تحقيقات وتقارير

الغلاء بلا سقف… والشعب يحترق بنار التجار… وفشل السياسة الاقتصادية كارثة سنكتوي بنارها

الغلاء بلا سقف… والشعب يحترق بنار التجار… وفشل السياسة الاقتصادية كارثة سنكتوي بنارها

حسام عبد البصير

القاهرة ـ  الكثيرون باتوا يدركون أنها باتت حربا مفتوحة، تريد من خلالها الولايات المتحدة في الأساس الإجهاز على مليوني غزاوي بات صمودهم ومؤازرتهم للمقاومة التي تسعى لتحقيق حلمهم، يشكل خطرا داهما على استمرار الهيمنة الأمريكية على المنطقة وثرواتها، لأجل ذلك تتكشف مع الأيام سياسة اللعب بالوقت التي تنتهجها الإدارة الأمريكية، من أجل إفساح المجال لإسرائيل كي تواصل قتل المزيد من الفلسطينيين.
على المستوى الاقتصادي وظروف المعيشة أمضى المصريون ليلة تعيسة بعد أن فاجأتهم الحكومة مساء الخميس برفع أسعار المحروقات، حيث قررت لجنة تسعير المنتجات البترولية، رفع أسعار البنزين والسولار، حيث تم رفع سعر السولار ليكون 10 جنيهات بدلا من 8.25 جنيهات، وتم رفع أسعار البنزين بقيمة جنيه واحد لكل لتر. فأصبح سعر لتر البنزين 80 أوكتان 11 جنيها بدلا من 10 جنيهات، وسعر لتر البنزين 92 أوكتان 12.5 جنيه بدلا من 11.5 جنيه بزيادة 8.7%، وسعر لتر بنزين 95 أوكتان 13.5 بدلا من 12.5 جنيه بزيادة قدرها 8%. كما ارتفع سعر أنبوبة البوتوجاز من 75 جنيها، إلى 100 جنيه، وأجرى اللواء هشام آمنة، وزير التنمية المحلية، عددا من الاتصالات الهاتفية مع المحافظين لمتابعة الإجراءات المتخذة لتحديد أسعار تعريفة الركوب الجديدة لسيارات الأجرة في الخطوط الداخلية والخارجية، عقب تحريك أسعار المواد البترولية.
ومن أخبار العالقات في السجون بسبب مبالغ مالية ضئيلة لم يتم سدادها: كشفت وزارة التضامن أنه تم الإفراج عن 5784 غارمة بتكلفة 224 مليون جنيه من 2020 وحتى 2023 في إطار المبادرة الرئاسية «مصر بلا غارمات»، وإنشاء منصة إلكترونية للغارمين والغارمات بهدف حصرهم على قاعدة بيانات موحدة تكون مرئية لكل الوزارات المعنية.. ومن جانبه مازح الرئيس السيسي نساء مصر خلال احتفالية يوم المرأة المصرية والأم المثالية لعام 2024، قائلا: “لا تضيفوا كثيرا من السكر على الكنافة.. الدكتور مصطفى مدبولي سيحضر مليون طن من السكر.. لتجنب الأزمة.. سنقوم بجلب مليون طن من السكر.. وانتوا اللي فاتحين البيوت ربنا يعينكم”.
الأطول بالتأكيد

بعد أن أوشكت الحرب أن تتم شهرها السادس، لتعد أطول الحروب في تاريخ الصراع العربي مع إسرائيل، ورغم ذلك الا أن الدكتور مصطفى عبد الرازق في “الوفد”، يرى أن هذه الحرب لا يبدو أن لها نهاية في الأفق، إن لم يكن على العكس، حيث تشير الأمور إلى أنها مفتوحة، ولفترة غير قصيرة حال بدء العملية العسكرية المزمعة في رفح. من جانب آخر، فإن أي متابع يمكن له أن يلمس أن هذه الحرب، هي الأكثر التي لاقت مناشدات دولية لوقفها. على صعيدنا العربي ما أكثر القادة الذين لم يخل تصريح لهم إلا من التأكيد على ضرورة وقف النار. وتمتد المناشدات إلى جهات دولية أخرى أوروبية أو أممية وغيرها، بل إن الولايات المتحدة، كما يبدو من واقع التطورات، كان لها دورها في الدعوة إلى وقف العمليات العسكرية ولو بشكل مؤقت، ورغم ذلك فإن الدولة العبرية تتعامل بمنطق دع العالم يناشد والعمليات العسكرية تسير. السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لم تتوقف الحرب رغم كل ذلك؟ هل هي عجرفة إسرائيلية تجعلها فوق المساءلة الدولية؟ هل هو ضعف من المجتمع الدولي، رغم قناعته ببشاعة ما يجري لحد ارتقائه إلى حرب إبادة ضد شعب أعزل؟ ولو أن الأمر كذلك، فلماذا يظهر ذلك المجتمع الدولي أنيابه في حالات أخرى أقل سوءا وأقل خسائر وأهوالا؟ استمرار الحرب حتى الآن رغم إدانتها من القريب قبل البعيد، هو ما يمكن وصفه بغياب الإرادة الدولية لتحقيق ذلك الهدف. والمقصود هنا هو مجموع مواقف الدول الفاعلة في النظام الدولي وعلى رأسها الولايات المتحدة الداعم الأكبر لإسرائيل منذ بدء الحرب، دعك طبعا من كل الادعاءات حول مساعٍ أمريكية محمومة وجولات مكوكية لوزير خارجيتها بلينكن لتحقيق هذا الهدف.

الظروف ضدها

صحيح والكلام ما زال للدكتور مصطفى عبد الرازق، أن وجود حكومة متشددة متطرفة في إسرائيل بزعامة نتنياهو يمثل وقودا لاستمرار الحرب، إلا أن المؤكد أن تل أبيب تتمتع، بل تضمن التدخل الأمريكي للحيلولة دون إجراءات رادعة ضدها على صعيد المنظمات الدولية مثل، الأمم المتحدة ومجلس الأمن. وليس أدل على ذلك من حق الفيتو الذي استخدمته واشنطن أكثر من مرة لعرقلة أي قرار أممي لوقف النار. إذن كيف يمكن تفسير عملية التلاسن الظاهري بين بايدن ونتنياهو؟ هو خلاف في التكتيك وليس الموقف العام.. فالهدف من الحرب واحد لدى الطرفين، ولكن أسلوب تحقيقه هو الذي يختلف. عند بايدن يجب العمل على مهلة لفترة مؤقتة يتم خلالها استعادة المحتجزين وتهدئة الرأي العام الدولي وتهيئة الظروف لعملية نقية خالية من التعامل مع المدنيين.. أما نتنياهو فالأمر عنده لا يفرق، تؤكد ذلك الأنباء التي أشارت إلى توجه وفد إسرائيلي عسكري ودبلوماسي إلى واشنطن خلال أيام لعرض خطة عملية رفح، بما يحقق المطالب الأمريكية بأن تكون عملية نظيفة من دم المدنيين، الأمر ذاته ينطبق وإن بشكل أقل حدة على المستوى الغربي، حيث تتوافق دول أوروبا على أن حماس والمقاومة الفلسطينية صداع مزمن يجب التخلص منه، والمشكلة في نمط تحقيق هذا الهدف.. وتفسر ذلك لغة الدبلوماسية الغربية غير الحاسمة في الدعوة لوقف الحرب. وربما يمتد الأمر نفسه إلى روسيا التي ينظر إليها البعض على أنها داعمة للحقوق الفلسطينية، فقد جاءت تلك الحرب لتصرف الأنظار عن أوكرانيا، حيث تشن موسكو حربا واسعة هناك، بل ربما تساهم الحرب على غزة في تخفيف الدعم العسكري لكييف، وهو أمر حدث بالفعل في بدايات العمليات العسكرية في غزة. لعل ذلك يفسر أن باب الحرب الموارب لم يغلق بعد وقد لا يغلق قريبا.. تاركا المقاومة الفلسطينية تواجه حالة فريدة تتكاتف فيها الظروف والأطراف كافة ضدها، للأسف.

تغطية على المذابح

يرى بعض المحللين الفلسطينيين الذين استمع إليهم عبد القادر شهيب في “فيتو” أن إسرائيل على عكس ما تبدو تتعجل اقتحام رفح الفلسطينية، وإنما هي مهتمة الآن بترتيب أوضاع شمال قطاع غزة.. فهي تعرف أن قواتها سيأتي وقت طال أم قصر وسوف تنسحب من القطاع حتى لا تغرق وتتراكم خسائرها خاصة البشرية فيه، ولذلك تصوغ الآن إسرائيل الأوضاع في شمال القطاع لتضمن الأمن لمستوطنات غلاف غزة بعد تدمير سلطة حماس فيه واقتلاع نفوذها المجتمعي، وليس السياسي والأمني فقط، من خلال مجموعة من الإجراءات، تأتي في مقدمتها ملاحقة قوات الشرطة التابعة لحماس في شمال القطاع وعناصر الطوارئ التابعة لها، ودعم نفوذ عدد من العناصر القبلية العميلة لها، وتدمير البنية التحتية الخاصة بحماس، ولعل هذا يفسر عودة القوات الإسرائيلية لاقتحام مجمع الشفاء في شمال غزة. ويقول هؤلاء المحللون إن القوات الإسرائيلية لن تقوم باقتحام رفح قبل أن ترتب الأوضاع كما يحلو لها في شمال القطاع.. أما التلويح والتهديد المستمر باقتحام رفح، حتى دون موافقة أمريكا فهو من ناحية يغطي على ما تقوم به في شمال القطاع، ومن ناحية أخرى هو نوع من الضغط على حماس لتليين مواقفها في مباحثات الهدنة التي تجري الآن، على اعتبار أن تلك الهدنة ستؤخر اقتحام رفح وربما تلغيها إذا ما كانت الهدنة طويلة. ويقول هؤلاء أيضا إن إسرائيل تعي أن اقتحام رفح بريا، كما ستكون له خسائر فادحة بشريا للفلسطينيين، فستكون له تكلفته الكبيرة للقوات الإسرائيلية، ولذلك لن تقدم عليه إلا بعد أن تطمئن تماما لترتيب الأوضاع كما خططت في الشمال، خاصة أن نتنياهو يراهن على خسارة بايدن وفوز ترامب في الانتخابات الامريكية المقبلة، وإذا ما جاء ترامب فإنه لن يعطل للحكومة الإسرائيلية طلبا.
مرحبا بهم

تذهب إلى «زهراء مدينة نصر» تجد أشقاء من السودان بأعداد كبيرة جدا، تذهب إلى «مدينة العبور» تفاجأ بالأشقاء السوريين، وقد أصبحت لهم محلات منتشرة في كل مكان، أما في «الدقي والهرم» كما يقول بلال الدوي في “الوطن” فالأشقاء اليمنيون موجودون ومستقرون ويعيشون وسط المصريين في «هنا وسرور»، أما الليبيون فقد استقر معظمهم في «مدينة 6 أكتوبر والزمالك»، و«مول كايروفيستفال» امتلأ بالأشقاء الفلسطينيين الذين تجدهم بجوارك في الكافيهات والمحلات. بكل تأكيد، فإن «مصر» تحتضن الأشقاء العرب من بلدان كثيرة، هم في مصر «أصحاب دار» وليسوا ضيوفا أو لاجئين، لا سمح الله، هم يعيشون عيشة المصريين، انصهروا مع الشعب، أحبوا «مصر» وشعبها ومناخها وشمسها وشوارعها ونيلها وآثارها، تركب المترو أو تذهب لـ«مول سيتي ستارز» أو «داندي مول» أو «مول العرب»، أو حتى تقف في ميدان الجيزة فستقع عيناك على أعداد مهولة من الأشقاء العرب يسيرون في الطرقات ويشترون من المحلات ويقفون انتظارا للمواصلات، جميع الأشقاء العرب يتحدثون لغة المصريين ولهجة المصريين ويأكلون ما يأكله المصريون بالضبط. جميع الأشقاء العرب أصبحوا عاشقين للأمن والأمان اللذين رأوهما وشاهدوهما وشعروا بهما في مصر، يسيرون في الشوارع في أمان ويتنقلون بين المدن والمحافظات في أمان، فالأمن هو العنوان العريض الذي تلقّب به «مصر الآمِنة أم الدنيا».

بابنا مفتوح

واصل بلال الدوي ترحيبه الحار بالأشقاء من مختلف بلدان العالم العربي فضلا عن القارة السمراء، خاصة تلك البلدان التي تشهد حالة من عدم استقرار، أنا أعلم أن الأشقاء السوريين واليمنيين والليبيين والسودانيين والفلسطينيين يقدرون مصر وشعبها وقياداتها وجاءوا إلى مصر، من أجل العيش في سلام وأمان بين أحضان المصريين، المصريون أطيب الشعوب وأكرمها.. شاهدت عددا كبيرا من الأشقاء العرب وهم يعيشون بين المصريين ويعرفون شوارع القاهرة والجيزة شارعا شارعا وميدانا ميدانا، يحبون أكل الفول والطعمية ويذهبون خصيصا لأكل الكشري، وللجلوس في “كافيه” أم كلثوم في وسط البلد، أو قهوة المنشاوي في الحسين، ويذهبون لشراء احتياجاتهم من العتبة والموسكي. الأشقاء العرب من جانبهم لم يشعروا أبدا بأنهم لاجئون أو أغراب، أو حتى زائرون أو ضيوف، بالعكس فإن شعورهم واضح بأنهم يقدرون مصر ويعرفون قيمتها وقدرها ومكانتها ودورها المحوري ليس في المنطقة العربية فقط، ولكن في العالم بأسره، يعلمون بأنهم يعيشون في كنف دولة قوية وعزيزة ومضيافة وفاتحة ذراعيها للجميع من الأشقاء العرب. البعض يتساءل: لماذا مصر التي ينصهر فيها – دون غيرها من الدول – أي شقيق عربي جاء إليها؟ والإجابة معروفة للجميع، مصر تستقبل الأشقاء العرب بكل ترحاب ليعيشوا جنبا إلى جنب المصريين وأيضا الأشقاء العرب يحبون مصر ويعشقونها، فالحب متبادل، إذن، ستظل مصر بابها مفتوح لكل عربي يأتي إليها، ستظل مصر كبيرة وتستوعب ملايين العرب وعددهم 9 ملايين عربي، يعيشون بين المصريين بكل ود، آملين في حياة هادئة بالتأكيد لم يجدوها في أي دولة أخرى، فأهلا بكم.

معاناة القرنفل

في الجزء الثاني في تأمله لرواية يحيى السنوار الوحيدة “الشوك والقرنفل” يقول الدكتور عمار علي حسن في “المصري اليوم”: تبين الرواية الوحيدة التي كتبها قائد «حماس» في غزة، كيف التحم الناس خارج الفصائل مع الانتفاضة، لتصورها الرواية في ذلك الأب، الذي كان يمنع ابنه من المشاركة في النضال تجنبا للأذى، فإذا به يقتحم غرفته ليُوقظه عند العاشرة صباحا كي يخرج وينضم إلى الغاضبين، وهو من أبيه في اندهاش شديد، يجعل الراوي نفسه يقول: «إذا أزفت الساعة انطلق المارد من جديد». وهناك ما يجرح هذه الروح الوطنية الجارفة، حسبما تخبرنا الرواية، بسبب المتعاونين مع الاحتلال، الذين يصفهم الراوي بـ«مستنقع العملاء»، ثم ينشغل بكيفية التخلص منهم. وبدرجة أقل، لكن يمكن تفهمه في ضوء الضعف الإنساني، يأتي أولئك الذين لا يريدون للمقاومة أن تثير غضب الاحتلال كي لا يمنعهم من مواصلة الدخول إلى إسرائيل ابتغاء عمل يُعينهم على إعالة ذويهم. ويوجد أيضا الخائفون على أولادهم من السجن أو القتل، فيدفعونهم إلى تجنب الانخراط في المقاومة. تسرد الرواية أيضا التحولات التي شهدتها القضية، فمن أولئك الذين كانوا يضعونها في قالب قومي وإنساني عام، باعتبارها قضية تحرير أرض وبشر، إلى أولئك الذين أضفوا عليها البُعد الديني، فها هو الراوي يقول حين أنصت إلى شرح أخيه «إبراهيم»، المنضم إلى مجموعة الشيخ أحمد ياسين: «بدأنا نفهم أن للصراع وجها آخر غير ما كنا نَعِي وندرك من قبل، فالمسألة ليست فقط مسألة أرض وشعب طُرد من هذه الأرض، وإنما هي عقيدة ودين، معركة حضارة وتاريخ ووجود»، ثم يزيد على هذا قائلا: «أتساءل في نفسي: هل من صلاح الدين لهذه المرحلة؟»، وينصت بإمعان إلى قول «إبراهيم»: «جاء دورنا في المقاومة». ويُنبئنا «إبراهيم» باختلاف القضية الفلسطينية عن غيرها من قضايا الكفاح المسلح، الذي خاضته حركات في مشارق الأرض ومغاربها، فيقول: «قصتنا مختلفة عن الأيرلنديين والفيتناميين والخمير الحمر لأن فيها المسجد الأقصى، يتربع في قلبها».
من انكسار لعزة

تبين رواية “أشواك القرنفل” حسب الدكتور عمار علي حسن، كيف حوّل الفلسطينيون انكسارهم إلى عزة بعد معركة الكرامة 1970 التي هزموا فيها الجيش الإسرائيلي، وكيف انتشوا بعد انتصار 1973، وابتهجوا لوصول أول صواريخ عربية إلى تل أبيب أطلقها الجيش العراقي، خلال حرب الخليج. ورغم أن هذه الصواريخ لم تحمل سلاحا كيميائيّا كما زعم صدام حسين، ولم تكن دقيقة في تصويبها، فإن رعب الإسرائيليين منها جعل الفلسطينيين ينتبهون إلى ضعف الدولة الإسرائيلية، وهنا يقول الراوي: «صورة الهلع الذي هز عمق الكيان المغتصب، قد زادت قناعة الناس بهشاشة هذا العدو». وبين لحظات الانتشاء تصور الرواية صورة أخرى للإحباط والقنوط، الذي ساد غزة والضفة إثر اندلاع مواجهة بين الفلسطينيين والأردنيين في معركة “أيلول الأسود”، وإبرام مصر اتفاقية سلام مع إسرائيل عام 1979، وإجبار المقاومة على مغادرة لبنان بعد اجتياح الجيش الإسرائيلي لها 1982، ثم اتفاقية أوسلو التي عدها كثير من الفلسطينيين إطفاء لكفاحهم من أجل بلوغ أهداف أبعد. لكن هذه المحطات لم تمنع الفلسطينيين من مواصلة الكفاح، فهم، وبإمكانيات بسيطة، كانوا حريصين على إبقاء جذوة القضية مشتعلة، من خلال ترصد جنود الاحتلال وجرحهم أو قتلهم والاحتفاظ بجثثهم أو أسرهم أحياء ليفاوضوا من أجل الإفراج عن أسراهم في سجون الاحتلال. ترسم الرواية ملامح حياة الفلسطينيين تحت الاحتلال، فنعرف طقوس أتراحهم وأفراحهم، وعلاقتهم بالمنظمات التي تمنحهم المساعدات، ونقف على مدارسهم، وألعاب أطفالهم، ومعمار بيوتهم وأثاثه البسيط، وأصناف طعامهم وشرابهم، ونشعر بآلام الأمهات وخوفهن، حين يُعتقل أبناؤهن أو يُسجنون ويُجرحون أو تُكسر عظامهم ويُستشهدون. بالتزامن مع هذا نرى جيدا الممارسات القسرية التي يتبعها الاحتلال بهم، من الرقابة الصارمة بأنفسهم من خلال دوريات التفتيش أو بعملاء زرعوهم وسط الناس، ونطّلع على بعض تفاصيل التحقيقات والمحاكمات والتعذيب، فيما وُصف بـ«المسالخ»، ونعرف الكثير عن استباحة البيوت وهدمها، وعن استعلاء الاحتلال واستغلاله للشعب الفلسطيني من خلال جلب فقرائه عمالة رخيصة في المصانع والمزارع والأسواق.

إياكم والفتنة

الحقيقة المؤكدة، التي انتهى عندها محمد بركات في “الأخبار” يجب على كل أبناء الشعب الفلسطيني إدراكها بوعي كامل، والإيمان بها تحت كل الظروف وفي كل الاحيان والأحوال، هي أن قوتهم في وحدتهم، ووقوفهم جميعا صفا واحدا ويدا واحدة في مواجهة الاحتلال، سعيا للاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. وفي المقدمة من هؤلاء الذين يستوجب عليهم إدراك هذه الحقيقة، والالتزام الكامل بها والعمل الجاد والصادق والأمين على الوفاء بها، هم قادة الفصائل وكل أعضاء وكوادر المنظمات المختلفة والمتعددة العاملة في الأنشطة السياسية والعسكرية، والرافعة لراية المقاومة سواء كانت في فتح أو حماس أو الجهاد أو غيرها. وفي هذا الإطار، أحسب أن الضرورة والواجب يحتمان على هذه الفصائل وتلك المنظمات، أن ترتقي إلى مستوى آمال وتطلعات الشعب الفلسطيني، الذي ضحى ويضحي في كل يوم في مواجهة قوى الاحتلال، وأن يسعوا بجدية كاملة وبكل الأمانة والصدق لإنهاء خلافاتهم وتوديع انشقاقاتهم. وأن يسعوا بكل الإخلاص والجدية للوصول معا إلى وحدة الصف والهدف، والعمل الأمين والجاد لتحقيق طموحات الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، في التحرر الوطني وإقامة دولته المستقلة على أرضه المحتلة في الضفة وغزة، وفقا لحدود الرابع من يونيو/حزيران 1967 وعاصمتها القدس العربية. وعلى هؤلاء جميعا مهما تعددت ولاءاتهم وتنوعت انتماءاتهم أو معتقداتهم، الإدراك الواعي بأن ولاءهم جميعا وانتماءهم جميعا، يجب أن يكون لوطنهم، وتحقيق أهداف شعبهم، الذي لن يغفر لهم هذه الفرقة، وذلك الانقسام والتشرذم، إذا لم يستطيعوا السيطرة عليه والخلاص منه. أقول ذلك وكلي أمل في أن تستطيع «فتح» و«حماس»، تجاوز الخلافات المثارة بينهما حاليا، حول طبيعة وشكل المرحلة المقبلة في غزة، وهي الخلافات التي طفحت على السطح خلال اليومين الماضيين، في بيانات صادرة عن كل جانب تحمل انتقادات حادة للطرف الآخر. ويبقى سؤال.. ألا يكفي سقوط أكثر من مئة ألف شهيد ومصاب من أبناء الشعب الفلسطيني لوضع حد للخلافات وتوحيد الكلمة بين جميع الفصائل؟

منزوع السعادة

صدر أمس عن الأمم المتحدة تقرير السعادة العالمي – يصدر سنويا- واشتركت فيه 140 دولة، نحن من بينها بالطبع، وفق ما أخبرنا محمد حسن الألفي في “فيتو” وفي التقرير احتفظ شعب فنلندا بلقب أسعد شعوب العالم للسنة السابعة على التوالي، ومن بعده الدنمارك ثم آيسلندا ثم السويد، وعربيا جاء الشعب الكويتي الشقيق أسعدنا جميعا، أما مصر ولبنان وأفغانستان ففي مؤخرة التقرير، وبصريح العبارة نحن التعساء رقم 127، عالميا ورقم 12 عربيا يصدر التقرير منذ عام 2012، ومن اللافت للانتباه خروج الولايات المتحدة وألمانيا من خانة الشعوب السعيدة، لأول مرة منذ عشر سنوات. تكون الشعوب سعيدة حين تكون هناك حكومة تعمل على إسعادهم، هدفها الأول والأخير الإنسان، المواطن، كل التشريعات لخدمته، كل الموظفين لخدمته، لا يشعر بالظلم، يحصل على الأجر الكافي، يتمتع بالحرية، دخله يكفيه ويدخر منه، يشعر بالأمن الاجتماعي، تكفله الدولة إن افتقر وتعطل عن العمل. الشعوب الإسكندنافية إذن، فنلندا وأيسلندا والدنمارك والسويد هم أسعد شعوب الأرض، تقابل موجة السعادة العارمة هناك، محيطات كاملة من التعاسة في المنطقة العربية، بل في الشرق الأوسط. الكويت الشقيق يتصدرنا سعادة ونحن سعداء لأنهم سعداء، والقطريون في المرتبة التاسعة والعشرين، ونحن سعداء لأنهم إخوتنا السعداء. ومع ذلك فإن التعاسة عنوان كل بيت عربي، بسبب المجازر الإسرائيلية ضد أتعس شعوب الأرض قاطبة، إخوتنا الفلسطينيين، فهؤلاء تحت الذبح يوميا وتحت التدمير، وفي مجاعة كاملة، يأكلون علف الدواب، والدنيا تتفرج منزوعة الضمير.

جديرون بالتعاسة

لماذا نحن تعساء في مصر؟ هل يفرح الأغنياء فقط؟ ألا يفرح الفقراء ومتوسطو الحال؟ أسئلة مؤلمة يطرحها محمد حسن الألفي، ليس الثراء هو العامل الوحيد لجلب السعادة، لكنه بالطبع مؤشر مؤثر جدا، ونحن في مصر مرت علينا سنوات عجاف، عصيبة، كنا نسخر مما يجري لنا ونضحك، ونرسل النكات، وننكت على بعضنا بعضا، ونهزم الأحزان والحوجة بأن نقهقه، ولا ننحني. تكالبت علينا المصائب، واحتشدت لنا المخاطر، واتحدت علينا كارثة بعد كارثة، وصار هم المصريين الأول الطعام.. للمرة الأولى في حياتنا، صار الطعام همنا الأول، عمرها ما حصلت أن عزت علينا اللقمة، كانت لقمة العيش مصونة محفوظة، تدبرها الحكومة، ولا يشعر الشعب كم تحملت لتوفيرها، كأي أب يعمل ليل ونهار، ويدبر لبيته خزينه وطعامه اليومي.. انكشفنا أمام بعضنا بعضا، وصار الكلام عن نقص الطعام وغياب المال مدعاة للتعاسة وتبادل الهموم، وانتشار العصبية، والخناقات العائلية، وفي الحي الواحد. تسألوننا عن السعادة هل ذاق المصريون لها طعما؟ هل عاشوها؟ ذقنا طعم النصر، نعم ذقنا طعم استرداد الوطن من عصابة الإخوان والعملاء.. نعم. لكن هل ارتحنا ماديا، وتوفرت لكل بيت حاجاته الكاملة ومصاريفه التي تكفيه وتفيض قليلا؟ كلا لم يعرف المصريون طعم السعادة.. لأن الانتقال من الترتيب رقم 127 إلى رقم 50 أو 40، يحتاج حكومات تطلق طاقات الناس وتحفزهم وتجمعهم على هدف نهائي.. الكفاية والعدل شعار ناصري، وأنا لست ناصريا نعم هو كذلك.. نحن بحاجة إلى الكفاية وإلى العدل في توزيع الثروة الوطنية.. وحتى يتحقق ذلك، أقترح على الحكومة الحالية تخصيص شهر، أو أسبوع، شعاره السعادة لكل بيت مصري، لا أعرف كيف ستسعدنا هذه الحكومة، لكن إعلان الدولة عن أسبوع للسعادة في مصر، سيخلق حالة تفاؤل وبهجة، ويمكن استغلاله سياحيا..

كلمة السر

وفقا للقواعد الاقتصادية التي يستشهد بها سامي أبو العز في “الوفد”، فإن ارتفاع الأسعار يتنامى بسرعة كبيرة، في حين يأخذ الهبوط مددا أطول بكثير في إطار مقاومة الأسواق والمستفيدين والأباطرة، حفاظا على مكاسبهم الخرافية وخزائنهم المكدسة بالأموال على حساب الفقراء، غير مدركين لخطورة ما يرتكبونه من جرائم وآثارها السلبية على الجبهة الداخلية، خاصة بعد تغير الأسباب التي يستندون إليها. التجار والمنتجون والصناع والمستوردون اتخذوا من الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها العالم واشتعال السوق السوداء للدولار بوابة لتحقيق ما يشبع رغباته الدموية، دون أدنى وازع من ضمير أو أخلاق.. المهم بالنسبة لهم في المقام الأول ما يجمعونه من أموال، حتى إن كانت عن طريق الفهلوة والسبع ورقات. وباتت كلمة السر «الدولار إتجنن» والسوق الموازية خربت بيت الجميع، وظلت هذه الحجة الواهية شهورا طويلة حتى باتت أبسط السلع الأساسية يحتاج كل منها إلى ميزانية فاقت قدرات الغالبية العظمى من أبناء الشعب، وبات الغلاء هو حديث الساعة وحمل المصريون شعار الصيام هو الحل من قبل حلول الشهر الفضيل.

أطلقت لهم العنان

جاءت القرارات التي اتخذتها الدولة مؤخرا خاصة بعد صفقة رأس الحكمة وغيرها من قرض صندوق النقد الدولي والقضاء على السوق الموازية للدولار، لتعيد الأمور إلى نصابها، واستشعر الناس خيرا وتنفس المصريون الصعداء أملا في غد مشرق. الغريب حسب سامي أبو العز أنه مع حزمة الإجراءات الاقتصادية، إلا أنها لم تلب طموحات المصريين الذين يأملون المزيد من الاستقرار للأسواق، غير متطلعين لعودتها إلى ما كانت عليه من قبل، ولكن أن تتناسب مع إمكانياتهم وظروفهم المعيشية بما يضمن حياة كريمة لجميع أفراد الشعب. ورغم إعلان الحكومة عن إجراءات عقابية للمتلاعبين بالأسواق، وإجبار التجار على وضع أسعار على السلع مع تجريم عقوبة المخالفين، إلا أن الأمور تسير ببطء شديد لا يتماشى مع انخفاض أسعار الدولار، مقارنة بالسوق الموازية التي قضت نحبها، ولا مع الإفراجات المتوالية عن البضائع ومستلزمات الإنتاج من الموانئ، ولا مع ارتفاع تصنيف مصر المالي في المؤسسات الاقتصادية الدولية. باختصار الحكومة وجهت مؤخرا تحذيرا جديدا شديد اللهجة للتجار والموردين والمصنعين. الوضع الحالي لا يمكن أن يستمر في ارتفاع أسعار السلع، رغم توحيد أسعار الصرف. تشديد القبضة الحديدية على التجار وإعادة هيبة الدولة وفرض سيطرتها على الأسواق عبر القوانين والتشريعات، هو الأمل الوحيد لضبط الأسعار ووضع معايير ثابتة للبيع والشراء والقضاء على بورصة السلع الموازية، التي أوجدت أكثر من سعر للسلعة الواحدة.. كبت جماح الأسواق في ظل الوفرة الدولارية يعيد جسور الثقة بين الشعب والحكومة التي تركت العنان للتجار لسنوات طويلة حتى أفلت الزمام من يديها.

في وسعنا إيلامهم

تلقت شركة ماكدونالدز لطمة «ضخمة» نتيجة مقاطعتها بعد الحرب على غزة، حيث خسرت وفق ما أخبرنا عبد المحسن سلامة في “الأهرام”، نحو 7 مليارات دولار من قيمتها خلال ساعات، بعد إعلان إيان بوردن، مديرها المالي، الأسبوع الماضي، عن استمرار تأثير المقاطعة في المنطقة العربية، والعالم الإسلامي على المبيعات منذ الحرب الإسرائيلية على غزة. أقر المدير المالي لشركة ماكدونالدز بأن المبيعات الدولية ستنخفض تباعا في الربع الحالي من العام المالي الحالي، نتيجة استمرار الصراع في الشرق الأوسط، وأن المبيعات ستكون أقل في الفترة المقبلة نتيجة المقاطعة. كانت شركة ماكدونالدز قد أعلنت أنها ستقدم وجبات مجانية للجنود الإسرائيليين، ما كشف عن وجه الشركة القبيح الداعم لقتل الفلسطينيين في غزة، وأدى إلى حملة ضخمة لمقاطعة تلك الشركة، والشركات الأخرى المشاركة في تقديم الدعم لإسرائيل. هناك العديد من الشركات التي تشترك في جريمة قتل الأطفال، والنساء في غزة.. وكل الأراضي الفلسطينية، أبرزها ماكدونالدز، وكوكاكولا، وستاربكس، وبيتزاهت، وكنتاكي، ودانون، وجونسون آند جونسون، وشويبس، وبيبسى، ومارلبورو، وكادبوري، ودساني.. وغيرها من قائمة الشركات الداعمة للكيان الصهيوني. منتجات هذه الشركات مغموسة بدم الأطفال، والنساء، والعجائز الفلسطينيين، لأن هذه الشركات تسهم في تقديم الدعم المالي الهائل للجيش الإسرائيلي في حربه على الأبرياء في كل الأراضي الفلسطينية منذ عقود طويلة، وازداد الأمر سوءا بعد دخول الحرب على غزة شهرها السادس. اعتراف المدير المالي لماكدونالدز بالخسائر الرهيبة التي لحقت بالشركة يعني قوة، وأهمية المقاطعة الشعبية لتلك الشركات، والكيانات الداعمة لإسرائيل، وفي الوقت نفسه فإن المقاطعة تسهم في تنشيط مبيعات الشركات المحلية التي تنتج البدائل الأفضل لتلك المنتجات. معظم منتجات هذه الشركات يطلقون عليها منتجات “نفايات”، أي أنها تستخدم أسوأ المستلزمات في منتجاتها، ولها أضرار جسيمة، والأهم من كل ذلك أن لها بدائل محلية مماثلة أفضل منها، لكن عقدة الانبهار بالغرب، وكل ما هو غربي، جعلت من هذه الشركات أدوات استعمارية جديدة تحت مسميات مختلفة، والأخطر أنها تقوم بدعم الكيان الإسرائيلي بموارد مالية ضخمة.

دراهم معدودة

يسأل ابن الكتاب محمود الشربيني ذو الاثني عشر عاما أباه: كم يبلغ راتبك الشهري يا أبي؟ ويضيف كما أخبرنا في “المشهد”: هذا المقال الذي كتبته، والدراسة النقدية – دراسات في الحقيقة- التي نشرتها، والحلقات التلفزيونية التي تتحدث فيها كل مرة لنحو ساعة إلا ربعا.. وتذاكر قبلها كما طالب يستعد لامتحان، ألم تحصل على أموال منها، بما يكفي لتلبية احتياجاتنا، وشراء أنواع الطعام التي كنت تشبعنا منها.. زمااااان، دون أن تتضرر ميزانيتك أو تشعر بأنك ستواجه هزة مالية عنيفة، كالتي تحدثنا عنها هذه الأيام، كلما طالبناك بأن تعيدنا إلى سيرتنا الأولى؟ تعبنا من أطعمتك الحالية؛ فولك وعدسك، بطاطسك المهروسة، الشكشوكة، هذه الأكلات التي تلجأ إليها أكثر من مرة أسبوعيا، متذرعا بأن كيلو اللحم بلغ الحلقوم (480 جنيها في بعض المناطق وأكثر في مناطق أخرى) وأن “البانيه” أصبح سعره يفوق الخيال؟ “أمال يا بابا انت كاتب إزاي وصحافي من زمان (1984) هل هناك كتاب بلا أموال؟ ابني هو ابن مجتمع يربط بين نوعية الكاتب (برلنت ولا فالصو) وتأثيره وتقديره بما في جيبه من نقود. انزعجت، تملصت من الإجابات بشتي الطرق، لكن رغبتي في محاورة نفسي معه، وتمزقي من الأزمة الطاحنة التي يعيشها المجتمع – خاصة الكتاب والصحافيون – أعادتني لمحادثته؛ هذا مجتمع لم يعد يقدر قيمة الكِتَاب والجريدة، في عصور سابقة كان المجتهدون منا يتقاضون رواتب مالية جيدة، وأغلبية المؤسسات تساعد في الحصول على شقق وعلى أراض وتمنح بدلات وتأشيرات للحج والعمرة.. تراجعت المهنة وتراجع الكتاب ولم تعد دور النشر تدفع للكتاب، بل يدفع الكتاب لينشروا إبداعهم، وإذا اتفقوا على أجر، فإنهم يرمون لهم بضع نسخ من كتابهم، هل يجوز للناشرين اليوم سرقة جهد وإبداع المؤلفين؟ كتاب كبار بلغوا في نهاية مشوارهم مناصب براقة اسما، يتقدمون- مثلي- لطلب قرض حسن من النقابة (10 آلاف جنيه فقط) مصيبة أن تتدني رواتب وبدّلات الصحافيين، إلى حد يضطرهم لطلب القرض الحسن الضئيل. النقابتان (الصحافيون واتحاد الكتاب) ومؤسسات الصحافة واتحاد الناشرين والحكومة مطالبون بمناقشة هذه الأوضاع المزرية لا أستحي وأنا الذي أكتب “ببلاش” منذ عام 2018، تاريخ عودتي من الكويت، حتى الآن، من أن أطلب عملا فأنا أكتب وأقرأ منذ السابعة صباحا وحتى منتصف الليل، مجانا، بل كنت أدفع من مالي الخاص لإقامة ثلاثة ملتقيات ثقافية شهريا (ملتقى الشربيني الثقافي). حكاياتنا المأساوية يندي لها الجبين، نصرخ عساها تجد طريقها نحو المجتمع، فينتصر لحقوق ضميره الحي؛ كتابه ومبدعيه وصحافييه. وينقذ هذه الفئة المغبونة، حتى لا يظل “فجر ضمير” العصر الحديث يحترق بين أربعة جدران، يخوض معارك الوطن ضد الإرهاب والفساد والتخلف والبيروقراطية والعادات والتقاليد البالية، مكسورا أمام نفسه قبل أولاده. الأزمة تشتد والظلام يخيم، الشموع المنطفئة لا تقاوم العتمة.

«القدس العربي»:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب