
تجليات عناد و اقع العرب ؛؛؛؛؛؛
بقلم الدكتور عبدالخالق الختاتنة
عناد الزمن مع العرب يوقف التفكير ، لا منطق يحكم كل ما يحدث للعرب ، لا توجد امة تجمع من القواسم بحجم وكثافة ما جمعته امة العرب ، تتالف القوميات في الهند ذات من اكثر من ١٥٠ قومية و اكثر من ١٥ لغة رسمية و ٣٥ الف دين ، و تتالف في الصين و روسيا و امريكا و سويسرا تناقضات كل القوميات ، و تتناحر على اعتاب ارض العرب كل روابط و شواجن الوحدة ، وان كان هذا مصدراً أساسيا ً الى ضعفنا ، فهو ليس و حده ما يوقف التفكير و يعطل لغة العقل و المنطق ، بل يعطل كل الخوارزميات السياسية و الاجتماعية و الثقافية ، التي نفترض جدلاً انها تشبه خوارزميات الهندسة و الرياضيات ، هذه الخوارزميات تعمل في ساحة العرب بمنطق عكسي مخالف للتيار العقلي العلمي او شبه العقلي ، في ساحة العرب ، كلما حاولنا ان نربط المتغيرات مع بعضها المستقل و التابع ، نصعق في كل مسالة جزئية ، فكيف بنا اذا ما أستعرضنا الحالات الشاملة الكلية ، وان كان ذلك امراً مستحيلًا ، بديهياً كل ما نستعرضه صحيح ، وكل ما يستفيض به الواقع في دنيا العرب صحيح ، لكن عقلياً و عملياً يفقدنا صواب العقل و المنطق والتحليل ، الجمع بين النقيض و النقيض و التآلف بينهما امراً ماثلاً وواقع حال ، رغم انه غير منطقي و لا عقلي ولا علمي ، لا بل سلبي بالمطلق ، مع ذلك ومن زاوية اخرى كل عوامل الوحدة والتوحد عوامل مستحكمة ، و عوامل ماسكة من الطرف الى الطرف ، و عوامل موحدة حد الاندماج وصولاً الى التكامل، و بلورة الشخصية الواحدة الموحدة ، و على عكس كل القواعد هذه العوامل الدامجة و الموحدة و الماسكة هي ما اصابت العرب في مقتل ، و مصدر ضعفهم ، خارطة العرب السياسية و الاجتماعية و الثقافية بكل استدارتها اعجزت التحليل و العقل ، و الخروج من هذا المازق هو ما اعجز و يعجز الشعب العربي برمته ، و بالمطلق شعبنا العربي لا يرى مخرج من هذا المازق ، لان العرب ليسوا هم اللاعبين الاساسين في قضاياهم و مصيرهم ، العرب ليس اكثر من متفرجين ، وفي نفس الوقت يتلقون الصدمات والويلات و النكبات و كل الانكسارات وجل الهزائم ، الشي و نقيضه يحكمنا و يغالب امرنا ، امريكا العدو و الصديق ، إسرائيل العدوة و المحتلة و المغتصبة و هي بنفس الوقت الحليف و الحبيب ، تتصارع ايران و إسرائيل فوق ارض العرب ، تتصارع امريكا و ايران والوضوء و الصلاة في محراب بغداد و البصرة و الموصل و فوق جثامين حمورابي و نبوخذ نصر وصدام حسين ، و نصف العراقين متموضعين في احضان ايران ، و امريكا من نفخت فيهم الحياة من العدم ، و سلمتهم العراق وهم بدورهم سلموا العراق الى ايران التي تتصارع معها امريكا ، الإشكالية ان المتصارعين الامريكان والايرانيين متعايشين و متفاهمين ، و امامنا متحاربين متقاتلين . لم يقف عناد الزمن معنا في العراق ، ولم يقف عناد الزمن معنا فوق جثامين شهداءفلسطين ، و لا في سياط و حراب امريكا واسرائيل و ملوك طوائف العرب ، اسرائيل هزمت كل العرب و مدينة و احدة هزمت اسرائيل و كل خيانات ملوك طوائف العرب.
عناد الزمن مستمر في كل جزيئيات القضايا ، عناد الزمن برمته قدر لكن ليس محبب ، لن يهزم عناد الزمن معنا الا في إمساكنا للزمن وعنقه ، و لوينا لاعناق من لوى زماننا و مكاننا، و غزة لوت كل الهزائم و سوف تحقق كل الانتصارات.