التي لجأ إليها، مما ضاعف من معاناة الشعب السوداني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب