الفلسطينيون الكنعانيون جذور راسخة كتبوا التاريخ بايديهم ويرسمون المستقبل بارادتهم بقلم مروان سلطان- فلسطين-
بقلم مروان سلطان- فلسطين-

الفلسطينيون الكنعانيون جذور راسخة كتبوا التاريخ بايديهم ويرسمون المستقبل بارادتهم
بقلم مروان سلطان- فلسطين-
21.4.2021
ما يربو على عشرة الاف سنة تاسست اول المدن في التاريخ على ارض فلسطين فكانت مدينة القمر اريحا وتلاها مدينة الخليل المدينة التي اطلق عليها عمر بن الخطاب هذا الاسم نسبة الى الخليل ابراهيم عليه السلام . ومن أقدم المدن الكنعانية الباقية حتى اليوم: أشدود (أسدود)، (عكا)، غزة،المجدل، (يافا)،(عسقلان)، (بيسان)، وهناك أيضاً العديد من المدن والقرى منها ما بقي حتى اليوم ومنها ما اقدم الاحتلال على ازالته عن الوجود، وقد كانت القدس العاصمة للكنعانين. هنا على ارض فلسطين اسس العرب الكنعانيون حضارتهم ، كما تشير الابحاث ، حيث عملوا في مختلف المهن ، وتطور في عهدهم الادب والفن والموسيقى فكانت تبرز في ادبياتهم المختلفة.
الفلسطينيون او العماليق او الكنعانيون كما يحلوا لك ان تسميهم ، وهم الساميون الذين يعود نسبهم الى سام بن نوح عليهما السلام.
والثقافة الكنعانية هي مزيج من الثقافات التي سادت الحضارات القديمة ، واسست ثقافة كنعان.
هذه المقدمة تاتي لابراز الصفة الثقافية للشعب الفلسطيني التي ضربت جذوره عبر التاريخ ، وهي جذور ثابته توحي بها كل الشواهد على ارض فلسطين بحدودها الطبيعية والسياسية التي تمتد من مصر جنوبا والبحر المتوسط غربا، والمملكة الاردنية الهاشمية وسوريا شرقا، ولبنان شمالا.
لسنا عابرين في التاريخ نحن اصحاب هوية لها شكلها ، ولها ذوقها الذي لا يختلف عليها اثنان. لياتي من هم اقل عمرا من شجرة زيتون في بلادي ليمنع عنا حقنا في اقامة كيانه السياسي والاجتماعي والاقتصادي تحت راية فلسطين . رغم الالم التضحيات الجسام والخسائر البشرية والمذابح التي ارتكبها الصهاينة ضد شعبنا منذ اصدرت هيئة الامم المتحدة قرارها الجائر بتقسيم فلسطين بين العرب واليهود ، هناك اكثر من خمسين مجزرة طوتها صفحات الزمان ولم تذكر في التاريخ، وما مجزرة الطنطورة الا احداها وتم التكتم على البقية الاخرى الا ما علق في ذهن ابناء فلسطين المهجرين من ارضهم واكتوت جلودهم من اللجوء في مخيمات اللجوء والشتات.
الفيتو الامريكي هو ليس الاول وليس الاخير الذي يقف عثرة في تحقيق اماني الشعب الفلسطيني على تراب وطنه، واستعادة جزء من حقوقه المسلوبة. معارك التحرير الطويلة ولا تنتهي بعام او عامين ولكنها ، تنتصر بارادة الشعوب التي تعرف طريقها نحو الخلاص من الاحتلال. تنتصر الشعوب الحرة بوحدتها ، وبإيمانها بالنصر الذي ترى نوره في نهاية النفق. الفيتو الامريكي في مجلس الامن يعطل زمنا ولا يعطل مسارا . الدولة الفلسطينية تقام في وجدان الشعب الفلسطيني الذي يناضل من اجل حريته.
يقول امير الشعراء احمد شوقي :
“وَما نَيلُ المَطالِبِ بِالتَمَنّي
وَلَكِن تُؤخَذُ الدُنيا غِلابا
وَما اِستَعصى عَلى قَومٍ مَنالٌ
إِذا الإِقدامُ كانَ لَهُم رِكابا”
بهذه الروح وبهذا النفس يستمر الاقدام جيل بعد جيل ، الى ان يصل شعبنا الى حقه في نيل حريته واستقلاله ثابتين على الثوابت الفلسطينية لا تفريط ولا مساومة مع الصابرين القابضين على الجمر . بهذا الامل نرسم على جدار الزمن ان جذورنا ضاربة في عمق التاريخ، وكما قالها الرئيس الشهيد الخالد فينا ياسر عرفت ان المستقبل لزهراتنا يرفعون علم فلسطين فوق اسوار القدس مهللين مكبرين فلسطين عربية ، على القدس رايحين ش^داء بالملايين.