مقالات
حق الأمّة العربية على التيار القومي العربي في خارطة ثقافية بقلم د-عزالدين حسن الدياب.
بقلم د-عزالدين حسن الدياب.
حق الأمّة العربية على التيار القومي العربي في خارطة ثقافية
بقلم د-عزالدين حسن الدياب.
“غونداليزارايز كانت تريد من “الفوضى الخلاقة” التي دعت إليها في وطننا العربي الإطاحة بكل ثوابت الثقافيةللشخصية العربية القومية”.والمتابعة المحملة بمهمة دراسية تفسيرية للثقافة العربية،بالاعتماد على التفسير الأنثروبولوجي الثقافي،من أجل وضع المعاني الصحيحة للظاهرة الثقافية،وهي تمارس وظيفتها داخل البناء الثقافي، تتحرك من خلال متابعة الثقافة العربية،تستكشف التحديات التي تعيشها هذه الثقافة،وما إذا كانت هذه التحديات آتية من خلال بنية الثقافة،وتواصلها مع الثقافات القريبة زمانيا ومكانياً.
والبحث في حال الثقافة العربية،يستند إلى مقولة خلدونية،شكلت دائرة اهتمام علماء الأنثروبولوجيا في أتحاء متعددة من
العالم،وهي أنّ الإنسان ابن عوائده،أي ابن ثقافته،وبالتالي حق لكثرة من علماء الأنثروبولوجيا القول:إنّ الثقافة تكوِن شخصيتنا. والثقافة العربية شأنها شأن كل ثقافات الأمم مركبة ومكونة من عناصر مادية واجتماعية وسياسية وفكرية،ولكنها مختلفة في حركتها وقدراتها،،الأمر الذي يجعل الانثروبولوجيا تصفها بالثقافة التقليدية،وتقول عنها إنها راكدة في تحركها وقدرتها،التواصل مع الثقافات الأخرى من خلال برامجها،ومخططاتها وبلوغ إهدافها،لأنّ الماضي الثقافي العشائري القبلي القيمي،ومكوناته من عادات وتقاليد وأعراف لاتزال تطبع الشخصية الاحتماعية العربية،وسلوكها الاجتماعي بسلوكها المحكوم إلى تلك القيم والعادات والتقاليد.
والثقافة العربية في حالتها الراهنة،لم لها من ماض وحاضر، وخلال تواصلها مع الثقافات الأخرى تتأثر بهذه الثقافات،وهي بموجب هذا التأثير،تتخلى عن عناصرها الثقافية،المادية والفكريّة والاجتماعية،الأمر الذي يجعلنا نرى في شخصيتنا
العربية الاجتماعية والسياسية والفكرية،وحتى القيمية،عناصر ثقافية أوربية وأمريكية،وهذا الخليط الثقافي،يطبع شخصيتنا
بطابع تلك الثقافات،ولهذا تكثر في شخصيتنا العربية،ما تطلق عليه الأنثروبولوجيا النفسية الاجتماعية ب” الازدواج الثقافي.
كثيرة هئ الأمثلة التي يمكن طرحها،عن الازدواج الثقافي من عادات اللباس،إلى الفكر ،إلى بعض الآداب الاجتماعية.
هذا الإزدواج الثقافي لا يعيب شخصيتنا العربية،إذا بقي في حدوده الحالية،حيث يمكن السيطرة عليه،ووقفه عند حدوده
الحالية،وإنما الخطورة فيه،عندما ينفلت التواصل الثقافي ويخرج الشخصية العربية من ملامحها ومعالمها الأصيلة،على
النحو الذي نراه في أكثر أقطارنا العربية،وخاصة في دول الخليج العربي.
اننا نسأل ليكون السؤال دالة على شخصية الشاب العربي،لماذا كانت فرنسا معنية خلال استعمارها للمغرب العربي،نحو محو اللغة العربية،وتطبيع الشعب العربي هناك بطابعها،ولكن الطباع التي تزيد الشخصية العربية اغتراباً،واندماجاً،مع كل ما يهدم هذه الشخصية ويجعلها،مطواعة لوطائف الثقافة الفرنسية؟
وعن سؤال زاد من حدّة طرحه،حيادية، وهامشية الشباب العربي تجاه مايجري في غزّة، من جرائم ودمار وتهجير وإبادة
يقوم بها الكيان الصهيوني،وموقف الأنظمة العربية،المسكون بكل مستويات التبعية والتطبيع،وتنفيذ أوامر السياسة الصهيونية،الممثلة بالموقف الأمريكي تجاه القضية الفلسطينية،تاريخياً،وحتى لحظة طوفان الأقصى آلذي أظهر العدوانية الغربية الأمريكية،بقولها:”لو لم تكن إسرائيل موجودة لأوجدناها”.ولاشك،أن هذا الموقف أسقط شرعية الحكم في الدول العربية المتعاونة مع سياسات الأنظمة العربية،التي دخلت الخيمة الصهيونية،عالمكشوف.ونبه إلى السياسات الثقافية،تحت شعار الحداثة ً،والديمقراطية،وحرية الرأي،وحق التنوع والاختلاف،نبه إلى أن هذه السياسات طبعت شخصية الشباب
العربي،بالامتثال لأوامر تلك السياسات،والاندماج مع سلوكها،وفي هذه الحالة،هل لنا أن نأخذ مواقف الشباب العربي،في
تلك الأقطار وسكوتهم المشين عن فتح سفارات للكيان الصهيوني في بلدانهم،وكأن الأمر لايخصهم،ولايعنيهم،ولايشكل
تحديا وجوديا لأمّتهم العربية.وأذكّر بهذه المناسبة،التقائي مع رفيق لي من أيام القاهرة،وكناآنذاك نحضر جلسات المؤتمر القومي العربي،والصديق الأب دخل المعتقل أكثر من مرة،حاولت أن أناقش ابنه،لأستدل على شخصيته ،وتفكيره،ووًلاءاته وانتماءاته،وتبين لي إنه عكس والده،عندما قال لي:ماذا استفدتم من نضالكم،البريطاني أقرب لي في التفكير منكم.
هذه الحكاية الشاهد عن الحالة التيً وصل إليها شبابنا العربي،فهي ظاهرة عربية،والدلالة البسيطة،أن زحف آلاف الشباب العربي في أحد المطارات للاعب كرة القدم البرتغالي،لايحظى بها أي حاكم عربي،بدون ضغط الأنظمةً الأمنية المخابراتية.
وهذه الحالة المخيفة التي عليها الشباب العربي فكريا وثقافيا وسياسيا،هي وليدة الأنظمة العربية،في تحول ثقافي قيمي يجعل شخصية الشباب العربيي يقبل طوعيا التعايش مع الكيان الصهيوني.
على ضوء ما أتينا به من معاني ثقافية جديدة حول سمات ومعالم شخصية الشباب العربي،هل للأمة العربية بالتيار القومي العربي،النظر في حال الثقافة العربية الراهنة،والتحدبات التي تواجهها في مكوناتها،وماتطبع به الشخصية العربية،
وشاهدها حالة الشباب العربي تجاه ماتخوضه فلسطين منً تحد بوجودها،إنطلاقا من حقيقة قومية عربية،إن تحدي الأمة العربية،في فلسطين،هو في حقيقته تحدي وجودي للأمة العربية.
كيف لهذه الأمة بتيار قومي عربي يستحضر خارطة ثقافية،تجابه حال الثقافة العربية الراهنة،خارطة ثقافية تستشرف مستقبل الأمة العربية،في ظل التحديات التي تستهدف شخصيتنا العربية،وفي مقدمتها الشخصية الحيادية المستسلمة لأوامر الثقافة،التي تشكلها الأنظمة العربية،في سبيل حكم من الرعايا والأتباع،خارطة ثقافية فيها مستقبل الأمة العربية وطموحاتها،في الوحدة العربية،بوصفهاًالمدخل لبلوغ تطلعات الشعب العربي .خارطة ثقافية عربية،تنهض بمقومات الشخصية العربية المناضلة،على النحو التي نراها في شباب فلسطين،خارطة ثقافية تحيي مقومات وقسمات الجيل العربي الجديد،التي دعى إليها الفكر القومي البدايات.
د-عزالدين حسن الدياب.