ثقافة وفنون

الطبيب الفلسطيني عز الدين أبو العيش: في الغرب ازدواجية معايير وفهم قاصر للقضية الفلسطينية

الطبيب الفلسطيني عز الدين أبو العيش: في الغرب ازدواجية معايير وفهم قاصر للقضية الفلسطينية

نوربرتو باريديس | ترجمة: عبدالله الحيمر

من رحم المعاناة التغريبة الفلسطينية، يواصل التفوق على جراح الاحتلال بالمكان والزمان. الطبيب الفلسطيني ابن غزة ، الذي قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ثلاثا من بناته وابنة أخيه، وأصابت آخرين من أقربائه في عملية ما يدعى «الرصاص المصبوب» في 2008. عز الدين أبو العيش، الذي يعيش الآن في كندا مع آخر أطفاله، لا يؤمن بالوسائل العسكرية وهو مدافع قوي عن المصالحة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وهو معروف في جميع أنحاء العالم برسالته للسلام، التي أكسبته ترشيحه لجائزة نوبل ثلاث سنوات متتالية. كما تم ترشيحه لجائزة ساخاروف لحرية الروح، التي منحها البرلمان الأوروبي، وحصل على العديد من الجوائز، بما في ذلك جائزة المهاتما غاندي للسلام. منذ عام 2010، تم إدراجه في قائمة أكثر 500 مسلم نفوذا في العالم، التي جمعها المعهد الإسلامي الملكي للدراسات الاستراتيجية في عمان، والتي تمنحها الحكومة الهندية. كان معه هذا الحوار في القسم العالمي في هيئة الإذاعة البريطانية.

□ قبل أربعة عشر عاما، خاضت الجماعات الفلسطينية المقاومة وإسرائيل حربا شبيهة بالحرب التي نشهدها اليوم. في ذلك الوقت، كيف تقطعت بك السبل في غزة مع عائلتك. وكيف ترى الوضع اليوم؟
■ من المهم أن تعرف أن ملحمة طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول لم تخرج من العدم. يعتقد الكثير من الناس أن الصراع بدأ في هذا اليوم، لكن هذا ليس هو حال للواقع الفلسطيني. يمثل هذا الصراع تهديدا وجوديا للفلسطينيين على أرضهم الأصلية، وهو مستمر منذ عقود عديدة، ومن الضروري فهم الأسباب الجذرية للمشكلة. بصفتي فلسطينيا، أنا أحد الناجين من النكبة. الكارثة التي تم بها اغتصاب فلسطين من طرف الصهاينة. هجر بالقوة أكثر من 750.000 فلسطيني، وطردوا من منازلهم بعد إعلان إسرائيل ما يدعى استقلالها عن الانتداب البريطاني على فلسطين في 14 مايو/أيار 1948، وأثناء الحرب العربية الإسرائيلية التي بدأت في اليوم التالي واستمرت 15 شهرا. والدي وأمي وجدي هم جميعا ناجون من النكبة، وما زلنا نعاني حتى اليوم. لا توجد دولة أخرى في العالم عانت كما عانينا نحن الفلسطينيين.

□ ما هو الطريق الأمثل لإنهاء معاناة الفلسطينيين؟
■ نحن لا نحب القتال، نود فقط أن نكون أحرارا. نحن بحاجة إلى العالم لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف. ما الذي نبحث عنه بالعنف؟ إذا أنا عنيف تجاهك وأنا أنتهك حقوقك وكرامتك، ماذا كنت ستفعل؟ على الأرجح، سوف تسعى للدفاع عن نفسك، لديك الحق في حماية كرامتك. من خلال احترام كرامة وحقوق الآخرين، يمكننا التغلب على العنف.

□ ماذا تقصد بالعنف؟
■ تعرف كلمة «عنف» دوليا في عالمنا المعاصر، بأنها الاستخدام المتعمد للقوة أو القوة البدنية، الحقيقية أو المهددة، ضد الذات أو ضد شخص أو مجموعة عرقية أخرى، ما يتسبب في الإصابة أو الوفاة أو الضرر النفسي أو الحرمان أو الإبادة الثقافية .هذا ما يحدث لنا نحن الفلسطينيين. الاحتلال الإسرائيلي هو شكل من أشكال العنف. ويجب أن نمنع العنف بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي حتى يتسنى للإسرائيليين والفلسطينيين أن يكونوا أحرارا بالواجبات والحقوق.

□ ما هو الغرض من العنف؟
■ قتلت ابنتي، في 16 يناير/كانون الثاني 2009. اعتادت أن تخبرني أنه ينبغي لنا عدم الرد على العنف بمزيد من العنف. كطبيب، أنا لا أعالج الأمراض بالأمراض، لكن بالمضادات الحيوية أو العلاجات. لا يتم التعامل مع السلبية أو حلها بمزيد من السلبية، ولا يتم حل العنف بالانتقام أو القتل. وفي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، نحتاج إلى بديل للعنف، ألا وهو الحرية واحترام حقوق الإنسان للجميع.

□ لقد ولدت وترعرعت في غزة، كيف ينظر الفلسطينيون إلى إسرائيل؟ وهل تغيرت هذه الرؤية بعد ملحمة طوفان الاقصى؟
■ منذ عام 1948، يعيش الفلسطينيون في ترهيب وإذلال وحرمان من أقدس شيء في الكون: الحرية. الفلسطينيون يريدون أن يكونوا أحرارا، ولا يريدون أن يتعرضوا للقمع أو الاستعمار أو الاحتلال أو الترهيب أو الإذلال. إنهم يحبون الحياة ويريدون أن يعيشوا ويريدون أن يعيش الآخرون. فلسطينيو غزة يعيشون الآن تحت الاحتلال، بلا أمل ودون مساعدة، دون عمل ودون حياة. إنهم يعيشون تحت حصار بري وبحري وجوي. ما يحدث الآن في فلسطين أمر مروع. قتل ما أكثر من 35 ألف فلسطيني في غزة، معظمهم من النساء والأطفال الأبرياء، لأن 70% من سكان غزة هم من النساء والأطفال.

□ يزعم الإسرائيليون أن حماس قتلت أيضا أطفالا في إسرائيل!
■ أنا أفهم ذلك. أنا أعارض قتل أي طفل، سواء كان إسرائيليا أو فلسطينيا. ونود أن تكون لحياة الأطفال الفلسطينيين قيمة حياة الأطفال الإسرائيليين نفسها. بالحياة والكرامة الإنسانية هل لديهم القيمة نفسها؟ نود أن يكونوا متساوين في الحقوق والواجبات، لكن في بعض الأحيان يبدو أن حياة طفل إسرائيلي تساوي أكثر من حياة طفل فلسطيني.

□ لقد كرست حياتك للمصالحة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. كيف ترى هذه المصالحة اليوم، بعد الأحداث الأخيرة؟
■ أنا أؤيد المصالحة، لكن قبل ذلك يجب أن نفهم ما حدث حتى نتمكن من علاجه ومنع حدوثه مرة أخرى. كما قال يسوع: «اطلبوا الحق والحقيقة ستحرركم». يجب أن نبحث عن الحقيقة ونفهم أن هناك شعبا فلسطينيا وشعبا إسرائيليا، وأن أحدهما هو الغازي والآخر محتل، وأن أحدهما مضطهد والآخر هو الظالم، لكني أريد أن يكون كلاهما متساويين. قبل المصالحة، أول شيء يجب فعله في الأزمة الحالية هو وقف إراقة الدماء.

□ في رأيك، المصالحة لن تتم إلا إذا أنهت إسرائيل احتلالها للأراضي الفلسطينية؟

■في تقديري، الأولوية هي وقف إراقة الدماء وقتل الأبرياء. ويجب أن ينصب التركيز على إنقاذ أرواح الفلسطينيين والإسرائيليين، ثم يجب أن نبدأ مفاوضات جادة وأن نعالج الأسباب الجذرية للمشكلة، دون تحيز. يجب أن تستند المفاوضات إلى قرارات دولية، ويجب أن يشارك العالم. من مصلحة الجميع أن ينتهي الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأن يكون الشعبان أحرارا. أرى إنسانيتي وكرامتي وحريتي في إنسانيتك. لن أكون حرا حتى تكون حرا. ولهذا السبب يجب أن ندافع عن الحرية والعدالة والمساواة والسلام والأمن للجميع. لقد قلت هذا للإسرائيليين مرات عديدة. إن أمن إسرائيل ومستقبلها واستقلالها وسلامها ترتبط بالحقوق المتساوية للفلسطينيين.

□ هل حل الدولتين لا يزال ممكنا؟
■ لا تسألني ذلك؛ اسأل الإسرائيليين: ماذا يريدون؟ نحن نقبل حل الدولتين. اسأل الغزاة عما إذا كانوا يريدون إنهاء الصراع، وما إذا كانوا يريدون حل الدولتين على أساس القرارات الدولية. يجب أن نبحث عن الحقيقة، ونفهم أن هناك شعبين، أحدهما هو الغازي والآخر محتل، والآخر مظلوم.

□ لكن هل تعتقد أن هذا لا يزال ممكنا؟
■ رفض بنيامين نتنياهو (رئيس الوزراء) وقادة إسرائيليون آخرون في بعض الأحيان تأييد حل الدولتين ووجود دولة فلسطينية. نفى بتسلئيل سموتريتش وزير المالية الإسرائيلي (أقصى اليمين) مؤخرا وجود شعب فلسطيني، أو أمة فلسطينية وقال إنه لن تكون هناك دولة فلسطينية على الإطلاق. كما وصف وزير الدفاع يوآف غالانت الفلسطينيين بأنهم «حيوانات بشرية». ماذا تريد مني أن أقول؟ إما أن يكون هناك حل دولة واحدة، أو هناك حل دولتين. الأمر متروك للإسرائيليين والمجتمع الدولي ليقرروا ما إذا كانوا يدعمون أحد هذه الحلول أم لا، وليس للفلسطينيين. نحن نقبل حل الدولتين على أساس القرارات الدولية. هل الإسرائيليون على استعداد للمضي قدما وقبوله؟ وإذا لم تكن هذه الدول مستعدة لقبول ذلك، فإن للمجتمع الدولي دورا يؤديه. نحن الفلسطينيين نعترف بإسرائيل كدولة، هل يعترفون بنا؟ أعتقد لا.

□ أثار دعم الغرب لإسرائيل اتهامات بالنفاق والازدواجية بالمعايير في العالم العربي، هل توافق على هذه الصفات الاعتبارية؟
■ الغرب يتصرف مع النفاق والمعايير المزدوجة: ويرفض احتلال أوكرانيا من قبل روسيا، لكن لماذا لا يرفض الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين؟ لا يعتقدون أن الفلسطينيين تحت الاحتلال؟ النفاق هو لالتقاط الأنفاس. إن المملكة المتحدة هي أصل الفوضى التي نشهدها، من وعد بلفور إلى الدعم المستمر الذي قدمته لإسرائيل حتى الآن، على حساب المعاناة الفلسطينية والنكبة. يدعي الغرب أن إسرائيل لديها الحق في الدفاع عن نفسها، لكن ماذا عن الفلسطينيين الذين يعيشون في ظل الاضطهاد والاحتلال – هل لديهم الحق في الدفاع عن أنفسهم؟ يدعي الغرب دائما في كل المحافل الدولية، أن إسرائيل لديها الحق في الدفاع عن نفسها، لكن ماذا عن الفلسطينيين الذين يعيشون في ظل الاضطهاد والاحتلال؟ مع الأسف، اقولها بصراحة العالم الغربي متحيز لوجهة النظر الإسرائيلية.

□ هل ما يحدث في أوكرانيا مماثل لما نراه في الأراضي الفلسطينية؟
■ بالطبع هو كذلك. لقد غزا الروس أوكرانيا ويحتلونها، ولهذا السبب بدأ الغرب والولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة وغيرها في تعزيز الدفاع عن حقوق الأوكرانيين وتزويدهم بالمساعدة العسكرية. الفلسطينيون تحت الاحتلال ولهم أيضا الحق في الدفاع عن أنفسهم. لكن معظمنا لا يؤيد استخدام الوسائل العسكرية، لأن هذه لن تنهي الصراع. نحن بحاجة إلى أن يعمل المجتمع الدولي كوسيط شفاف، وأن يثبت أنه يهتم بالشعب الفلسطيني واتفاقية حقوق الإنسان وقرارات الأمم المتحدة. والمجتمع الدولي غير مبال ويدعم مرتكبي هذه الأعمال. ويشارك المجتمع الدولي في معاناة الشعب الفلسطيني. إنها لا تدافع عن العدالة، بل تدافع عن النفاق وسياسة الكيل بمكيالين. فلماذا تقرر بولندا وقف توريد الأسلحة إلى أوكرانيا؟

□ كيف ينظر للغرب في العالم العربي اليوم؟
ـ ينظر العالم العربي قاطبة إلى الغرب من خلال أفعاله. ينظر إليه على أنه مجموعة من البلدان المتحيزة. ويجب عليهم التخلي عن سياسة الكيل بمكيالين إذا كانوا يؤمنون حقا بحقوق الإنسان والعدالة والحرية وحرية التعبير. لقد حان الوقت للدول الغربية لتغيير نهجها، واحترام المبادئ التي تدافع عنها والتصرف وفقا لذلك.

□ بعد وفاة بناتك الثلاث في غزة بعد التفجيرات الإسرائيلية، بدلا من اختيار طريق الكراهية أو الانتقام، حثثت الجهات الفاعلة في الصراع على التواصل واختيار الحوار. وهل قد تغير موقفكم؟
■ لم يتغير أبدا موقفي. أنا أؤمن دائما بالحوار البناء من أجل بناء سلام دائم في المنطقة. وأنا ملتزم به دائما. أعرف ماذا يعني فقدان أحد الأحباء. أتحدث الآن وأفكر في بناتي وشعبي وجميع الأبرياء في جميع أنحاء العالم، الفلسطينيين والإسرائيليين والأوكرانيين. يجب أن نفهم أن الطريقة العسكرية والقتل والنفاق والمعايير المزدوجة والظلم، لن تصل بنا إلى أي مكان. نحن بحاجة إلى السلام والتعايش بين الشعوب والحضارات في هذا العالم. نحن نعيش في عالم متنافر لأن بعض الغربيين ما زالوا يؤمنون بسيادة العرق الأبيض، وقد حان الوقت لفهم أننا جميعا متساوون. يجب أن تتوقف الغطرسة والتفوق وعقلية الاستعمار. يجب أن نساعد بعضنا بعضا، ونحترم بعضنا البعض ونعيش في وئام وسلم عالمي .

□ حاولت الحصول على العدالة في المحكمة العليا الإسرائيلية بعد وفاة بناتك، كيف حدث ذلك؟
■ لقد حاولت مرارا وكل ما توقعته من إسرائيل ان تصدر إدانة رسمية وتعويض من محكمة الاحتلال (لقد رفضت محكمة بئر السبع الإسرائيلية، دعوى تعويض قدمتها بادعاء أن «الحادثة» حصلت خلال أعمال حربية وأن منظمات «إرهابية» خبأت سلاحا داخل منزلي).. ألا تظن أن بناتي يستحقنَّ إدانة واعتذارا وتعويضا رسميا من دولة محتلة؟ ألا تعتقد معي، أنهن يستحقنَّ الاعتراف بإنسانيتهن؟ لكن اليوم، يعيد التاريخ نفسه. لقد بدأوا (إسرائيل) في خلق قصص كاذبة ومغالطات مفضوحة للإعلام العالمي. قالوا إن بناتي قتلن على يد حماس وبدأن في تبرير ما حدث. طلبت استصدار حكم قضائي يدين الجيش الإسرائيلي ولم أحصل عليه. لكنني ما زلت أؤمن وأنقل رسالتي لصالح الحرية للجميع، الاحتلال اختار الموت ونحن اخترنا الحياة. وسأنتصر لأرواحهن الطاهرة حينما أحصل لهن على الحد الأدنى من حقهن بالإدانة والتعويض.

□ كفلسطيني، ما رأيك في ملحمة طوفان الأقصى في غلاف غزة المحتل؟
■ لم تحدث ملحمة طوفان الأقصى من فراغ، كما سبق أن قلت. لم ينهضوا ويقرروا القيام بذلك دون أن يحدث أي شيء من قبل. هذه هي المشكلة. علينا أن نفهم ما حدث من قبل. كما قلت، أنا أرفض قتل أي إنسان. ما حدث هو نتيجة لاستمرار الفظائع التي ارتكبت ضد الفلسطينيين طوال اغتصاب أرضهم باعتبارها أرضا خلاء دون شعب أصلي.

□ هل تقول إن هجوم حماس كان ردا؟
■ رجاء من فضلك؛ هل سألت الإسرائيليين إذا كانوا يدينون ما يحدث ضد الفلسطينيين؟ لقد رأيت سؤالك في جميع وسائل الإعلام الغربية. هل يمكنك أن تسأل الإسرائيليين عما إذا كانوا يدينون مقتل بناتي؟ هذه ليست النقطة. عليك أن تفهم السياق والوضع والقضية الفلسطينية في بعدها التاريخي والسياسي. قتل العديد من الفلسطينيين لسنوات عديدة قبل ملحمة طوفان الأقصى. انظر إلى ما يحدث في العديد من المدن الفلسطينية وفي القدس المحتلة. على أي حال، أنا أدين قتل أي إنسان كيفما كانت أصوله أو عرقه أو حضارته. أنا أتكلم هنا كفلسطيني، وليس عضوا في حزب.

□ في الشرق الأوسط، يعتبرك الكثيرون رمزا للأمل: هل ما زلت تحتفظ به؟
■ لن أفقد الأمل أبدا ولهذا السبب أنا هنا لأتحدث معك. طالما أنا على قيد الحياة، لن أفقد الأمل أبدا. وآمل أن تصبح هذه المأساة التي نشهدها يوما ما شيئا منسيا، الفلسطينيون والإسرائيليون، أمامنا فرصة لفهم بعضنا بعضا وتحويل هذا الوضع إلى حرية وحياة لكلا الشعبين. أشعر أكثر بالمسؤولية لإيصال رسالة شعبي بأننا طلاب حق وسلام.. لقد كرست حياتي للسلام والتعايش بين الشعبين. وحلمي اليوم أن تتاح الفرصة للعودة إلى غزة وأعيش ما تبقى لي من عمر وأموت وأدفن فيها.

ترجمة بتصرف عن موقع BBC News, Afrique

كاتب مغربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب