مقالات

ديمقراطية على المسطرة، واحزاب حسب الطلب. بقلم الدكتور غالب الفريجات

بقلم الدكتور غالب الفريجات

ديمقراطية على المسطرة، واحزاب حسب الطلب.
بقلم الدكتور غالب الفريجات

العالم الثالث له فهم خاص في الديمقراطية، ونمط حزبي عليه أن لا يتجاوز التعليمات التي تفرض عليه ، حتى لو كانت هذه التعليمات على النقيض مما يحاكي العقل والمنطق ، لان كل الأفعال والأعمال مما ينافي العقل والمنطق، فليس مهما ان تفرض تعليمات، وتسن قوانين وانظمة، فهذه ليست لتنظيم العمل، مجرد ديكور لمن هم خارج الحدود، اما الداخل فلا يجوز الا أن يكون خاضعا لمزاج صاحب القرار، وصاحب القرار هذا عاجز عن التفسير عما يصدر عنه ، وما على الآخرين إلا الاذعان لما يصدر عن صاحب القرار من امزجة .

أعجب من أن يعامل البعض بمكيالين، واحد فيه من الكيدية التي لا أرضية لها ولا سماء يظلها، وأخر فيه التغاضي حد إثارة الشك، لان الحالتين، التي مورست عليه الكيدية، والتي يتم التغاضي عنها على أرضية واحدة من المخرجات للتي يتعامل معها صاحب القرار، حالة يتم استهدافها ، وأخرى يصل الأمر حد التسامح معها ، وهما على أرضية واحدة أمام صاحب القرار، والاغرب ان حالة أخرى تفشل في مقابلة متطلبات صاحب القرار ويتم التغاضي عنها، فالكيل بمكيالين ام بمزاجين، أم أن صاحب القرار لا يعي بما يصدر عنه، وإن كان ما يصدر عنه مدمر لمصداقيته إن كانت له بعضا منها.

قدرنا ان نكون في هذا العالم اهم مميزات صانعي القرار فيه أنهم يصادرون العقل في صناعة القرار، وأن لا المواطن، ولا الهيئات ولا التنظيمات من أحزاب وجمعيات، ولا حتى حياة الشعوب وآمالها ومستقبلها ذات وزن لدى صاحب القرار، وهو ما يؤكد أن العالم يسير بخطى غير عقلية حتى انها مدمرة للحياة البشرية، فهل هذا عزاؤنا إن صدر قرار هنا وقرار هناك في ساحتنا يتجافى مع العقل والمنطق.

لا اظن ان هناك مبرر لصاحب القرار في ساحتنا ان يصادر العقل والمنطق في أحكامه، فقد تجاوزنا مرحلة الطفولة السياسية، ونمني أنفسنا ونوطنها على أن حالنا يجب أن تتجاوز مرحلة القتامة التي مررنا بها، وكانت مخرجاتها قاتلة ومدمرة لقطاع المفكرين، والمثقفين، وأصحاب الرأي، والسياسيين، واننا اليوم وعموم أبناء الوطن نؤمن بالسعي لخلق أرضية مشتركة لعموم أبناء الوطن لخدمة الوطن والمواطنين، فهل هناك في نفسيات البعض ممن يملك القرار يعيش عقلية التدمير بدلا من عقلية البناء والتعمير ؟ .

الوطن لا يقبل ان تنزل عليه قرارات مدمرة، كيدية، ليست لها اية أرضية العقل والمنطق، ما الذي يضير صاحب القرار ان يلتقي الناس على رأي يهدف خدمة الوطن، والارتقاء به، فالتنظيم ايا كان سياسيا او اقتصاديا او اجتماعيا او تربويا يصب في خدمة الناس، ويرتقي بمصلحة الوطن، وما نجحت تجارب شعوب الأرض إلا من خلال التنظيم.

الديمقراطية لا يمكن لها ان تكون دون عمل حزبي، والعمل الحزبي قائم على التنظيم، فمن يريد ديمقراطية لا يعادي العمل الحزبي، ولا يرى في الأحزاب في ظل القانون إلا رافعة للوطن، فكيف نوطن النفس على قبول العمل الحزبي، ونؤكد اننا سائرون بهذا الاتجاه، فتسقط علينا قرارات تؤكد تدمير العمل الحزبي، وتلغي مسيرة وطن بهذا الاتجاه، أم انكم تريدون ديمقراطية على المسطرة، واحزاب على الطلب، فلا هذه ولا تلك تبني وطن وتعلي من شأنه، وتعطي فرصة لمواطن ان يكون مشاركا ببناء مسيرة بلده، وما الفائدة من ديكور تصنعوه للأحزاب التي تريدونها، فلا تقدم ولا تؤخر، وما هي الا صدى تردد تعليمات اكل الدهر عليها وشرب.

عفى الله على البصر والبصيرة التي لا ترى ولا تعقل عندما تتلبس صانع القرار، فهو نفسه بدلا من أن يكون في خندق الوطن ومعه، فهو يتحول بعلمه او بدون ضد الوطن وعليه، وهو ما يعني دوما ان مشكلة الوطن اي وطن في صناع القرار الذين ينسلخون عن مصلحة الوطن والمواطنين، فتاتي قراراتهم وبالا على الجميع، ويحصد الجميع خيبة الأمل في النظر إلى المستقبل الذي هو ديدن كل ابناء الوطن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب