مقالات

فلسطين أرض انتصارات الأمة العربية عين جالوت وحطين فغزَة شواهد عصر بقلم د-عزالدين حسن الدياب

بقلم د-عزالدين حسن الدياب

فلسطين أرض انتصارات الأمة العربية
عين جالوت وحطين فغزَة شواهد عصر
بقلم د-عزالدين حسن الدياب
بعين مستقبيلة تنظر المقاربة إلى التاريخ العربي نظرة فاحصة ومحلِلَة،تستذكره عن المكانةالتي وضعها فيها الإسلام، وتجليات هذا التكليف بدءاً من مهمتها في دورهاالحضاري الإنساني الذي جعل من فكره وعقيدته وثقافته رسالة،للأمة العربية، وإبلاغها للأمم وشعوبها.ويفيدها التاريخ وهي تراه في ماضيه وحاضره ومستقبله،وحضور الماضي في الحاضر،وتواجدها معاً في المستقبل،بأن الفتوحات العربية،كانت البداية في تشكل هذا التاريخ على نحو جديد،تخليص الأقطار العربية من الأقوام التي جاءت غازية مثل الفرس والرومان،وبناء الدولة العربية القوية،لتكون أهلاً لمهمتها الرسالية.
بهذه العين المستقبلية،ترى انتصارات الأمة العربية ببلوغ الرسالة أراض ومدن وشعوب،ماكان لها أن تصل لولا قوة
الدولة العربية،وما ملكت من تقدم حضاري ومعرفي وثقافي.حتى باتت بعض المدن العربية والإسلامية مراكز علم ومعرفة
يقصدها الناس من أقوام وشعوب للتعلم من علومها وفكرها وقيمها.ولكن الأمة العربية لم تبق على حالها قوية موحدة،وإنما بدأ الضعف يتناولها،والفرقة أخذت منها مآخذ شعوبية، وانفصالية وانسحاب من التاريخ،لصالح الوازع القبلي والعشائري
والنّزعات المحلية والجهوية،وما تقودها من عصبيات.هذه الحالة العربية التي وصلت إليها الأمة العربية،جعلتها عرضة لهجمات قوى عسكرية ناهضة مثل المغول والتتار،وما فعلته من تخريب ودمار ونهب واستيطان.
ومع أن الأمة العربيةخضعت لقانون تبدل الأدوار،وزوال قوتها، ولكن الأمة العربية،في بعض مواقعها بقيت مالكة لمغالبة
القوى العسكرية التي غزتها،فانتصرت في حربها على التّتار في عين جالوت،وماكان لهذا النصر من تجليات، من مشاهدها التي تذكر وتؤخذ عبرة،تحول بعض هذه القوى إلى الإسلام لتشكل من بعد إمارات،محملة بدور المجابهة لحروب صليبية
فانتصرت على مناطق ارتكاز القوى الصليبة من بعد في حطين.النظرة المستقبلية لانتصار الأمة العربية في عين جالوت ومن ثم في حطين،أخذا بما للماضي من تداخل وحضور في الحاضر،وما لحضور الماضي والحاضر في المستقبل،وكيف تراه في الحرب الدائرة بين الكيان الصهيوني والأمة العربية في غزّة.أي الرؤية التي تحضر نصر عين جالوت ونصر حطين،وتراه في
انتصار غزة على الكيان الصهيونى،المتمثل حتى هذه اللحظة بنهوض القضية الفلسطينية كقضية مركزية في معركة المصير
العربي،وهي المعركة الحمالة لصور ومشاهد مستقبلية تراها الآن في المعارك التي يخوضها شعب فلسطين في غزّة،وفي الرأي العالمي الجديد المناصر لحق فلسطين الظفر بمعركة الإستقلال،الرأي العالمي الجديد الذي يعيش حالة الثورة على النظام العالمي التي تتحكم به الصهيونية العالمية،وظهور النظام العربي بضعفه وتبعيته،وخضوعه للسياسة الصهيونية
وانخراطه في مجال التطبيع مع هذه السياسات،ومحاولته كسر هذا الانتصار بضغوطه على قوى النصر للتنازل لصالح الشروط
الصهيونية. هل للأمة العربية من صحوة ترتقي إلى مستوى النصر في غزة، لأن استقدام ماضي الانتصار في عين جالوت وحطين،نجده في حاضر انتصار غزة،أليست هذه الانتصارات، تحسب لفلسطين بأنها أرض انتصارات الأمة العربية؟*
*كان بودي لو أن الدراسات التاريخية عن معارك النصر العربي في عين جالوت وحطين على أرض فلسطين متوفرة،لقدمت في هوامش هذه المقاربة الكثير من التفاصيل الهامة التي تغني هذه الدراسة،بحيث نسقطها بعين مستقبلية على ما يجري في غزة من مؤامرات تريد إسقاط هذه الانتصارات ورؤيتها بعين شعوبية وصهيونية،وتحرم شهداء فلسطين من هذا النصر الذي قدّمت غزّة ثمنه غالياً منّ أبنائها ومالها وسكنها وفائض عيشها.
تحية إجلال وإكبار لشهداء الأمة العربية طوال تاريخها.
د-عزالدين حسن الدياب -6-5-2024.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب