نحو الخَلاص من الأنظمة الشُّمولية.

نحو الخَلاص من الأنظمة الشُّمولية.
بقلم علي او عمو.
كاتب من المغرب
جميع الدول التي نَراها اليومَ تَتخبَّط في التخلُّف و الضعف و
الخُنُوع للدول العظمى، تسير وِفقَ سياستها، نجد أنّ سبب
ذلك هو الفساد السياسي: الذي يُعتبَر آفَةً كُبرى و مُعقَّدة
يستحيل معَها أيَّ تقدُّمّ و في كل المَجالات و الميادين؛ و يعني
إساءة استخدام السلطة لأهداف شخصيّة، و السعي وراء
تحقيق منافِعَ ذاتية.. مُعظمُ أنواع الأنظمة الطّاغيَة التي يَنفردُ
حُكّامُها بِصنع القرار مُعرّضة للفساد السياسي التي تتنوَّع و
تَتعدَّدُ أشكالُه إلا أن أكثرها شيوعاً هي المحسوبية والرشوة و
مُمارسة النفوذ و الاحتيال و مَنْح كلّ الامتيازات لِلأقارب و
الأصدِقاء و إقصاء أبناء الشعوب من المَناصِب العُليا في
الدولة.. إن الفساد السياسي يُسهِّل و يُيَسِّر جميع النشاطات
الإجرامية التي تَعمّ الدول الاستِبداديّة جميعَها، و دون استثناء،
و للقضاء على الفساد بشتّى أنواعِه يقتَضي اقتلاع هذا النّوع
من الحُكْم الجائر من جُذوره من قِبَل الشّعوب، التي تُعتَبَر الرّكيزة الأساسية في التغيير السياسيّ، و ذلك من خلال إجبار
الطُّغاة الحاكِمين على الرضوخ لطُموحاتِها، المُتجلّية في إنشاء ديمُقراطية حقيقيّة من خلال تَداوُل السلطة بين أبنائِها،
عن طريق تغيير شامِل لدساتيرِها المُهتَرِئة و المُتجاوَزة، بما يخدُم هذه البلدان و شعوبها تَقومُ بِصياغتِها نُخَبٌ مَشهودٌ
لها بالاستقامَة،، و إجراء انتخابات نَزيهة و شفّافة، تنبَثِق عنها مُؤَسسات دستوريّة حقيقيّة، وذلك بعد انتخاباتٌ تَختارُ
من خِلالِها الشعوب رُؤَساء هذه الدول، بالإضافة إلى تشكيل حُكومات تَخرُج من أَرحام برلمانات مُنتَخبَة، قَضاءٌ مُستَقِل
عن السُّلَط التشريعيّة (البرلمانات) و السُّلَط التنفيذيّة (الحكومات). و حينئذٍ سَتستقيمُ الأمور في هذه البلدان و ستَأْخُذ
طريقَها نحوَ التَّقدُّم و الازدهار و في كلّ المجالات و الميادين، السياسية منها و الاقتصاديّة و الاجتماعيّة و غيرها.. أمّا
في ظلّ الحُكم الحاليّ، التقليديّ، الذي تَتَولّى فيه العائلات السُّلطة و إدارة شؤون البُلدان، فلَن تعرف هذه الدول سبيلَها
نحو أيَّة تنميّة و لَن تَتَمكَّنَ من اللِّحاق بالدول المُتقدِّمة في العالم و لن تَبوَّأَ مَكاناً مَرموقاً بين الأمم العُظمى في عالَم
الحَداثَة و التكنولوجيّات العصريّة المُختلفة. و سَيبقى الفسادُ مُستشرياً فيها بِكُلِّ أشكالِهِ و أصنافِه و ستَظَلُّ خلْفَ الرّكْبِ،
تَتحكَّم في شؤونها النُّظُم الديمُقراطيّة الغربيّة، الأروبيّة و الأمريكيّة، و سوفَ تَبقى رهينَةَ التّبَعية السياسيّة و الاقتصاديّة
لهذه الدول و خاضِعةً لأوامِرِها و نواهيها لِكوْنِها ضعيفةً و هَشَّةً، و بذلك تبقى فاقِدةً للاستقلاليّة في قراراتها، و ستَظَلُّ
خانِعةً و خاضعةً لِصندوق النّقد الدولي و البنك الدولي اللّذان يَسعيان لإغراقِها بِديونٍ مهولةٍ لا تقوى على التخلُّص منها
و لا تستطيع الإفلاتَ من إملاءاتهِما الرّاميَة إلى الإبْقاء على ضعفِها و تخلُّفِها.
بقلم علي او عمو.
كاتب من المغرب