مقالات
حلم الانتصار الكبير لنتنياهو هو تسجيل النكبة الثانية للشعب الفلسطيني امام الشعب الاسراىيلي بقلم مروان سلطان. فلسطين
بقلم مروان سلطان. فلسطين

حلم الانتصار الكبير لنتنياهو هو تسجيل النكبة الثانية للشعب الفلسطيني امام الشعب الاسراىيلي
بقلم مروان سلطان. فلسطين
20.5.2024
———————
الحرب على غزة وعلى الشعب الفلسطيني تدخل شهرها الثامن دون افق لنهايتها، جرت اسرائيل بجيشها المدرب والمزود باحدث الاسلحة والتقنيات والاكثرها دمارا من الصناعات الامريكية الحديثة، وقد تم تجريبها في قطاع غزة على المدنين واحدثت دمارا هائلا في البشر والشجر والحجر، قتل الاف المدنيين %30 من الاطفال عدى عن النساء والشيوخ. حيث قدر عدد الش^داء والمصابين باكثر من مائة وخمسون الف وتعادل اكثر من %2 من سكان قطاع غزة. اضف الى هذا الكم الكبير من الضحايا والمصابين التدمير الذي لحق في البنية التحتية من القضايا الاجتماعية في التعليم والصحة والشوارع والصرف الصحي ، وخرجت المشافي عن الخدمة الصحية، ودمرت الجامعات والمدارس والمؤسسات الثقافية وتم تسويتها بالارض. اما المياه والصرف الصحي فقد تم تعطيلها كليا فلا توجد مياه صحية وفاضت مياه الصرف الصحي في الشوارع والعراء. وفرضت المجاعة على قطاع غزة عندما اغلقت الحدود مع قطاع غزة ومنعت اسرائيل ادخال المساعدات الانسانية ، او المواد التموينية الاساسية.
وفي ضوء الاجواء السياسية التي جرت فقد اوحت وقائع محادثات التهدئة والافراج عن الرهائن الاسرائيلين عدم رغبة نتنياهو في الوصول الى اتفاق يؤدي الى انهاء الحرب وحدوث انفراج سياسي في قطاع غزة وليس هذا فحسب بل واصلت عدوانها المستمر واستمر سقوط الضحايا من المدنيين بالعشرات، وقد عززت اسرائيل من تصعيدها في الضفة الغربية ليستمر ايضا ارتقاء الش^داء، واشغلت الجبهة الشمالية بالاستمرار في قصف المنطقة الجنوبية لبيروت والمناطق الحدودية.
وبالرغم من الجهود الدولية الحثيثة في كل من الدوحة ، والقاهرة ومبعوثي الرئيس الامريكي فقد واصل نتنياهو عناده في عدم الوصول الى اي اتفاق، بل واصل ضغطه على الدوحة لاجبار حماس على الافراج عن الرهائن تحت الضغط الاسرائيلي في الميدان ، وليس من خلال الديبلوماسية وتبادل للاسرى وانهاء الحرب كما هو متعارف عليه في الحروب والوصول الى اتفاق يصنع سلاما بين الاطراف المتقاتلة.
عندما نسال لماذا لا يريد نتنياهو الوصول الى اتفاق او ايجاد حل ديبلوماسي للازمة مع قطاع غزة، ورغم الضغط المحلي للوصول الى اتفاق للافراج عن الرهائن الاسرائيلين والضغط الدولي لانهاء الحرب؟
لا شك ان نتنياهو التي ينتظره ملاحقات قضائية، قد تفضي به الى السجن، ونزول شعبيته وفق استطلاعات الراي وصعود المنافسين له ، فان رئيس الوزراء الاسرائيلي لديه امنيات واحلام تخرجه من ازمته الداخلية من خلال نصر كبير يحققه على الشعب الفلسطيني ، يحصل من خلاله على اعفاء رئاسي يفضي الى اعفائه من المسالات القانونية . لقد حاول نتنياهو تحقيق نصر من خلال اعادة الرهائن ، او اسر او قتل السنوار ولكن هذا الحلم لم يتحقق من خلال الالة العسكرية، هذا على صعيد العمليات العسكرية واهدافها، اما على الصعيد الاستراتيجي فان اسرائيل بشعبها وقيادتها وجيشها ترى ان النصر الحقيقي هو هزيمة الشعب الفلسطيني، بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى. لدا فان نتنياهو يرى في تحالفه مع اليمين استراتيجة عمل وركيزة له في الاستمرار في الحكم ، لان اليمين الاسرائيلي يعمل من خلال استراتيجيات الى تشديد الخناق على الشعب الفلسطيني، ويسعى الى واد استمرار الحرب على كل الجبهات وهو يحقق اهداف نتنياهو. لكن الذي لم يحسب له حساب هو انحدار شعبيته في اوساط الشعب الاسرائيلي والتي من الممكن ان تنهي حكمه.
كل هذا الذي حدث في الحرب على غزة واخراج غزة من معادلة الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، يصب في اهداف نتنياهو الاستراتيجية احداث نكبة فلسطينية ثانية تؤدي الى تحقيق اهداف وحلم اليمين الاسرائيلي.
قال تعالى ﴿ وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا﴾
هكذا يبدو ان السلام بعيد المنال ، وتحقيقه لا يبدو انه قريب من خلال منظور الاسرائيلين الذين يرون ان الاستيلاء على الارض واستعباد اصحابها والاستيلاء على الموروث الثقافي والحضاري لشعب اخر سيحقق لهم الامن والسلام.
قال تعالى : “انها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور. “
WhatsAAP +970594555503