دفاع أمام محكمة عسكرية
بقلم الدكتور ضرغام الدباغ
بمناسبة نشر نص أدبي جميل يوم (6/ أيار / 2023) على الفيس بوك، وردتني استحسان الكثير من الاصدقاء، بعضهم أدهشه أن أكون قد حفظت نصاً قرأته عام 1959، ولم يغادر ذاكرتي طيلة 64 عاماً، وللأسف لم يكن أسم كاتبه موجود في النص المنشور.
اليوم أريد أن أنشر نصاً قد حفظته عن ظهر قلب، منذ عام 1957، وهو يأبى أن يغادر ذاكرتي، وأعرف أسم كاتبه ولكني لا أريد أن أذكره هنا، وأود القول أني لم أحفظ النص بدقة 100%، ولكن بالتأكيد نحو ذلك .. النص لسياسي عربي أودع التوقيف والتحقيق ثم المحاكمة، في النصف الأول من خمسينات القرن الماضي، ولكن قيض له الخلاص من يد من حبسه، وكتب مذكراته، في كتاب كان من بين مكتبة والدي، وقرأتها وأنا طفل في الثالثة عشر من العمر، ولاحظ عزيزي القارئ، أن الإنسان يقرأ نصوصاً لا تغرب من ذهنه مطلقاً حتى بعد 66 عاماً ….!
النص هو جزء من دفاع ذلك السياسي أمام المحكمة .
“” وحين أخذني الجند إلى المستودع، وطلبوا مني أن أقف ووجهي إلى الجدار، وسمعت قعقعة السلاح، وخيل لي أنني سوف أقتل، وأصارحكم القول قضاتي المحترمين، أنني لم أخف على نفسي، بل خفت على مكتبتي، وطلبتي، وكتبا بدأت بتأليفها ولم أنتهي بعد منها، وحزنت على بلد ما ينبغي أن يقتل خيار الناس فيه، انتظرت الطلقات، ولكن بدون خوف بل بأشمئزاز …! “” .
أنتهى النص
وأني أعترف أن هذا النص مكث في ذاكرتي ولا أنكر أنه أثر في تكويني …!
